بالأرقام.. وفاة ‘التيكي تاكا’ في ملاعب الكرة

29 ديسمبر 2019
بالأرقام.. وفاة ‘التيكي تاكا’ في ملاعب الكرة

كشفت صحيفة “ماركا” بعض الأرقام، التي تشير إلى نهاية عهد “التيكي تاكا”، وهي طريقة اللعب التي ظهرت في 2008، واكتسحت كرة القدم في أوروبا.

وتعتمد طريقة “التيكي تاكا” على استحواذ الفريق على الكرة في معظم أوقات المباراة، وعدم إتاحة الفرصة للخصم للحصول على الكرة، وذلك بالاعتماد على التمريرات القصيرة السريعة، وبدء الهجمة من الدفاع.

ويعتبر المدرب الإسباني بيب غوارديولا، “عراب” هذا الأسلوب، حيث استخدمه مع برشلونة عام 2009، وحقق جميع البطولات المحلية والقارية، بأداء ممتع جدا.

وبالرغم من “الثورة” الكبيرة التي أحدثتها “التيكي تاكا” في كرة القدم، إلا أن عصرها انتهى، وفقا للأرقام والبطولات التي شهدتها أوروبا في الموسمين الماضيين.

ونشرت “ماركا” إحصاءات تظهر تخلي كبرى أندية أوروبا عن أسلوب الاستحواذ على الكرة، الذي تعتمد عليه “التيكي تاكا”، واللعب بفعالية وسرعة أكبر، عوضا عن الصبر في بناء الهجمة.

ومن أبرز الأمثلة، نادي برشلونة الإسباني، الذي كان يستحوذ على الكرة بمعدل 73 بالمئة، في موسم غوارديولا الأخير مع الفريق بدوري أبطال أوروبا، عام 2011، بينما استحوذ على الكرة بنسبة 57 بالمئة فقط، الموسم الماضي.

ومثله بايرن ميونيخ الألماني، الذي استحوذ على الكرة بنسبة 71 بالمئة، في موسم غوارديولا الأخير مع الفريق عام 2016، بينما تراجعت نسبة استحواذه إلى 57 بالمئة الموسم الماضي.

ومن أبرز الأمثلة كذلك ليفربول، بطل أوروبا، الذي استحوذ بنسبة 61 بالمئة في 2010، بينما حقق دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بنسبة استحواذ لم تتجاوز 51 بالمئة.

ومن الأدلة الأخرى على نهاية فكرة “التيكي تاكا”، زيادة الطلب على المدربين أصحاب الفكر الواقعي، الذي يتقن الضغط العالي واللعب على المرتدات، مثل الألماني يورغن كلوب.

وكذلك الفرنسي زين الدين زيدان، الذي نجح بشكل لافت مع ريال مدريد الإسباني، بأسلوب لعب هجومي سريع، بعيد عن “التيكي تاكا”.

ومن ناحية أخرى، يعاني المدربون الذين يتبنون هذا الأسلوب في أوروبا، حيث يدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا نادي ليدز يونايتد في الدرجة الأولى من الدوري الإنجليزي، بينما لا يعمل حاليا مواطنه خورخي سامباولي.

وظهرت التيكي تاكا للمرة الأولى عام 2008، عندما أظهر المنتخب الإسباني لمحات منها في بطولة كأس أوروبا 2008، قبل أن تظهر بشكل جلي مع غوارديولا وبرشلونة في موسم 2008-2009.

98HGmI
عندما اكتسح ليفربول مضيفه ليستر سيتي بنتيجة 4-0، مساء الخميس، ليحطم سجل الأخير الخالي من الخسارة على ملعبه هذا الموسم، ظهر سؤال مهم، وهو هل يمكن لأي شيء أن يوقف مسيرة ليفربول نحو تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم؟

يبتعد ليفربول بفارق 10 نقاط عن ليستر، ومباراتين إضافيتين، و14 نقطة عن مانشستر سيتي، ومباراة إضافية، قبل الجولة 20 من منافسات البريميرليغ.

العلامات كلها تشير إلى أن ليفربول في طريق مفروش بالورود “لفك اللعنة”، وتحقيق اللقب الغائب عن النادي 30 عاما، ولكن قبل تحديد نسبة حصول ذلك، علينا تحليل العوامل المؤثرة.

بالنسبة للتاريخ، فهو يصب في مصلحة “الريدز”، الذي سيبتعد بفارق 13 نقطة عن ليستر في حال انتصاره مساء الأحد، وهو فارق لم يسبق لأي ناد إنجليزي تجاوزه لتحقيق الدوري، في حقبة البريميرليغ الذي انطلق موسم 1992-1993.

ويعتبر أكبر فارق تم تجاوزه هو 12 نقطة، في موسم 1995-1996، عندما لحق مانشستر يونايتد بنيوكاسل، بانتصاره في 13 مباراة من آخر 15، ليخطف اللقب في النهاية، أي أن ليفربول سيتخطى بنقطة واحدة أكبر فارق تم تجاوزه للحصول على لقب البريميرليغ.

أما على الورق، سيخسر ليفربول لقب الدوري، في حال خسارته 6 مباريات، من أصل 20 متبقية، مع انتصار ليستر سيتي في جميع مبارياته.

أو خسارة ليفربول 7 مباريات، وانتصار مانشستر سيتي في جميع مبارياته المتبقية، وهو أمر صعب جدا، بالنظر للنصف الأول من الموسم.

ومن العوامل الرئيسية لمسيرة ليفربول “المذهلة” هذا الموسم، ابتعاد نجومه عن الإصابات، وهو ما يعود لنظام المداورة “المثالي” الذي استخدمه المدرب الألماني يورغن كلوب.

ويعتمد ليفربول بشكل كبير على مدافعه الهولندي فيرجل فان دايك في خط الدفاع، وهو الذي ظهر بلياقة عالية في معظم مباريات الموسم، مع اختلاف المدافع المجاور له.

وكذلك خط الهجوم الثلاثي، المكون من المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو والسنغالي ساديو ماني، الذين تبادلوا فترات الراحة في المباريات، ولم يتعرضوا لإصابات قوية خلال الموسم.

وقرر كلوب في بداية الموسم الابتعاد عن إشراك نجومه في بطولتي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية، وذلك للتركيز بشكل كامل على بطولة الدوري.

وبالنظر للأرقام التاريخية، وجدول الترتيب الحالي، ونظام المداورة المستحدث، يبدو من الصعب جدا اللحاق بليفربول في الدوري، خاصة إذا ما خرج من “فترة الأعياد” العصيبة بانتصارات كاملة.

وينتظر ليفربول لقائين صعبين أمام وولفرهامبتون وشيفيلد يونايتد، الأحد والخميس، قبل خوض مباراة في كأس الاتحاد، ثم العودة لجدول المباريات “الطبيعي” نسبيا.

ليفربول يمشي بخطوات ثابتة لتحقيق اللقب التاريخي، وقد يكون تحقيقه من دون أي هزيمة، في تكرار لإنجاز أرسنال التاريخي موسم 2003-2004.