بينما أعلنت السفارة الإيرانية في سيول عن عودة اللاعبة إلناز ركابي إلى إيران بعد انتهاء البطولة الآسيوية لتسلق الجدران، أعربت وسائل الإعلام العالمية عن قلقها حيال مصير اللاعبة التي ظهرت في المسابقة بدون الحجاب الإجباري، خاصة وأنها نشرت “منشور إجباري” على صفحتها على “إنستغرام”.
وبالتزامن مع ورود أنباء عديدة عن “اختفاء” إلناز ركابي، منذ مساء الأحد، تم نشر حالة على حساب هذه الرياضية على “إنستغرام” وصفها كثيرون بـ”الاعتراف القسري”، الذي يزيد التكهنات حول سلامة هذه الرياضية الإيرانية، قبل وصولها إلى إيران.
وكتبت ركابي، حول حضور بطولة العالم بدون الحجاب الإجباري، أن حجابها “أزيل دون قصد” بسبب سوء التوقيت والدعوة غير المتوقعة لتسلق الجدار.
وجاء في منشور ركابي أيضًا: “حاليًا، في طريق عودتي إلى إيران مع الفريق وفقًا للجدول الزمني المحدد مسبقًا”.
هذا المنشور الذي يعزز التكهنات حول الضغط على إلناز ركابي والإكراه على الاعتراف، يأتي في وقت أفادت فيه بعض وسائل الإعلام في الأيام الماضية باعتقال داود ركابي شقيق متسلقة الجدران وشقيقته من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وكانت صحيفة الـ”غارديان” كتبت، قبل ساعات قليلة، في تقرير بعنوان “قلق على حالة متسلقة الجدران الإيرانية، إلناز ركابي، بعد ظهورها بلا حجاب في مسابقات سيول”: “يقول أصدقاء هذه الرياضية إنهم لم يتمكنوا من الاتصال بها منذ يوم الأحد، بينما تقول السفارة الإيرانية إنها عادت مع أعضاء الفريق الآخرين إلى بلادها”.
كما أشارت هذه الصحيفة إلى تقرير “بي بي سي” باللغة الفارسية حول مصادرة الهاتف المحمول الخاص بإلناز ركابي وجواز سفرها، وعدم تمكن أصدقاؤها من الاتصال بها بعد يوم الأحد، قائلة إن هناك “قلقًا متزايدًا” على حالة هذه المتسلقة الإيرانية.
وتحدثت “التلغراف” عن “اختفاء” اللاعبة الإيرانية بسبب عدم ارتدائها الحجاب في منافسات تسلق الصخور.
وفي إشارة إلى اختفاء ركابي “33 عامًا” بسبب رفضها ارتداء الحجاب الإجباري في منافسات خارج إيران، كتبت هذه الصحيفة: “ركابي ورياضيات إيرانيات أخريات غادرن فندق سيول صباح الاثنين”.
وفي وقت سابق، أفادت “إيران واير”، نقلًا عن مصدر مطلع، أن ركابي ستعود إلى طهران يوم الثلاثاء- قبل يوم من الموعد المحدد- لمنع الاحتجاجات والتجمعات المحتملة في مطار الخميني الدولي.
كما أشارت مجلة “إنسايدر” إلى أن “إلناز ركابي، متسلقة الصخور الإيرانية، عادت إلى طهران قبل يومين مما كان مخططا له من المنافسة الدولية في كوريا الجنوبية”، وقد أفادت بتزايد المخاوف بشأن أمنها.
كما وصفت المجلة رفض ركابي ارتداء الحجاب الإجباري بأنه “عرض تاريخي للتضامن مع التظاهرات التي تقودها النساء في إيران”.
ووصفت وسيلة الإعلام البريطانية “UK Climbing”، التي تغطي أخبار التسلق، في تقرير لها، ما قامت به المتسلقة الإيرانية في بطولة “IFSC” الآسيوية، بأنها “انضمت إلى الاحتجاجات النسائية ضد النظام القمعي في إيران”.
كما نقلت هذه الوسيلة الإعلامية عن مصدر مطلع، حول مصير إلناز ركابي، وكتبت: “وصلت إلى طهران وتم مصادرة جواز سفرها وهي مطلوبة والحكومة تسجنها بسبب هذا الفعل”.
تأتي ردود الفعل العالمية هذه في وقت أعلنت فيه سفارة إيران في كوريا الجنوبية عودة إلناز ركابي إلى إيران، صباح الثلاثاء 18 أكتوبر (تشرين الأول)، وقد نفت على صفحتها على تويتر “كل الأخبار والمعلومات الكاذبة عن إلناز ركابي”.
وشاركت ركابي، يوم الأحد، في نهائي بطولة آسيا بدون الحجاب الإجباري، وسرعان ما أثارت تصرفاتها ضجة إعلامية.