سولشاير… كيف فشلت مئات الملايين في صناعة بطولات؟

10 نوفمبر 2021
سولشاير… كيف فشلت مئات الملايين في صناعة بطولات؟

يواصل مانشستر يونايتد نتائجه السيئة في الدوري الإنكليزي الممتاز، وآخرها هزيمته قبل يومين على يد جاره وغريمه مانشستر سيتي بهدفين نظيفين، وذلك رغم وضع إدارة النادي ميزانية كبيرة تحت تصرف المدير الفني أولي غونار سولشاير.
وفقا لصحيفة “صن” البريطانية، فإنه منذ تولى المدرب النرويجي المسؤولية في 2018، أنفقت الإدارة قرابة 312 مليون جنيه إسترليني على الصفقات، أكثر من أي ناد آخر بـ”البريميرليغ”.
ذلك، لم يحصد سولشاير أي لقب مع النادي حتى الآن، ولا توجد أي مؤشرات أن مانشستر يونايتد في طريقه مرة أخرى إلى منصات التتويج عل المدى المنظور، ليبقى السؤال الأهم: لماذا فشلت مئات الملايين في صناعة فريق قادر على حصد البطولات؟
يرى المحلل الرياضي المصري محمد بدوي أن متابعي كرة القدم “يحتاجون للرجوع خطوتين إلى الوراء ليدركوا أن النتائج السلبية لليونايتد مع سولشاير طبيعية تماما”.
ويضيف بدوي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “عُيّن سولشاير مدربا مؤقتا قبل التعاقد معه رسميا، وعقده ممتد مع مانشستر يونايتد حتى 2024، لكن هل المدرب النرويجي كان مؤهلا ليكون الرجل الأول في الفريق؟ أعتقد لا”.
ويتابع: “سولشاير يخطو خطواته الأولى في مسيرته التدريبية ولا يمتلك أي تجارب قوية سابقة. في المقابل يونايتد يعاني فنيا منذ سنوات، ويحتاج إلى مدرب قادر على إيجاد منظومة لعب مناسبة للعودة لمنصات التتويج. في النهاية كان قرار تعيينه ظالما له ولمانشستر يونايتد. لم يستفد أحد من هذا القرار حتى الآن”.
ويوضح بدوي أنه “بالنظر إلى التجارب الناجحة لأندية البريميرليغ الأخرى، سنجد أن إعادة الفريق إلى المنافسة تحتاج إلى 3 خطوات رئيسية، هي وجود إدارة رياضية ناجحة بالنادي قادرة على وضع خطة عمل ذات أهداف واضحة، وإيجاد مدرب مناسب لتطبيقها، وحصول هذه المنظومة على وقت كاف لتحقيق النجاح المرجو منها”.
ويردف: “هذا ما لا يفعله يونايتد، إذ كان كل مدرب يأتي بفكر مختلف عن المدرب الذي يسبقه، مع الوضع في الاعتبار أن المدرب الحالي لا يمتلك تجارب قوية سابقة. ومع إنفاق قرابة 312 مليون جنيه إسترليني، من الصعب أن تقنع الجماهير أنك تحتاج إلى وقت كاف للعودة إلى منصات التتويج. ببساطة كان منافسو اليونايتد يتقدمون إلى الأمام، بينما النادي يتراجع بشدة إلى الخلف”.

كما يشير بدوي إلى أن منافسة مدربين مثل يورغن كلوب (ليفربول) وجوسيب غوارديولا (مانشستر سيتي) وتوماس توخيل (تشلسي) زادت من صعوبة مهمة سولشاير ومانشستر يونايتد، وأصبح الفريق يظهر بشكل باهت أمام أي منافس يستطيع قراءة عيوبه بوضوح. خلال الموسم الجاري قد يكون الفوز على برايتون مثلا أصعب من الفوز على النادي الأكثر تتويجا بلقب الدوري في إنكلترا”.
عام 2015، أعلن ليفربول تعاقده مع كلوب الذي وعد الجماهير آنذاك بإعادة النادي الإنكليزي إلى تصدر المشهد الكروي العالمي، وهذا ما حدث بالفعل بمرور الأيام.
منذ اليوم الأول بدأ كلوب بالتعاقد مع لاعبين مناسبين لطريقة لعبه، ولم يكونوا ضمن “نجوم الصف الأول” مثل محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وساديو ماني، لكنه نجح في تطوير أدائهم ليكونوا ضمن الأفضل في العالم، وأعاد الـ”ريدز” لمنصات التتويج.
ويستشهد بدوي بتجربة كلوب الناجحة مع ليفربول لشرح أسباب فشل سولشاير مع مانشستر يونايتد، قائلا: “حتى الآن لا توجد منظومة لعب واضحة لسولشاير، وبالتالي تعاقد مع عدد من النجوم لم يستفد بقدراتهم الفنية، كما لم يستطع المدرب النرويجي تطوير اللاعبين الشباب، والنتيجة عشرات الملايين المهدرة دون فائدة”.
ويتابع: “التعاقد مع نجم خطوة مهمة لأي تجربة كروية، لكن الأمر يتعلق في المقام الأول بما يستطيع هذا النجم تقديمه للفريق، فقد يكون لاعبا عاديا أكثر نفعا لمنظومة لعبك، لكن أين هي منظومة لعب سولشاير من الأساس؟”.
ينتقل بدوي بحديثه إلى مستقبل سولشاير مع مانشستر يونايتد، قائلا: “أعتقد إن رحيل سولشاير من النادي بات مسألة وقت ليس أكثر”.
ويردف المحلل الرياضي: “كان لدى يونايتد فرصة التعاقد مع أكثر مدرب كبير كانوا متاحين خلال الأشهر الماضية مثل توخيل وأنطونيو كونتي (المنتقل مؤخرا إلى توتنهام هوتسبير الإنليزي)، وأعتقد أن التعاقد مع مدرب ريال مدريد السابق زين الدين زيدان لن يكون الحل الأمثل للأزمة التي يمر بها اليونايتد حاليا”.
ويوضح بدوي أنه “من المهم إقناع جماهير مانشستر يونايتد أن عودة الفريق للمنافسة مرة أخرى تحتاج إلى وقت كاف، لذا يجب دعم أي مدرب قادر على تطوير أداء الفريق حتى لو لم يحقق بطولات، لأن الأداء الجيد في النهاية يؤدي إلى حصد الألقاب بشكل مستمر على المدى البعيد، وهذا الأهم”.