زحلة هي المنطقة البقاعية التي تعتبر نقطة إلتقاء لدى العديد من أهالي البقاع، ولا يقبل أهلها الا بتسميتها مدينة زحلة نظراً الى الحركة الاقتصادية والتجارية الناشطة فيها. ومن يقصد زحلة يجد المطاعم والمقاهي على ضفاف نهر البردوني، والمحال التجارية المتعددة. وكان يقام فيها سنوياً العديد من المهرجانات الاحتفالية والموسيقية بمختلف أنواعها وتضم عدداً كبيراً من الفنانين، لكن جائحة كورونا والأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة جعلت كل المناطق اللبنانية تعود الى الوراء أكثر فأكثر. واليوم قرر الزحلاوي مواجهة هذه الأوضاع يداً بيد من أجل اعادة الحياة مجدداً الى المدينة من خلال المهرجان الذي سيقام على بولفار زحلة تحت عنوان “بقلب زحلة” في 17 تموز الجاري.
وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” مع منظم مهرجان “بقلب زحلة” حليم قاعي، قال: “المهرجان الأخير الذي أقمناه في العام 2019 قصده ما يقارب الـ 10 آلاف شخص من زحلة والجوار، ونتيجة إنتشار وباء كورونا توقفنا عن هذا النوع من المهرجانات. وهذه السنة الأولى بعد كورونا قررنا تنظيم هذا المهرجان بحيث يقام ليوم واحد على بولفار زحلة، وبرعاية جمعية تجار زحلة التي يهمها دائماً تفعيل السوق وبالتعاون مع البلدية”.
وأوضح قاعي أن “هذا المهرجان يقام لاستقطاب كل فئات المجتمع، فهناك شركات تعرض بعضاً من منتجاتها بهدف التسويق لها، ويضم أيضاً أشخاصاً لديهم مؤسسات صغيرة نساعدهم في عرض منتجاتهم من أجل كسب دخل إضافي، ونساء زحلة اللواتي يبعن المونة ويعرضنها اضافة الى المطاعم الزحلاوية التي يخصص مكان لها. ومن يقصد هذا المهرجان يجد أن كل جزء مخصص لموضوع معين فعلى سبيل المثال هناك مساحة واسعة مخصصة للألعاب من أجل تسلية الأولاد، وجزء متعلق بالشابات والشباب الذين يعرضون مشاريعهم وأعمالهم الصغيرة، ناهيك عن المونة والمطاعم…”.
أضاف: “يضم هذا المهرجان أيضاً الفنانين والـ DJS الذين سيضفون جواً ساحراً على سوق زحلة الممتد من بنك سوريا ولبنان الى مقهى أدونيس من الساعة الرابعة حتى منتصف ليل 17 تموز، والدخول مجاني لجميع الحاضرين”.
وأكد مشاركون في عرض مشاريعهم الصغيرة في هذا المهرجان أن هذه فرصة جيّدة لكسب المزيد من المال خاصةً في ظل الأوضاع الصعبة التي نمر بها في هذا البلد، شاكرين هذه المبادرة “ونحن بإنتظار هذا اليوم كي نعرض ما لدينا من منتجات وأدوات ونبيعها لزوار هذا الاحتفال ونتمنى أن تزداد حركة بيعنا في الفترة المقبلة”.
يتضح مما سبق أن هذه المشاريع مهمة جداً خاصة في ظل ما يعشيه المواطن اللبناني يومياً، ومساعدة المشاريع صغيرة الحجم ضرورة ملّحة نظراً الى تفضيل جيل الشباب البدء بمصالح تعنيه ووضع بصمته عليها. كما أن من المهم دعم النساء وربات المنازل في بيع منتجاتهن ومونتهن وهي خطوة مميزة تجعلهن يكتسبن الثقة ولا يخجلن من أحد وهنا الأهمية لاسيما أن هناك الكثيرات من ربات المنازل مسؤولات عن اعالة أسرهن. زحلة كسائر المناطق الأخرى في لبنان ستشهد هذا العام عدداَ من المهرجانات والخطوة الأولى كانت “بقلب زحلة”.