يعتبر شاطئ الرملة البيضاء الشاطئ المجاني الوحيد الموجود في بيروت وضواحيها، وبسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد وارتفاع أسعار الدخول الى المسابح الخاصّة أصبح مقصد كثير من الناس الذين يفضّلون التوفير في المصاريف، بل يرون أنّ الحل الأنسب للاستمتاع هو بالذهاب الى شاطئ مجاني بأقل تكلفة ممكنة، بحيث يمكنهم أن يجلبوا معهم الكراسي والشماسي والطاولات وما لذ وطاب من مأكولات وفواكه… ولكن هناك حد لكل شيء والأهم احترام مبدأ النظافة وعدم ترك النفايات مرمية بصورة عشوائية على طول شاطئ الرملة البيضاء!.
وفي حديث مع مدير المسبح الشعبي في الرملة البيضاء نزيه الرّيس، يقول لـ”لبنان الكبير”: “إنّ المخلفات التي يتركها رواد الشاطئ تعود إلى مدى تربيتهم وثقافتهم البيئية، وهناك استهتار كبير من العائلات التي ترمي نفاياتها على الشاطئ من دون أن تبالي أو تهتم بأضرار ما تتسبب به، بل ما يهمها أنها استمتعت حتى لو خلفت وراءها الأوساخ من اللوز والبطيخ والبزر والترمس والعديد من المعلبات والأكياس والقناني والتنك”.
ويوضح أنه “لو وضعنا 60 مراقباً على طول شاطئ الرملة البيضاء فلن يتمكنوا من إنجاز مهمتهم التوجيهية والإشراف على عملية تنظيم الشاطئ لأنّ الناس لا يلتزمون بالتعليمات الموجهة اليهم عن ضرورة المحافظة على النظافة، لذلك وبعد رميهم الأوساخ يوم الاثنين الفائت قمنا كجميعة حملة الأزرق الكبير بتنظيف الشاطئ كما نفعل دوماً”.
ويلفت الرّيس الى أن “هناك رواداً يقومون بطمر نفاياتهم تحت الرمال لتوفير مجهود رميها في حاويات النفايات ما يتسبب لاحقاً بأذى لمن يمشي على الرمل فيدوس عليها. فعلاً الأمر يعود إلى مدى وعي الانسان بالثقافة البيئية، والحل يكمن في ضبط بيئي لأنّ الوضع لم يعد يحتمل، وفي كل مرّة نحاول أن نتناقش مع المتسبب برمي المخلفات ندخل في مشكلة. لذا الحل الوحيد هو بإعطاء ضبط مخالفة لكل من يرمي نفاياته إن كان على شواطئ لبنان أو على طرقاتها أو في محمياتها وغاباتها وأنهارها، ففي ظل الأزمة الحالية الناس خائفون على جيوبهم ومصروفهم ولا أظن أنهم سيستمرون برمي المخلفات والقاذورات في حال كان هناك ضبط بيئي”.
وإضافة الى النفايات التي تتسبب بتلوث الشاطئ لا يمكن أن ننسى مياه الصرف الصحي التي تصب مباشرةً في البحر الذي يسبح فيه الناس، ويشير الى أن “هناك مجرورين يلوثان بحر الرملة البيضاء، الأول موجود بجانب فندق مشهور والثاني يصب أيضاً بين فندقين مشهورين، وبحسب التيار في البحر الذي قد يرمي مياه المجرور في وقت يكون فيه الرواد يسبحون على شاطئ الرملة البيضاء، وبالطبع المجرور الذي يصب في البحر كنقطة سم في برميل مياه يظل لونها نقياً ولكنها مميتة، وفي لبنان من يسبح في تلك المياه يبقى الاتكال على مناعته”.
ويؤكد الرّيس أن “الهدف من وراء صب مياه المجارير في البحر هو إبعاد المواطنين عن السباحة في الرملة البيضاء وربما إصدار قرار بمنع السباحة بسبب وجود مجارير، وبذلك يمكن إعطاؤها للمستثمرين وتصبح الرملة البيضاء ملكاً خاصاً، فالعين لا تزال عليها لكنها تعود إلى أهالي بيروت وسكانها”.