نائب “حزب الله” في زحلة يخلق بلبلة مناطقية – شعبوية

17 يوليو 2022
نائب “حزب الله” في زحلة يخلق بلبلة مناطقية – شعبوية
آية المصري
آية المصري

ليست المرة الأولى التي يحاول فيها نواب “حزب الله” زعزعة الأوضاع وإثارة الفتن والمشكلات المناطقية، فهم يعتبرون أنهم بتصريحاتهم الشعبوية والطائفية يشدون عصب بيئتهم ويقربون المسافة بينهم وبين الطائفة الشيعية الكريمة. فالشيعي لن يقبل أن يتعرض له المسيحي والعكس صحيح لأن لبنان بلد الطائفية و”غسيل الدماغ”.

منذ فترة ونواب قضاء زحلة يقومون بإجتماعات دورية في مقر البلدية ليبحثوا في أوضاع البلاد عموماً وأوضاع منطقة زحلة خصوصاً، ودائماً ما يتغيب النائب التابع لكتلة “حزب الله” رامي أبو حمدان عن هذه الاجتماعات والسبب كان مجهولاً حتى تاريخ الأمس حين قرر حضرة النائب لقاء بعض الاعلاميين للدردشة معهم. ولدى سؤاله عن سبب عدم مشاركته في تلك الاجتماعات الدورية مع زملائه النواب في مبنى بلدية زحلة، أجاب أبو حمدان: “هذه اللقاءات يجب أن تكون مداورةً في بلديات القضاء وليس حصراً في بلدية زحلة”. واعتبر أن مقولة “زحلة عاصمة القضاء” أمر ولّى عليه الزمن ويعود لستين سنة الى الوراء، موضحاً أن جلوسه الى طاولة واحدة مع نواب “القوات اللبنانية” قد يشكل حساسية لدى أهالي شهداء الطيونة ويسبب له الاحراج تجاه أمهاتهم وذويهم.

وبهذا الكلام يكون نائب “حزب الله” ضرب آخر ما تبقى من العيش المشترك، رافضاً الجلوس مع نواب “القوات” مع العلم أنه داخل مجلس النواب وفي إجتماعات اللجان المشتركة يجتمع مع الجميع. كما أن هذا التصرف يثبت للبنانيين مبدأ “حزب الله” في عدم الجلوس والحوار على طاولة واحدة مع جميع الأفرقاء ما يعرقل أوضاع البلد أكثر فأكثر، وقد تناسى أبو حمدان أن زميله رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد جلس في السابق على طاولة واحدة مع مختلف الأفرقاء في قصر الصنوبر وبحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبهذا يؤكدان أن ما تجمعه المصالح الشخصية والسياسية تفرقه المصالح الوطنية.

وأثار كلام أبو حمدان إنزعاجاً كبيراً لدى نواب زحلة السابقين والحاليين من جهة، وأهالي المدينة من جهة أخرى. فما رد هؤلاء على تصريحه؟

النائب السابق سيزار معلوف قال في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “ولى الزمن على هيك نواب، وليس ولّى الزمن على زحلة، وبغض النظر عن الخلافات بين القوات اللبنانية وحزب الله، نواب القوات نالوا 20 ألف صوت تفضيلي في زحلة ومن واجبات أبو حمدان احترام أهالي المدينة وقراراتهم”.

أضاف: “ليس هو من يقرر مع من يجلس لأنه يجلس مع جميع الأفرقاء في مجلس النواب وفي اللجان المشتركة، و(يعمل معروف) فنحن لسنا معتادين على هذا النوع من النواب في زحلة، ويتوجب عليه احترام زحلة مثلما نحترمه ومن لا يريد أن يحترمنا فلن نحترمه، ومن لا يريد أن يعترف بنا وبشهدائنا فلن نعترف به وبشهدائه”.

ورأى معلوف أن أبو حمدان “زحط لأنه غير مخضرم ومبتدئ في السياسية، وحزب الله أخطأ عندما استبدله بالمرشح النائب السابق أنور جمعة. هو قرر الترشح ضمن نطاق قضاء زحلة واليوم يتحدث بهذا الأسلوب عن زحلة وأهلها، وستبقى زحلة عاصمة البقاع شاء من شاء وأبى من أبى”، متمنياً “أن يصدر بيان توضيحي من حزب الله يوضح ما حدث لأن كلامه مرفوض جملة وتفصيلاً ومردود لصاحبه”.

اما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب إلياس أسطفان فرد على ما قاله أبو حمدان بالقول: “يوم تكلم عن السيف والتكليف اعتقدنا أنها هفوة، يومها قالوا بأن الرامي لن يرمي علينا ما شبّ عليه، بل هو يناور ليكسب عطف ناخبيه، فسامحوه ولو لمرة. فإذا به يطل اليوم ويرمي علينا حقداً لم تألفه لا المدينة ولا القضاء ولا أهل هذه المنطقة الكريمة التي ما عرفت يوماً الا التعاضد والتكاتف بين أبناء شعبها كافة. لا أيها الرامي، زحلة كانت وستبقى عاصمة كل الشرفاء شاء من شاء وأبى من أبى، كفاك هروباً من واقع ارتهانكم وتقوقعكم أن تستعمل ما استعمل من عبارات لا تليق بممثل شعب قضاء زحلة الأبي لهو أمر مخجل. وأخيراً، حسناً فعلت بعدم مجيئك الى اجتماعات نواب القضاء. إناؤك نضح بما فيه…”.

اما بالنسبة الى الزحالنة فأثاروا موجة غضب واسعة عبر منصة “تويتر”، وأشارت احدى السيدات الى أن “زحلة هي أول جمهورية في الشرق وعاصمة الكثلكة والنجم الما بينطال شاء حزبك أم لم يشأ. واذا أردت الاجتماع في بلدية زحلة مع نوابها فأهلاً وسهلاً وفي حال لم ترد ذلك فاجتمع عند سيدك نصرالله مع زميلك النائب سليم عون”.

وتساءلت سيدة أخرى “أين يا ترى يريد نائب حزب الله أن تكون عاصمة القضاء؟” مؤكدة أن “زحلة هي النجم لما بينطال”.

فيما اعتبر آخر أن “النائب أبو حمدان انتهى دوره وحان الوقت لإرسال الكومبارس التالي”.

بالتأكيد لن يقبل الزحلاوي بمثل هذه الأحاديث والتصريحات خصوصاً من الأخصام في السياسة التابعين لمحور الممانعة، فما الهدف منها لاسيما أنها لن تقدم ولن تؤخر في المعادلة؟ ولماذا يسعى نواب “حزب الله” بصورة متواصلة الى إفتعال المشكلات الطائفية والمذهبية؟ وهنا يصح القول “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

المصدر لبنان الكبير