جلسة الحسم اليوم… خلط أوراق ومفاجآت وأكثرية واهية؟

31 مايو 2022
جلسة الحسم اليوم… خلط أوراق ومفاجآت وأكثرية واهية؟
هيام طوق
هيام طوق

كل الأنظار متجهة الى ساحة النجمة اليوم، وكل النقاشات والاجتماعات المكثفة التي أجريت أمس حتى ساعات متأخرة من ليل الاثنين – الثلاثاء، تمحورت حول انتخابات رئيس المجلس النيابي ونائبه وهيئة مكتبه، مع العلم أنه بات مؤكداً أن الرئيس نبيه بري سيعود رئيساً للمجلس للمرة السابعة بما يفوق الـ 65 صوتاً ليثبت مرة أخرى قدرته على المناورة عبر ايقاظ أرانبه التي تقلب الموازين رأسا على عقب، بما يعني أن المعركة الفعلية ستكون على موقع نائب الرئيس الذي لن يُحسم قبل فتح صندوق الاقتراع لأن الأمور تسير على ايقاع الصفقات والمساومات فوق الطاولة وتحتها واشاعة معلومات منها صحيح ومنها مضلل لأهداف انتخابية، إلا أن الثابت الوحيد والواضح أن القوى السيادية والتغييرية ستكون أمام امتحانها الأول اليوم، فإما ترسب بعيون الشعب الذي وضع ثقته بها، واما تنجح وتستعيد الأمل بالتغيير كما تعد.

الأيام القليلة التي سبقت الجلسة سادها الكثير من التحليلات والتوقعات والحديث عن صفقات ومساومات واتفاقات ضمن ما يعرف بفريق 8 آذار ورص صفوفه لتأتي مواقفه موحدة وفاعلة وتحرك اللعبة الديموقراطية في الاتجاه الذي يناسب مصالحه، مستغلاً تشتت قوى المعارضة، لتصبح المعادلة على الشكل التالي: أقلية متراصة تحكم وأكثرية منقسمة تعارض.

وبعيداً من السجالات حول المساومات والصفقات من عدمها، فإن “حزب الله” نجح في لعب دور محوري بين “التيار الوطني الحر” والرئيس بري على الرغم من التنافر بينهما، بحيث أن حظوظ النائب الياس بو صعب المرشح على مضض من “التيار” هو الأوفر حظاً في الفوز بمركز نائب الرئيس الا أن لا شيء محسوماً وأكيداً.

وتحدثت معلومات نُسبت الى شخصية مقربة من “التيار” عن صفقة أبرمت في اللقاء بين بري وبو صعب تبدأ بانتخابات المجلس لناحية تجيير الأصوات بين الفريقين مروراً بتشكيل الحكومة وإسناد وزارتي الطاقة والخارجية الى “التيار” مقابل وعد الأخير بتخصيص وزارة المالية لحركة “أمل” وصولاً الى رئاسة الجمهورية. إلا أن مصدراً مقرباً من “الثنائي الشيعي” نفى لموقع “لبنان الكبير” المعلومات المتداولة في الاعلام عن صفقات، لافتاً الى أن بو صعب أوضح لبري أن “التيار الوطني الحر” لن يصوّت لصالحه، “والرئيس بري ليس بحاجة الى عقد صفقة مع أي طرف لأنه ناجح بأكثرية مقبولة. وطالما أنه ليس بحاجة الى أصوات فريق معين، فلماذا يعقد صفقات معه؟. لا صفقة لا على الرئاسة ولا على نائب الرئيس. ويبدو أن خلط الأوراق والمفاجآت سيرافق جلسة اليوم حتى ربع الساعة الأخير لأن نائب الرئيس غير محسوم لصالح بو صعب على الرغم من أن حظوظه أقوى من غيره، لكن لا شيء مؤكداً والاحتمالات مفتوحة على كل السيناريوهات”. وأوضح أن “الثنائي لم يعد أحداً بتجيير الأصوات لصالحه”.

وفي السياق، أشارت اللجنة المركزية للاعلام والتواصل في “التيار الوطني الحر” في بيان الى أنه “على الرغم من موقف النائب جبران باسيل المتكرر قبل الانتخابات وبعدها بأن لا موجب لانتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب، تعمدت بعض وسائل الإعلام ايراد معلومات معاكسة ومفصلة حول صفقة عقدت بهذا الخصوص، وهي فعلاً من نسج الخيال ولا تمت الى الحقيقة بصلة”.

وبغض النظر عن النتائج والأسماء التي يتم تداولها لموقع نائب رئيس المجلس وتبقى خاضعة للمفاجآت والتغييرات حتى الدخول الى الجلسة، بات من المؤكد أن لا شيء محسوماً على هذا الصعيد، خصوصاً بعد أن اعتُبر النائب سجيع عطية في الأيام القليلة الماضية الأوفر حظاً، لكن ذلك لم يدم طويلاً لأن بورصة الأسماء تخضع لمفاجآت اللاعبين على الساحة البرلمانية. كما برز اسم النائب غسان سكاف الذي تحدث عن برنامج ترشحه، والذي انسحب لصالحه عطية مساء أمس، وربما حبل التسميات لم ينته لأن المشاورات والاجتماعات استمرت حتى فجر اليوم، ومن يدري إن كان أي طرف من الأطراف خصوصاً القوى التقليدية المعارضة أو التغييريين سيفاجئون النواب بأسماء مرشحين جدد قبل انطلاق الجلسة مباشرة بحسب ما قال مصدر مطلع لـ”لبنان الكبير”.

ولناحية السياديين والتغييريين الذين لطالما أكدوا أنهم سيتبعون نهجاً جديداً في التعاطي السياسي، فهم أمام فرصة ترجمة انتفاضة الناس في صناديق الاقتراع من خلال التوافق على موقف واحد من رئاسة المجلس ونائبه. وعلى الرغم من أن موقع نائب الرئيس يتخذ طابعاً معنوياً أكثر منه فعلياً، فإن أهمية المعركة على هذا الموقع تكمن في نجاح الأكثرية الجديدة في الاتفاق على اسم معين ما يشكل مدماكاً أساسياً للمرحلة المقبلة لناحية خوضها الاستحقاقات المنتظرة موحدة، وبالتالي، فرض خياراتها انطلاقاً من كونها الأكثرية. وهذا التموضع الموحد في حال حصل يمكن أن يكون مؤشراً الى التغيير الذي سينطلق من المجلس التشريعي أو أن السلوك السياسي سيبقى على ما هو عليه، ويستعيد الفريق الحاكم زمام المبادرة في الحياة السياسية وإبقاء القديم على قدمه.

وأكد عدد من النواب التغييريين لـ “لبنان الكبير” أن الاجتماعات والنقاشات ستبقى مفتوحة الى حين انعقاد الجلسة، وكقوى تغييرية سيكون موقفهم موحداً بمعنى أنهم سيصوّتون بورقة بيضاء لرئاسة المجلس أما نائب الرئيس فلا قرار جازماً وحاسماً الا قبل الجلسة مباشرة، لافتين الى أن لا تنسيق مع الأحزاب التقليدية المعارضة، وأن قرارهم مستقل كما هناك امكان لترشيح أحد النواب التغييريين في ربع الساعة الأخير، ولكن لا قرار نهائياً بعد.

أما لناحية “القوات اللبنانية”، فأوضح النائب السابق عماد واكيم أن “القوات لا يريد الاختلاف مع التغييريين والسياديين على موقع، ونحن نتواصل مع الأكثرية النيابية، واذا كان هناك مرشح يطرحه التغييريون فنحن ندعمه لأن المهم أن تتبلور هذه الأكثرية في الاستحقاقات الدستورية، ولكن لا شيء نهائياً، وربما القرارات ستحسم قبل الجلسة مباشرة”، مشيراً الى أن “هناك اتصالات مكثفة مع التغييريين الذين في حال رفضوا التحالف مع الأحزاب التقليدية المعارضة، فكيف سيحققون الوعود التي قطعوها للناس في التغيير؟ عليهم اليوم أن يكونوا على قدر المسؤولية”.

وأكد أن “النقاش استمر حتى ساعات متأخرة من الليل بحيث أن بعض النواب التغييريين يؤيد التحالف مع أحزاب المعارضة والبعض الآخر غير مؤيد. هم تغييريون بمعنى أنهم يريدون تغيير المنظومة، فكيف السبيل الى ذلك اذا لم يتحالفوا مع أطراف المعارضة الأخرى؟ نحن لم نرشح أحداً، وقلنا لهم أن يتفقوا على اسم ونحن ندعمه”، آملاً “ألا يخذلوا الناس، ونحن سنسعى في كل المحطات الى التوافق مع التغييريين وإلا تتحول الأكثرية الى أكثرية واهية”.

المصدر لبنان الكبير