تحول البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى علاج مضاد للحجر الصحي عند نجوم الرياضة الذين وجدوا أنفسهم معزولين بين جدران منازلهم، في ظل توقف النشاطات بسبب فيروس كورونا.
فمن المهاجم الفرنسي لريال مدريد الإسباني كريم بنزيمة إلى الأسطورة البرازيلي رونالدو، دفع العزل العديد من نجوم الرياضة للكشف عن جوانب شخصية مميزة في تفاعلهم مباشرة مع الملايين من المتابعين.
حتى أن نجم التنس الإسباني رافائيل نادال الذي عانى الأمرين لإتقان العمل على موقع “إنستغرام”، أظهر جانبه الآخر في مواجهة “حية” مع غريمه السويسري روجر فيدرر، تناولا فيها الوضع الحالي وما يمكن تقديمه للعبة في ظل تعليق المنافسات.
ورأى بوريس هيلو، خبير الاستراتيجيات الرقمية في الرياضة، في تصريحات لوكالة “فرانس برس”: “بما أن المسابقات معلقة، تحرر الرياضيون من إشراف المسؤول الإعلامي لناديهم (في الرياضات الجماعية)”.
وتابع: “بالتالي، ثمة حاجز يسقط ويعزز الاتصال المباشر مع المشجعين: يصبح الرياضي هو المسؤول الإعلامي عن نفسه، ويمكنه التحدث عن المواضيع التي لم نسمع عنها من قبل”.
واعتبر الأستاذ المحاضر في جامعة “كاين بوريس” هيلو أنه باستخدام هذه الأداة “يهدف العديد من لاعبي كرة القدم إلى الظهور بشكل مغاير للصورة الخاطئة عن رجل يجيد وحسب ركل الكرة، ويظهرون أنهم يتمتعون بشخصية وروح مرحة ورأي”.
وتواجه البرامج التلفزيونية التقليدية تحديا آخر الآن، وهو المنافسة من قبل البث الحي لمنصات التواصل الاجتماعي، والذي يحظى بشعبية خاصة لدى الشباب.
وفي هذا السياق، قال هيلو: “في السابق، لم تكن كلمة الرياضي مسموعة إلا من خلال الصحافة التقليدية، الآن، تغير الوضع، بمجرد استئناف البطولة، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا الرياضيون سيتابعون نفس وتيرة اللقاءات مع الجماهير”.
المباراة التي انتهت بفوز “الماكينات” بهدف نظيف، من ركلة جزاء مثيرة للجدل احتسبها الحكم المكسيكي إدغاردو كوديسال، شهدت الكثير من المشاهد الاستثنائية، كان أبرزها من صنع أسطورة “التانغو”، دييغو مارادونا.
وبعد 3 عقود، كشف كوديسال، عما فعله مارادونا في تلك الليلة التي لا تنسى في تاريخ كرة القدم، مشيرا إلى أن الأخير “لم يعرف أبدا معنى الانضباط” خلال المباراة.
وقال كوديسال لإذاعة “1010” في أوروغواي: “عندما أشهرت البطاقة الحمراء في وجه اللاعب الأرجنتيني بيدرو مونزون (في الدقيقة 65) صرخ مارادونا في وجهي، وراح يتحدث عن (سطو مسلح) ينفذه الفيفا لحرمان منتخب الأرجنتين من الفوز بالكأس للمرة الثانية على التوالي”.
وكشف بعدها عن واقعة مؤسفة أخرى قائلا: “لو طبقت القواعد كنت سأطرده حتى قبل أن تبدأ المباراة، حين قام بإشارة بذيئة لجماهير الملعب خلال عزف السلام الوطني الأرجنتيني.. لقد أهان الملعب بأكمله”.
وأشار كوديسال إلى أنه حاول مرارا أن يهدئ من روع مارادونا، ووصفه بأحد أفضل لاعبي العالم، “إلا أنه لم يفهم”.
يشار إلى أن نهائي مونديال 1990 يعد بين الأكثر إثارة للجدل على المستوى التحكيمي في تاريخ البطولة، وبالإضافة إلى احتسابه ركلة الجزاء المثيرة للجدل التي حسمت البطولة لألمانيا في الدقيقة 83، أشهر الحكم المكسيكي البطاقة الحمراء للاعبين أرجنتينيين.
وقد شهدت المباراة مشاهد اعتراض صاخب من الأرجنتينيين خلال الشوط الثاني، فيما يتذكر الجميع أن مارادونا أجهش بالبكاء لفترة طويلة عقب إطلاق صافرة النهاية وحتى استلامه ميدالية المركز الثاني.