أداة من “غوغل” تحدد مواقع الأشجار بلوس أنجلوس لمقاومة الحر

19 نوفمبر 2020
أداة من “غوغل” تحدد مواقع الأشجار بلوس أنجلوس لمقاومة الحر

عقدت مدينة لوس أنجلوس ومجموعة “غوغل” العملاقة أمس الأربعاء شراكة لوضع خرائط عن كثافة الغطاء النباتي في المدينة، وتحديد الأحياء التي يتعين زرع أشجار فيها للحد من الحرارة التي تبلغ مستويات قصوى أحياناً في الضواحي.

وقال رئيس بلدية لوس أنجلوس، إريك غارسيتي، خلال تقديمه برنامج “تري كانوبي لاب”: “هذه أداة قوية جديدة ونحن أول مدينة في البلاد تفعل ذلك”.

وأشار إلى أن الأداة المطورة من غوغل “تتيح لنا أن نقوّم سريعاً المناطق ذات الكثافة السكانية الأكبر في مدينتنا، ومع العدد الأقل من الأشجار ودرجات الحرارة الأعلى”.

ويشكل المشروع تحدياً كبيراً للمدينة ذات الأربعة ملايين نسمة والممتدة على مساحة تفوق 1300 كيلومتر مربع بين البحر والوديان ذي المناخ الشبه الصحراوي. وفي وادي سان فرناندو، يقرب معدل درجات الحرارة في شهري يوليو وأغسطس من 33 درجة مئوية، مع توقعات ببلوغ الحرارة 35 درجة مئوية على الأقل خلال 120 يوماً في السنة خلال السنوات الـ20 إلى الـ30 المقبلة، تحت تأثير التغير المناخي.

ويؤدي الغطاء النباتي، خصوصاً الظلة الشجرية، دوراً مهماً في الحفاظ على برودة التربة في المدن. ويتسبب تركز الطرق المعبدة والأبنية في خلق “جزر حرارة” حضرية مع تبعات صحية وبيئية خطيرة أحياناً، خصوصاً مع تضافرها وآثار تلوث الغلاف الجوي الذي تعاني منه لوس أنجلوس باستمرار.

وأتاح مشروع “تري كانوبي لاب” الإضاءة على واقع أن أكثر من نصف سكان لوس أنجلوس يعيشون في مناطق تغطي فيها الأشجار أقل من 10% من المساحة، كما أن 44% منها معرضة لأخطار الحرارة القصوى، وفق “غوغل”.

صور جوية وخرائط

وتستند هذه الأداة الجديدة إلى قاعدة بيانات مكوّنة بالاستعانة بصور التقطتها طائرات خلال الربيع والصيف والخريف، تضاف إليها تقنيات الذكاء الاصطناعي المطورة من “غوغل” و”غوغل إيرث”.

وأضافت “غوغل”: “نستطيع أن نحدد بوضوح موقع كل الأشجار الموجودة في المدينة ونحتسب كثافتها.. للحصول على معلومات أكثر تفصيلاً عن الظلة في مدينة ما. ترصد صور ملتقطة في مطيافية الأشعة تحت الحمراء ألواناً وتفاصيل لا يمكن للعين البشرية رؤيتها، ويمكن مقارنة الصور الملتقطة من زوايا مختلفة”.

كما تستعرض تقنية، تعمل بالذكاء الاصطناعي ومتخصصة في تحديد الشجر تلقائياً هذه الصور لتنجز خرائط عن الغطاء النباتي يمكن الاطلاع عليها بسهولة عبر صفحة إلكترونية (insights.sustainability.google/labs/treecanopy).

ومع هذه الأداة، لم تعد مدينة لوس أنجلوس في حاجة إلى الاعتماد على دراسات يدوية مطولة ومكلفة قد تتطلب إحصاء الأشجار في كل ناحية من المنزل أو تستخدم بيانات بالية، وفق “غوغل”.

وقالت رايتشل مالاريتش المسؤولة عن الغابات في لوس أنجلوس، وهو منصب استحدثه رئيس بلدية المدينة العام الماضي: “شراكتنا مع غوغل تتوج عملاً مضنياً، ونحن سعداء للغاية بهذه الأداة التي ستتيح لنا فهم حاجاتنا وتحديد الأولويات بسرعة”.

وكانت المدينة حددت هدفاً لها بزرع 90 ألف شجرة بحلول نهاية 2021 على أن تستمر بزرع 20 ألف شجرة سنوياً في ما بعد.

وأشارت “غوغل” إلى أن الأداة التي طورتها من أجل لوس أنجلوس ستتوسع قريباً لتشمل “مئات المدن الأخرى”، بهدف دعم هذا النوع من المبادرات.