فيما أصبحت “الحركة” عدو هذا الجيل “المُصَبَّر” على السرير أو الكرسي أو مقاعد المقاهي والمطاعم مُدمناً التواصل الاجتماعي الافتراضي، ثمة إجماع لدى مختلف الأخصّائيين والمعالجين والأطباء على أهمية ممارسة الرياضة عند الأطفال، فهي تعزّز مناعة الطفل ومقاومة الأمراض المختلفة، مثل السمنة، وخفض احتمال تعرضه لآلام الرقبة والعمود الفقري والرقبة، وغيرها. كما أنّها تساعد في نمو عضلات وعظام الطفل بشكل صحيّ وسليم.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب الرياضة دوراً مهماً على الصعيد النفسي للطفل، فهي خير سلاح نقتل به وقت الفراغ السلبي وينقله من العالم الافتراضي إلى الواقع “الصحي والسليم”، وهذا بدوره يقلّص فرص الإصابة بالأمراض النفسية المختلفة.
ويوضح المدرّب الرياضي شربل خوري، أن “ممارسة الرياضة تساعد الطفل على زيادة مرونته، ما يجنّبه الإصابات لاحقاً”، مشدداً على أنها “تساعد على تقوية العظام وتقليل احتمال إصابته بالهشاشة”.
ويضيف، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الرياضة تقلّل فرص الإصابة بالأمراض التي تظهر مع التقدم في العمر، مثل التهاب المفاصل والـdisc والسرطان، والسكتة الدماغية، وتقي من الخرف والزهايمر. فضلاً عن أنّها تفتح الشهية، إذ تترافق ممارسة الولد للنشاطات الرياضية مع التركيز على تناول المأكولات الصحيّة والمغذّية. كما أنها تساهم في تخلُّص الجسم من الدهون، وتستهلك السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة جسم الطفل خصوصاً في عصر المأكولات السريعة المشبّعة بالدهون والمخاطر الصحية”.
أما عن وضع الرياضة في لبنان، ينفي خوري “وجود نوادٍ رياضيّة ـ gym مخصّصة للأطفال، الذين يرتادون النوادي العامة لممارسة هواياتهم”، محذِّراً من أن “معظم الأطفال يمارس التمارين الخاطئة، إذ يراقب الأكبر سنّاً ويقلِّد الطرق ذاتها، ما يشكِّل خطراً كبيراً ويعرّض لإصابات عدة، إذ ليست كلّ التمارين التي تصلح للراشدين يمكن تطبيقها على الأطفال”.
ويناشد خوري، “الأهل، بإقناع أولادهم بممارسة الرياضة والاعتياد على نمط العيش الرياضي، سواء لاحترافها أو لا، وذلك للحصول على منافعها الكثيرة”، ناصحاً بـ”مراقبتهم وإرشادهم إلى التمارين الصحيحة (إذا أمكن)، أو الاستعانة بمدرّب شخصي (اقرأ هنا)”.
اجتماعياً، تشير المعالجة النفسيّة ريما حدّاد، عبر موقع “القوات”، إلى أن “الرياضة تساعد الولد على تقوية اللياقة البدنية، ما يعزّز الثقة بالنفس لديه”، لافتةً إلى أن “الرياضة تساعده بالانخراط اجتماعياً، خصوصاً عندما نتكلّم عن الرياضات الجماعيّة مثل كرات القدم والسلة”.
وتضيف، “في الشقّ البيولوجي ـ النفسي، عند ممارسة الرياضة تزداد نبضات القلب، ويتمّ فرز مواد مضادة للاكتئاب، فتُخلق السعادة”، موضحة أنه “في هذه الحالة يزداد تركيز الولد، الشيء الذي ينعكس إيجاباً عليه خصوصاً في المدرسة”.
وتنوِّه حدّاد، إلى أن “بعض المدارس تعطي أهمّية خاصة للرياضة، إذ تكون حصّة الرياضة بنفس أهمّية حصّة الـmaths، بينما البعض الآخر يهمّشها، ومنها من يعاقب التلميذ عبر إعطائه مواد علميّة بدلاً من حصص الرياضة”، مؤكدة أن “علماء النفس في المدارس يعملون على إلغاء هذا العقاب”.
وتعتبر، أنه “من المهمّ إضافة فحص رياضة في الامتحانات الرسمية، فعندها يأخذ التلاميذ والأهل الرياضة بشكل جدّي أكثر”، مشددةً على أن “الرياضة بحدّ ذاتها discipline للأولاد، وكل الدراسات تؤكد أن سلوكيات الأطفال تتحسَّن عند ممارستها، لأنها تعلّمهم كيفيّة التصرّف والانضباط واحترام القوانين”.