خيبة جديدة تُسجَّل باسم منتخب لبنان لكرة القدم، بعد أداء باهت أمام منتخب اليمن في تصفيات كأس آسيا.
المباراة التي كان يُنتظر أن تكون عرضًا للثقة والقوة، تحوّلت إلى لوحة رمادية تعكس حجم الأزمة التي يعيشها “رجال الأرز”، فنيًا ومعنويًا.
لم يكن المنتخب اللبناني في يومه، لا من حيث الانضباط التكتيكي ولا من حيث الحماس أو الرغبة في الفوز.
الفريق بدا تائهًا، يفتقر إلى التنظيم، يمرر من دون هدف، ويتراجع بلا خطة.
لم تُترجم السيطرة المفترضة إلى فرص حقيقية، وغابت المبادرة الهجومية طوال الشوطين، رغم أن اليمن كان خصمًا متاحًا.
المدرب ميو دراغ رادولوفيتش لم ينجح في توظيف عناصره المحدودة أصلاً بطريقة فعالة.
الغيابات المفروضة—مثل كريم درويش وعمر شعبان—لا تبرر هذا التراجع الحاد في الأداء.
بل على العكس، أظهرت المباراة غياب العمق في الخيارات، وافتقاد المدرب للشجاعة التكتيكية أو حتى الحلول البديلة حين تعقّدت الأمور.
اللاعبون بدورهم لم يكونوا على الموعد. التمركز العشوائي في الوسط، ضعف التغطية الدفاعية، والعجز عن بناء أي هجمة منظمة… كل ذلك كشف هشاشة التشكيلة. أسماء تألقت في مواجهة بروناي (5-0)، اختفت تمامًا أمام اليمن، وكأن الروح التي لعبوا بها قد تبددت فجأة.
ما جرى أمام اليمن ليس مجرد كبوة عابرة، بل هو عرض لأزمة أعمق: غياب المشروع، التخطيط، والمتابعة.
منتخب بلا قائد فعلي على أرض الملعب، بلا أسلوب لعب واضح، وبلا رؤية فنية مستقبلية، لن يُكتب له أن ينافس، مهما كانت نوايا اللاعبين والمدرب حسنة.
هذا المنتخب لا يُشبه طموحات اللبنانيين. لا يُشبه تاريخ اللعبة في لبنان، ولا يستحق ثقة جمهور تعب من الانتظار.
فإما أن تُفتح الملفات بجرأة، ويُعاد النظر بكل شيء من القاعدة إلى القمة، أو أن نبقى نردد بعد كل مباراة: “من أي كوكب جيء بهذا المنتخب؟”
من أي كوكب جيء بهذا المنتخب؟ أداء لا يليق بلبنان

ريم الغوش
المصدر
بيروت نيوز