نشهد في الآونة الأخيرة إنجازات لبنانية عدّة، كان آخرها تأهّل منتخب لبنان للصم إلى كأس العالم بقيادة المدرب الوطني سركيس كورجيان، إذ حقق فوزاً غالياً أمام نظيره الكيني، بعد تلقيه 3 خسارات في الدور الأول من دوري المجموعات. بالإضافة إلى ذلك، شارك منتخب لبنان دون الـ19 عاماً، في كأس العالم لكرة السلّة المقامة حالياً في المجر، لكن لسوء الحظ لم يُوفّق، وخرج شباب الأرز من الدور الأول، فضلاً عن مشاركة سيدات لبنان في بطولة كأس آسيا المقامة حالياً في أستراليا.
كروياً، تأهّل منتخب لبنان، منذ يومين، إلى نصف نهائي كأس جنوب آسيا المقامة في الهند، بعد الانتصار على جزر المالديف بهدف من دون رد، في ثالث جولات دور المجموعات.
فعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يمرّ بها لبنان، تبقى الرياضة “متنفس” اللبنانيين. إذ عند كل استحقاق، سواء كان محلّياً أو دولياً، يتجمّع محبّو هذه الألعاب للاستمتاع بمشاهدتها. فلن ننسى تعاطف الشعب اللبناني مع المنتخب الوطني، خلال مشاركته في بطولة كأس آسيا.
وتبقى الأنظار متّجهة نحو البطولة المنتظرة، كأس العالم لكرة السلة، التي ستقام في 25 آب المقبل حتّى 10 أيلول المقبل في الفيليبين واليابان وإندونيسيا، علماً أنها المشاركة الرابعة للمنتخب اللبناني في كأس العالم، بعد المنافسة على اللقب في الأعوام 2002، و2006، و2010.
فما إن انتهت بطولة لبنان بتتويج نادي الرياضي بيروت، وخروج الأخير و”بيروت” من بطولة “WASL”، هرع لاعبو المنتخب إلى التدريبات، تحضيراً لأبرز حدث لهذا العام. فرجال الأرز على استعداد لمبارياتهم التي سيواجهون فيها كل من فرنسا (المصنّف ثالث عالمياً بحسب الـFIBA)، كندا (6 عالمياً)، ولاتفيا (29 عالمياً). يذكر أنّ لبنان يحتلّ المركز 43.
لكن وعلى الرغم من صعوبة المباريات، لا شيء مستحيلاً عند رجال المدرّب جاد الحاج. الجميع يذكر أن لبنان احتلّ المركز الثاني في آسيا، وسط فوز نجم الفريق وائل عرقجي بجائزة أفضل لاعب في البطولة، وذلك بعد الخسارة أمام أستراليا (الرابع عالمياً) في المباراة النهائية، بفارق نقطتين، في 24 تموز الماضي.
وبالحديث عن مشاركة لبنان في كأس العالم ومواجهة “الديوك”، لا يمكن إغفال الفوز الثمين في العام 2006 على المنتخب الفرنسي، الذي احتل حينها المركز الثالث في بطولة الأمم الأوروبية ووصيف أولمبياد سيدني العام 2000، والذي يعجُّ بنجوم الـNBA. تألُّق فادي الخطيب في تلك المباراة عبر تسجيل 29 نقطة، والعملاق جو فوغل الذي أكّد الفوز عن طريق رمية ثلاثية منحت منتخب لبنان التقدم قبل 23 ثانية على نهاية المواجهة، أحداث يصعب نسيانها. علماً أن لبنان استهل مشواره بالفوز على فنزويلا بنتيجة 82-72، لكن خسارته أمام نيجيريا حرمته من بلوغ الدور الثاني.
أما عن مواجهة المنتخب الكندي، ففي كأس العالم 2010، وفي مباراته الأولى، فاز لبنان بنتيجة 81 ـ 71. وتألَّق حينها الخطيب بتسجيله 31 نقطة و8 متابعات.
ويؤكد مصدر رياضي، عبر موقع “القوات”، أن “رجال الأرز يدركون تماماً أهمية هذه المشاركة، من حيث الخبرة التي سيكتسبونها، فضلاً عن إرضاء الشعب اللبناني الذي ينتظر تلك المواجهات بفارغ الصبر”. ويكشف عن أنهم “سيقومون بأفضل التمارين مع الجهاز الفنّي للمنتخب، بالإضافة إلى مدرّبين مختصّين، للحفاظ على اللياقة البدنية المطلوبة، كما التمارين التكتيكية، في بداية شهر تموز المقبل، بانتظار انضمام المجنّس الأميركي عمري سبيلمان إلى صفوف المنتخب اللبناني نهاية الشهر، في ظل تعرُّض المنتخب لضربة قوية، إثر غياب نجمه إيلي شمعون، الذي خضع في وقت سابق لعملية جراحية بكاحله، أدّت إلى استبعاده عن الملاعب.