شهدت نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم، التي تنطلق نسختها السادسة عشرة في 11 حزيران الحالي ، مفاجآت كبيرة فاقت كل التوقعات، ولربما كانت نسختا يورو (1992و 2004) الأكثر مفاجأة.
كان الدنماركيون يحضرون أنفسهم لمتابعة كأس أوروبا التي استضافتها السويد عام 1992 أمام شاشات التلفزة بعد فشل منتخبهم في التأهل إلى النهائيات، لكن الحظ أسعفهم عندما طلب منهم المشاركة نتيجة حرب يوغوسلافيا التي تسببت باستبعاد منتخب الأخيرة.
وكانت تلك بداية القصة بالنسبة للحارس العملاق بيتر شمايكل ورفاقه في المنتخب، إذ تمكنوا من بلوغ نصف النهائي عن المجموعة الأولى إلى جانب السويد المضيفة وعلى حساب العملاقين الفرنسي والإنكليزي، ثم اكتملت المفاجأة ببلوغهم المباراة النهائية على حساب حامل اللقب، المنتخب الهولندي، وذلك عبر ركلات الترجيح (تعادلا 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي) التي تعملق فيها شمايكل بصده ركلة بطل 1988 ماركو فان باستن.
واكتملت المفاجأة الدنماركية في النهائي لأن المنتخب الأحمر والأبيض تمكن من التفوق على بطل آخر هو المنتخب الألماني المتوج قبل عامين بلقب مونديال إيطاليا 1990، وذلك بفوزه على الـ”مانشافت” 2-0.
صحيح أن الدنماركيين فاجأوا الجميع عام 1992 لكن منتخبهم كان يضم على أقله لاعبين من طراز شمايكل وبراين لاودروب، في حين أن بطل نسخة 2004، أي المنتخب اليوناني، لم يكن يضم في صفوفه أي نجم كبير وكان إنغيلوس خاريستياس ويورغوس كارغونيس أبرز لاعبيه.
لكن هذا الأمر لم يمنع فريقا يدربه الألماني الفذ أوتو ريهاغل من مفاجأة الجميع والتأهل بفضل أسلوبه الدفاعي إلى الدور ربع النهائي إلى جانب البرتغال المضيفة وعلى حساب إسبانيا وروسيا، ثم تخطي فرنسا بهدف لخاريستياس قبل مواجهة تشيكيا في دور الأربعة والفوز عليها بهدف وحيد أيضا بعد التمديد.
واعتقد الجميع أن إنجاز اليونان سيتوقف عند النهائي لأنها ستواجه البرتغال المضيفة في المباراة النهائية.
إلا أن ريهاغل عرف كيف يتعامل بواقعية مع المد الهجومي البرتغالي على أمل جر المضيفين إلى التمديد وركلات الترجيح إلا أن خاريستياس أهداه ما لم يكن بالحسبان بهزه الشباك البرتغالية في الدقيقة 57 وكان ذلك كافيا لمنح بلاده لقبها الأول والأخير.