وفي تقرير شهري عن الحسابات التي تم تعليقها بسبب “السلوك الزائف المنسق”، قالت “فايسبوك” أنها حذفت ثماني شبكات خلال الأسابيع الماضية، منها شبكة على صلة بهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
ونقلت وكالة “روتيرز” عن ناثانيل غليشر، رئيس سياسة الأمن السيبراني في “فايسبوك”، أن هيئة البث في إيران “IRIB” لها “صلات كبيرة” بحملات التضليل الإيرانية التي تم تحديدها من قبل، لكن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت مسؤولة مباشرة عن العمليات الأخيرة.
ولم ترد “IRIB” المملوكة للدولة، والتي عين المرشد الأعلى الإيراني خامنئي رئيسها، على الفور على طلب “رويترز” التعليق. لكن تحقيقاً آخر أجرته الوكالة العام 2018 كشف أن عملية واحدة مقرها طهران استخدمت أكثر من 70 موقعاً إلكترونياً تتنكر كمنافذ إخبارية محلية، لنشر دعاية الدولة الإيرانية سراً في أكثر من 15 دولة، وفي مرحلة ما خدعت وزير الدفاع الباكستاني آنذاك لإصدار تهديد نووي ضد إسرائيل.
ولم يرد المسؤولون الإيرانيون في طهران ولندن على أسئلة حول العملية في ذلك الوقت. وقال مسؤولو موقع “فايسبوك”، أن الشبكة التي تم تحديدها حديثاً، استخدمت تكتيكات مماثلة، بما في ذلك التظاهر بأنها مواقع إعلامية مستقلة ومنظمات خيرية، لاستهداف بلدان من الجزائر وبنغلاديش إلى المملكة المتحدة وزيمبابوي.
وأضافوا أن “الشبكة استخدمت أكثر من 500 حساب في فايسبوك، وموقعه الشريك لتبادل الصور، “إنستغرام”، لنشر رسائل تركز في كثير من الأحيان على الصراعات المحلية أو انتقاد الإجراءات الأميركية في المنطقة”.
إلى ذلك، قال باحثون في شركة تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي “غرافيكا”، الذين راجعوا الحسابات المرتبطة بـ”IRIB” قبل تعليقها من قبل “فايسبوك”، أن بعض النشاط الذي تم تحديده مبكراً يعود إلى العام 2012 واستهدف الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي. وبعد عامين، استخدمت حسابات أخرى في الشبكة، حفنة من الشخصيات المزيفة والميمات والرسوم الكاريكاتورية، لدعم محاولة اسكتلندا للاستفتاء للانفصال عن المملكة المتحدة، على حد قولهم.
وقال بن نيمو، رئيس التحقيقات في “غرافيكا”، أن تلك المحاولات لم تدم طويلاً، لكنها تظهر أن إيران حاولت التدخل في الانتخابات عبر الإنترنت، قبل سنوات من محاولات روسية مزعومة للتحايل في الانتخابات الرئاسية الأميركية العام 2016. وبحسب المحللين “كانت التجربة الإيرانية صغيرة نسبياً ولم تدم طويلاً، ولم يكن لها تأثير ملحوظ، لكن ما هو مثير للاهتمام هو كيف بدأوا في وقت مبكر”.
وقال “فايسبوك” أنه أزال أيضاً “شبكة أميركية” من الحسابات المزيفة المرتبطة بـ”كانون”، وهي مجموعة هامشية، تزعم أن الديموقراطيين يقفون وراء عصابات الجريمة الدولية، وحملة منفصلة مقرها الولايات المتحدة لها علاقات بمواقع المؤمنين “بتفوق العرق الأبيض”.
وقال الموقع أن الشبكتين الأميركيتين بدأتا مؤخراً في نشر المعلومات المضللة المرتبطة بالفيروسات التاجية، مستفيدتين من زيادة الاهتمام عبر الإنترنت بالوباء، لتعزيز خطاب الكراهية المعادي للسامية والآسيويين.