مبادرة انسانية عابرة للمناطق والطوائف… من يتبناها؟!

الراتب يتلاشى بسرعة البرق واي مساعدة اجتماعية تختفي

22 يوليو 2022
مبادرة انسانية عابرة للمناطق والطوائف… من يتبناها؟!
beirut News
كارول سلّوم

أكثر ما يحتاج إليه معظم اللبنانيين لمواصلة الصمود في وجه الأزمات الإقتصادية والإجتماعية هو “مبادرة” أو حتى نصف “مبادرة”، وقد تكون مصدرها جمعيات إنسانية أو دينية محلية أو خارجية. وليس مبالغ القول أنه من دون مبادرات سواء من خلال مساعدات عينية أو تربوية أو كل ما يخدم القضية الأساسية التي تتمحور حول القدرة على الإستمرار بفعل التدهور الحاصل على جميع الأصعدة والذي يتزايد يوما بعد يوم، فإنه من الصعوبة بمكان أن يكمل المواطن اللبناني طريق حياته.

الطبقة الوسطى شبه مضمحلة، وأي مساعدة للطبقة الفقيرة الحديثة تحقق الغاية. فراتب أي موظف مدني أو عسكري ويتلاشى بسرعة البرق قبل أن يقفل الشهر، واذا تقاضى المساعدة المالية الاجتماعية مهما بلغ حجمها وتختفي هي الأخرى… وهكذا دواليك.

فكيف السبيل للإستمرار؟ انه غائب! ولسان حال الناس: قبيل منتصف الشهر “منفض” (كما يقال بالعامية)، لا بد من تصديقهم. هناك من يكرر التأكيد أن راتبه لا يخوله الصمود أو لا يكفيه المأكل والمشرب ودفع الفواتير… كل ذلك والتعليم مسألة أخرى، لاسيما بعدما وقع المحظور مع تشريع “الفريش دولار” في الأقساط المدرسية من دون أي رقيب أو حسيب!

إذًا الواقع يفرض عدم التكبر أمام أي معونة تقدم، لكن المطلوب هو قيام مبادرة كبرى تنظم لهذه الغاية، ومن المعيب وصفها بأي نعوت غير لائقة. فما هي هذه المبادرة المطلوبة؟

حملت وكالة “أخبار اليوم” هذا السؤال على عينة من المواطنين.

في هذا السياق ، تقول كارلا و. ان هذه المبادرة يحب أن تكون مدروسة وشاملة وان يطلقها رجال الدين الذين يمكنهم التواصل والضغط في اتجاه تقديم مساعدات الى العائلات غير الميسورة، لا بل جميع العائلات اللبنانية التي باتت تعاني الأمرين في هذه الأزمة، وتشير إلى انه في الوقت نفسه تخضع عدد من المدارس الخاصة لأشراف رجال الدين وبالتالي في امكان هؤلاء أن يعالجوا دولرة الأقساط بطريقة واقعية ومقبولة، عوضا عن دعم فرضها بشكل تصاعدي.

من جهتها ، توضح هلا س. أن لا ضرر من مساعدات شهرية تحت تسميات مختلفة تحضر لها جمعيات خارجية أو توفر من قبل متمولين أو مغتربين، لأن من شأنها المساهمة في الصمود في مكان ما، في ضوء غلاء أسعار يكوي الجميع، وتقول: نحن اللبنانيون لا نعامل بعضنا كما يجب، ألا يحمل التجار الهوية اللبنانية، فلماذا يمارسون جشعهم على أخوتهم؟ ولماذا لا يطلق هؤلاء أيضا مبادرة ما بدلا من خنق المواطن بشكل يومي عبر عمليات الاحتكار والغش وغيره؟…

بدوره يوافق ناجي أ. على ما تقوله كارلا بشأن دخول الكهنة والمشايخ على خط التخطيط لمبادرة وطنية كبرى لدعم قطاعات حيوية في البلد من تربية واستشفاء وغذاء وأدوية وكل ما يحمي مقومات الصمود في بلد غالبية سكانه يعانون، ولا يدركون ما تحمله الأيام المقبلة لاسيما أن الازمات تتوالى والمواطنون في وادٍ والسياسيون في وادٍ آخر، ويضيف: هذه المرة يجب أن يكون التحرك صحيحا وسريعا وليكتب التاريخ الحديث أن رجال الدين انتفضوا لمساعدة أبناء طائفتهم كما يجب .

لم يمر على لبنان وضع مشابه كالحالي بإقرار كثيرين، وصحيح أن ثمة مساعدات تأتي إلى لبنان، لكنها قد تكون موسمية ولذلك يفضل أن تكون على مستوى مبادرة كبيرة تمكن المواطنين من مساعدتهم بشكل متواصل ريثما “تفرج” إن كان الأمر متاحا..

المصدر أخبار اليوم