المصدر: العربية.نت – جمال نازي
تتطور الصواريخ بسرعة كبيرة بحيث لم تعد المسميات والمصطلحات القديمة كافية لوصفها، وفقًا لتقرير جديد نشرته واشنطن بوست، يطالب بإلغاء تصنيفات كروز وباليستي وفرط صوتي، ويدعو إلى إطلاق مسميات وتصنيفات جديدة تواكب الطفرة التي شهدتها تكنولوجيا صناعة الصواريخ في الولايات المتحدة وغيرها من القوى الكبرى.
تلاشي الحدود
يشير التقرير الصادر عن شركة “إيروسبيس كوربوريشن”، وهي شركة أبحاث فضاء غير ربحية في كاليفورنيا، إلى تلاشي الحدود بين الفئات المحددة للصواريخ مع التقدم التكنولوجي، وفي كثير من الحالات باتت غير واضحة منذ سنوات عديدة، مما يؤكد “الحاجة إلى [وضع مسميات تفصل بين] المزيد من الفروق الدقيقة”.
كروز بمواصفات باليستية
ويستشهد التقرير بالصاروخ DF-100 الصيني المضاد للسفن، فعلى الرغم من وصفه بأنه صاروخ كروز، إلا أنه ينطلق بسرعات ولمسافات من المعروف أنها ترتبط بشكل تقليدي بالصواريخ الباليستية. كما يستخدم صاروخ DF-100 نفس أسلوب إطلاق الصواريخ الباليستية، التي تستخدم صاروخًا معززًا لإطلاقها، مما يجعل مجرد تسميته بصاروخ كروز اجتزاء لتوصيف مجموعة كاملة من قدراته.
أسماء جديدة
ويدعو التقرير إلى إطلاق أسماء صواريخ جديدة في الوقت الذي يسعى فيه البنتاغون مع انتشار تكنولوجيا الصواريخ الجديدة بين القوى المنافسة في روسيا والصين وكوريا الشمالية. أصبحت الصواريخ أسرع وأكثر رشاقة من أي وقت مضى، مما يخلق تحديًا لمخططي الحرب في البنتاغون لأنهم قلقون بشأن القدرة على الدفاع ضد التهديدات المتقدمة.
أهمية تغيير التصنيفات
ويقول جيمي مورين، نائب رئيس عمليات أنظمة الدفاع في شركة “إيروسبيس كوربوريشن”، الذي شغل سابقًا منصب مدير تقييم التكلفة وتقييم البرامج في البنتاغون، إن طريقة تسمية الصواريخ مهمة، حيث إنه “إذا اعتقد متخذو القرار أن الأسلحة تتناسب بدقة مع فئاتها، والتي في الوقت الحالي لن تكون تصنيفات دقيقة، فربما ينتهي بهم الأمر إلى التوصل لقرار سياسي خاطئ”، موضحًا أنه يجب أن يتمكن صانعو القرار من التفكير وفقا لتصنيفات واضحة.
مواكبة التهديدات المستقبلية
يجادل التقرير بأن تصنيف الصواريخ لا يؤثر فقط على مفاوضات الحد من التسلح مع القوى الأجنبية ولكن أيضًا على بروتوكولات التحذير الصاروخي للجيش الأميركي وأنظمة الدفاع الصاروخي وخطط الطوارئ. ويحذر التقرير من أنه إذا استخدمت وزارة الدفاع الأميركية مصطلحات تفتقر إلى الوضوح، فربما تجد الولايات المتحدة نفسها غير جاهزة للتعامل مع التهديدات المستقبلية.
تغيرات محورية
ويقول التقرير: “يجب ألا يتم التفكير بعد الآن في مسارات الصواريخ الباليستية على أنها تتبع قوسا مكافئا يمكن التنبؤ به. كما لا يمكن التفكير في صواريخ كروز على أنها قابلة للمناورة ولكنها بطيئة. ولا ينبغي أن يتم إدراج الصواريخ فائقة السرعة باعتبارها فئة جديدة تمامًا لا علاقة لها بهذه التهديدات التقليدية”.
تعريفات غير كلاسيكية
حلل مؤلفا التقرير، ستيفن دونهام وروبرت ويلسون، 77 نظامًا صاروخيًا فريدًا تم نشره بالفعل أو قيد اختبار الطيران في الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا. على الرغم من وصفها جميعًا بأنها صواريخ باليستية، إلا أن 26 منها فقط تناسب بالفعل التعريف الكلاسيكي وهو أنه صاروخ يتبع قوسًا مكافئًا يمكن التنبؤ به بعد إطلاقه ولا يقوم بالمناورة لتغيير مساره في منتصف الرحلة. وأوضحا أن بقية النظم الصاروخية لديها بعض القدرة على المناورة بعد الإطلاق، حيث يمكن للكثير منها الانحراف بشكل كبير عن مساراتها الباليستية.
كروز أمس واليوم
كما يؤكد التقرير أن التفريق بين فئات الصواريخ الباليستية وكروز أصبح مصطنعًا بشكل متزايد، حيث يتم إطلاق صاروخ كروز التقليدي بمحرك معزز صغير، أو في بعض الأحيان بدون محرك معزز على الإطلاق، إذا تم إطلاقه من مقاتلة، ويمكن أن ينحرف مساره بشكل كبير قبل الاصطدام بالهدف. تقليديًا، ينطلق صاروخ كروز أبطأ من الصاروخ الباليستي ويبقى أقرب إلى الأرض، وأحيانًا ينطلق على طول البحر أو الأرض.
لكن وفقًا لما ذكره مؤلفا التقرير، فإن بعض صواريخ كروز الجديدة تستخدم الآن محركات معززة كبيرة تشبه الصواريخ الباليستية ويمكنها السفر بسرعات تفوق سرعة الصوت، مما يجعل بعض الافتراضات الضمنية في كيفية تصنيف الصواريخ غير دقيقة.
المدى والرأس الحربي
يقترح المؤلفان طريقة جديدة لتسمية وتصنيف الصواريخ التي لا تنقل نطاق سلاح المقذوف فحسب، بل تصف أيضًا قدرات حمولتها، وهي جزء الصاروخ الذي يتضمن الرأس الحربي.
تحتوي العديد من الحمولات على نظام دفع يسمح لها بالتحرك بمفردها بعد مرحلة معينة من إطلاق النظام الصاروخي. وبينما ينطلق البعض الآخر، مثل المركبات الانزلاقية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بأكثر من خمسة أضعاف، بدون محرك بعد الإطلاق باستخدام الديناميكا الهوائية عبر الغلاف الجوي.
خمس فئات
سيقسم التصنيف الجديد الذي اقترحه تقرير “إيروسبيس كوربوريشن” إلى خمس فئات من النطاق وخمس فئات من نوع الحمولة، مما يمنح مسؤولي الدفاع على الفور مزيدًا من المعلومات حول سلاح معين بمجرد ذكر اسمه.