فيسبوك تكثف جهودها لتطوير أجهزة مستقبلية خارقة

8 أغسطس 2019
فيسبوك تكثف جهودها لتطوير أجهزة مستقبلية خارقة

فيسبوك تعمل على إصدار هاتف ذكي متطور يسمى داخليا “ريبلاي” يبدو أنه كاميرا يمكن تثبيتها على التلفزيون لتحويله إلى جهاز اتصالات أكبر.
كشف تقرير نشرته قناة “سي.بي.أن.سي” الأميركية أن شركة فيسبوك كثفت جهودها لاقتحام ميدان تطوير أجهزة إلكترونية خاصة بها لتعزيز استدامة نموها على المدى البعيد، بعد 7 أشهر من إغلاق قسم الأجهزة السرية “بيلدينغ 8”.

وذكرت أن القسم السري كان يعمل على بعض الأفكار الغريبة، مثل تطوير نظام يسمح للمستخدمين بالكتابة باستخدام أفكارهم مباشرة وهواتف ذكية تركيبية.

كما قام بتطوير جهاز متطور للاتصال المرئي أصبح يعرف باسم “بورتال” وجرى طرحه في الأسواق في نوفمبر 2018 أي قبل شهر واحد من إغلاق القسم السري.

وتحاول فيسبوك السير على خطى العديد من المشاريع التي انطلقت سرية وفجرت بعد ذلك مفاجآت كبيرة مثل المجموعة التي شكلتها أبل وتمكنت من تطوير آيفون قبل 12 عاما وقسم شانكووركس التابع لشركة لوكهيد مارتن الذي تمكن من تطوير طائرة التجسس “يو 2”.

وكان منافسو فيسبوك الكبار في مجال التكنولوجيا، مثل غوغل وأبل وأمازون ومايكروسوفت قد وجدوا طرقا مختلفة لتحقيق النجاح، سواء من خلال الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الشائعة، مثل آيفون واكس بوكس أو أجهزة البث والمساعدات الرقمية من أمازون وغوغل.

وكانت فيسبوك قد وظفت في عام 2015 ريجينا دوغان، التي كانت تعمل قبل ذلك في غوغل ووكالة المشاريع البحثية الدفاعية المتقدمة، لإدارة القسم، لكنها غادرت الشركة بعد عام ونصف فقط من العمل، أي في شهر أكتوبر 2017.

ومثل رحيل ريجينا حينها انتكاسة كبيرة لفيسبوك، التي بذلت محاولات متكررة لاقتحام تطوير أجهزة مستقبلية تحدث قفزات تكنولوجية. واضطرت لإغلاق قسم “بيلدينغ 8” في شهر ديسمبر 2018، ونقلت موظفيه ومشاريعه إلى أجزاء أخرى من الشركة.

وتؤكد التقارير أن شركة فيسبوك، رغم تلك التحديات التي واجهتها، تعمل في الوقت الحالي على مجموعة متنوعة من الأجهزة، لكن المعلومات عنها شحيحة وذلك بسبب طابع السرية الذي يغلفها.

وهناك تكهنات بأن فيسبوك تعمل حاليا على إصدار هاتف ذكي متطور يسمى داخليا “ريبلاي” الذي يبدو أنه كاميرا يمكن تثبيتها على التلفزيون لتحويله إلى جهاز اتصالات أكبر.

وسلط تقرير سي.أن.بي.سي الضوء على صعود ونهاية القسم السري والتحديات التي واجهتها فيسبوك وأسباب إغلاق القسم وذوبانه داخل الشركة. وكشف عن كثير من التفاصيل المثيرة بشأنه.

وأشارت إلى أن القسم السري التابع لفيسبوك سبق أن ركز اهتمامه على تطوير جهاز مساعد رقمي منزلي بعد فترة وجيزة من إطلاق أمازون لمكبر صوت “أكو” والنجاح الكبير الذي حققه.

وكان أحد أول مشاريع القسم السري بيلدينغ 8 جهاز يدعى “ليتل فوت” وهو جهاز لوحي يوضع على قاعدة آلية يمكنه اكتشاف وجود شخص ما في الغرفة والدوران باتجاه ذلك الشخص.

لكن بالنظر إلى أن فيسبوك تتطلع بشكل متزايد نحو الفيديو، فقد تحول اهتمام فريق بيلدينغ 8 لتحوير مشروع ليتل فوت كجهاز دردشة فيديو. وجرب الفريق مجموعة متنوعة من الأحجام، بعضها يصل إلى حجم تلفزيون كبير وكذلك أن يكون الجهاز كبيرا جدا ويمتد من الأرض إلى السقف.

وتسببت الطبيعة السرية لقسم بيلدينغ 8 في حدوث بعض الاستياء بينه وبين الأقسام الأخرى داخل الشركة، حيث كانت للقسم ميزانية ضخمة، وعند دعوة أعضاء من فريق فيسبوك لزيارته من أجل إلقاء نظرة على النماذج الأولية المبكرة كانوا يدخلونه مع حراسة.

وتظهر التقارير أن فيسبوك اتخذت قرارا في أغسطس 2017 بتكثيف وتسريع أعمال القسم السري، بالتزامن مع تعيين أندرو بوسورث كمسؤول عن إدارة الأجهزة الاستهلاكية، وبضمنها قسم بيلدينغ 8 ونظارة أوكولوس للواقع الافتراضي، رغم أنه لم يكن يملك أي خبرة في مجال الأجهزة.

ونسبت سي.أن.بي.سي إلى موظفين سابقين في القسم السري قولهم إن بوسورث لم يكن يقدم سوى القليل من التوجيه، عندما يتعلق الأمر بالقرارات التكنولوجية.

وتعرضت فيسبوك لصدمة كبيرة بعد فضيحة الخصوصية في مارس 2018، مما دفع بوسورث إلى تأخير إصدار جهاز “بورتال” وإعادة النظر في التصميم.

وانتهى الأمر بالإعلان عن الجهاز في شهر أكتوبر الماضي، وإصداره في شهر نوفمبر، بينما جرت في شهر ديسمبر تصفية نشاط فريق بيلدينغ 8 ونقل مشاريعه إلى أقسام أخرى.

ويمكن أن نتوقع أن إحداث قفزة نوعية في مجال نظارات الواقع الافتراضي والمعزز يمكن أن تكون الجبهة المفضلة لأعمال التطوير السرية التي تقوم بها فيسبوك، لأنها تتصل بمحور قوة الشركة وهو التواصل الاجتماعي.