بات معروفاً لدى الجميع المشهد على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، فابتداء من مدخله وصولاً إلى أواخر مناطق الضاحية الجنوبية تطالعك على الطرقات العامة صور لشخصيات غير لبنانية تخص أحزاباً معينة. ولا تكفي الصور، فهناك أيضاً مجسمات ورموز، اضافة الى أنّ طرقات العاصمة التي تقع على مدخل المطار باتت مسماة بأسماء شخصيات غير لبنانية كذلك.
وبما أنّ لبنان بلد ديموقراطي يقوم على الاختلاف، ويسمح بالتعبير عن الحريات، يعبّر كل فريق سياسي أو حزبي عن توجهاته بهذه الطريقة. هذا النمط إعتدنا عليه واعتاد عليه المغتربون كذلك، ولكن اليوم بعد غياب السياحة لسنتين وتدهور وضع البلد بات من الواجب والضروري جذب السياح بأي ثمن.
في السياق، توجه وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار قبل أيام إلى الإدارة الإعلامية في “حزب الله” وحركة “أمل” من أجل “تخفيف الصور والرموز الموجودة على طريق المطار، لا سيما في الأشهر الثلاثة المقبلة، وأن يتم رفع صور معالم لبنان السياحية مكانها.
وهذه المرة الأولى التي أطلب فيها بكل موضوعية ومحبة واحترام”. وبدأ يوم أمس باجراءات إزالة الصور عن طريق المطار واستبدالها بصور للمشاريع السياحية.
وعلقت مصادر مقربة من “الثنائي الشيعي” لـ”لبنان الكبير”، على الموضوع بالقول: “يجب أن نكون واقعيين، فما طرحه الوزير منطقي جداً ولم يشكل أي إستفزاز أو حزازية، والدليل على ذلك أنّ الوزير بدأ بالعمل على ما طرحه. نحن مقبلون على موسم سياحي ونتيجة الوضع الذي نعيشه في لبنان ندرك أهمية المغتربين وقدرتهم على ضخ العملة الصعبة التي نحن بأمس الحاجة اليها”.
أضافت: “نسمع دائماً أقاويل بأنّ مدخل العاصمة يوحي بمشهدية معينة، مع وجود عدّة اعتراضات من أطراف أخرى، لكن اليوم كلام الوزير غير موجه الى أي فريق وليست هناك أي حجة لعدم إزالة الصور. هدف الوزير تشجيع السياحة وتغيير الصورة وكان التجاوب معه على هذا الأساس”.
وأوضحت المصادر أنّ “هناك قراراً لدى الثنائي عموماً بالتعاون مع أي مبادرة تخدم اللبنانيين وتساعد على الحوار والتواصل بين الجميع. وهذه الدعوة مفتوحة من كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. هذه الدعوة بدأت بعد الانتخابات بطرح ضرورة الوحدة الوطنية والحوار مع كامل المكونات اللبنانية من دون استثناء، أي خطوة تطرح بعقلانية وموضوعية ممكن أن يتم التعاون فيها”.
إلى ذلك، توجه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، إلى المحافظين كافة كل ضمن نطاقه، بالطلب من جميع البلديات والاتحادات البلدية “وجوب إزالة جميع الإعلانات والملصقات واللافتات الانتخابية وصور المرشحين عن الطرقات وجدرانها وأعمدة الكهرباء والهاتف وجذوع الأشجار والإشارات الضوئية وإشارات السير، على أن يتم ذلك فوراً”. وباشر عناصر الحرس البلدي لمدينة بيروت وفوج الإطفاء بإزالة كل الصور واللافتات من العاصمة.