يبدأ البعض ممارسة التمرينات الرياضية بحماس بغية إنقاص الوزن، ويجتهدون بالفعل في التدريب والالتزام بكافة النصائح الشائعة، ثم تفاجئهم الأرقام على الميزان بنتيجة غير متوقعة وهي زيادة أوزانهم بالمقارنة مع مرحلة ما قبل ممارسة التمرينات الرياضية.
حول أسباب زيادة التمارين الرياضية للوزن وما إذا كان هناك تفسير بيولوجي، قالت خبيرة في النشاط البدني لـ Live Science إن الإجابة متعددة الأوجه. من المرجح أن تكون أي زيادة في الوزن بعد التمرين عبارة عن مزيج من عدة عوامل، ولكن بشكل حاسم، هذا لا يعني أنه يجب أن يتخلى الشخص عن ممارسة التمارين الرياضية. وقالت أستاذة النشاط البدني والصحة الرقمية في جامعة سيدني في أستراليا، كورين كايود، لا يدرك البعض “أن ممارسة الرياضة أمر جيد حتى لو كانت تؤدي لاكتساب وزناً”.
كمية ونوعية الوجبات الغذائية
وأضافت كايود، “بينما تلعب التمارين دوراً في التحكم في الوزن، فإن الجانب الآخر من العملة هو تناول الطعام”، مشيرة إلى أنه إذا لاحظ شخص أن وزنه يزداد، فمن المفيد مراجعة كمية ونوعية الطعام الذي يتناوله، وعندئذ سيمكنه التوصل إلى تفسير لسر اكتسابه للوزن الإضافي بعد التمرينات الرياضية.
تمزق عضلات
ولكن بافتراض أن النظام الغذائي للشخص لم يتغير، فإنه لا يزال هناك بعض المراوغات البيولوجية الأخرى التي يمكن أن تفسر زيادة الوزن. فإذا لم يكن معتادًا على ممارسة التمارين الرياضية بشكل جيد ثم يمضي قدمًا، فربما ينتهي به الأمر إلى إجهاد عضلاته أكثر مما ينبغي. بعبارة أخرى، تعاني ألياف العضلات من تمزقات دقيقة، لكن لا تكون مدعاة للقلق لأنه عندما يحدث هذا، يرسل الجسم التغذية إلى العضلات للمساعدة في إصلاح الضرر.
احتباس الماء
ووفقًا لمستشفيات جامعة كليفلاند بولاية أوهايو، إن التليف والتمزقات الدقيقة في هي سبب آلام العضلات في اليوم التالي، لكنها بمرور الوقت تؤدي إلى نمو العضلات، إلا إنه يمكن لهذه التمزقات الدقيقة أن تؤدي إلى عملية الالتهاب في الجسم. ووصفتها بروفيسور كايود بأنها “التورم”، الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى احتباس الماء الإضافي في الجسم. ووفقًا لكليفلاند كلينك، فإن الماء الزائد في الجسم يمكن أن يكون تفسيرًا آخر لزيادة الوزن بعد التمرين.
وشرحت بروفيسور كايود، “أن [احتباس الماء في الجسم] لا يعني في الواقع زيادة كبيرة في الوزن الإجمالي، لأن ليس كل السوائل تأتي من احتباس الماء. إذ يكون مصدر بعضها مكان آخر في الجسم، مثل البلازما في مجرى الدم.”
كتلة العضلات
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية، خصوصاً رفع الأثقال أو التدريب بأوزان ثقيلة، أيضًا في نمو كتلة العضلات. قالت كايود، “إذا كان شخص ما يقوم بتمارين تقوية، فربما يلاحظ زيادة في عضلاته. لكن هذا يتطلب تدريبًا جادًا للغاية، ولا يحدث في غضون أسابيع قليلة فقط، وإنما يستغرق الأمر شهورًا لزيادة حجم العضلات، والوصول بها إلى النقطة التي يمكن فيها ملاحظة التغيير على المقاييس وهو ما يمكن أن يصل إلى عام أو أكثر.”
زيادة حجم الدم
وتشمل التفسيرات المحتملة لزيادة وزن الجسم بعد التمارين الرياضية، كمية الدم في الجسم، فبحسب ما ذكرته بروفيسور كايود، “عند ممارسة تمارين الأيروبكس، في مرحلة ما، يمكن أن يكون هناك زيادة في حجم الدم، وهو في الأساس زيادة في القدرة الهوائية، حيث تعد السعة الهوائية هي قياس لأقصى كمية من الأكسجين يمكن أن يستهلكها الجسم أثناء ممارسة الرياضة. وتحتاج العضلات إلى الأكسجين الذي يمدّها به الدم، وبالتالي كلما زادت كمية الأكسجين التي يمكن أن يستهلكها الشخص، كانت قدرته على التحمل أفضل.
المواظبة والاستمرار
نصحت بروفيسور كايود أنه لا ينبغي لأي شخص التخلي عن ممارسة التمارين الرياضية سريعًا أو بمجرد أن يلاحظ زيادة في الوزن، لأن الاستمرار والمواظبة على ممارسة التمارين ستساعد في نهاية المطاف على حرق السعرات الحرارية، وبالتالي تحفيز فقدان الوزن، علاوة على أن الكيلوغرامات الإضافية لا تعد المقاييس الوحيدة لتحسن الأداء البدني وزيادة القدرة على حرق السعرات الحرارية.
معيار النجاح الحقيقي
واختتمت بروفيسور كايود نصائحها قائلة، “ربما يزيد وزن أجسام البعض قليلًا عقب البدء في ممارسة الرياضية بسبب زيادة في وزن العضلات أو حجم الدم الكلي أو احتباس مؤقت للماء وما إلى ذلك، لكن هذا لا يعني أنهم لم يدركوا النجاح ” في تحسين صحتهم، موضحة أن “كل هذه التغيرات إيجابية للمساعدة في بناء عضلات صحية وجعلها تعمل بشكل أفضل من حيث التمثيل الغذائي.”