تمكنت شركة بريطانية من إنتاج نظارة ذكية وخارقة هي الأولى من نوعها في العالم، حيث تتيح الرؤية من الخلف بما يجعل الشخص يرى بالاتجاهات كافة في نفس اللحظة دون الحاجة إلى الالتفات، وهذه النظارة يمكن أن تشكل طفرة مهمة لسائقي الدراجات في الشوارع والألعاب الرياضية.
وطور لاعب دراجات هوائية محترف بمساعدة عالم فيزياء هذه التقنية بهدف مساعدة راكبي الدراجات على رؤية ما وراءهم دون تحريك رؤوسهم.
وبحسب تقرير نشرته جريدة “ديلي ميل” البريطانية واطلعت عليه “العربية نت” فإن اللاعب صاحب هذه التقنية حائز على الميدالية الذهبية الأولمبية وقام بتطويرها بالتعاون مع فيزيائي متخصص في هذا المجال، أما التقنية فهي مدمجة داخل نظارة يرتديها الشخص لرؤية ما يجري خلفه.
وطور المخترعون كالوم سكينر والفيزيائي أليكس ماكدونالد من إدنبرة في اسكتلندا المواصفات من الرسومات الأولية بعد أن جمعوا أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني (140 ألف دولار أميركي) لهذه الغاية من خلال موقع “كيك ستارتر” الإلكتروني.
ويقول الفريق المطور لهذه التقنية إنها تسمح لراكبي الدراجات برؤية الأمام والخلف عن طريق تحويل التركيز بدلاً من إدارة رؤوسهم، مما يساعد أيضاً على تحسين السرعة والديناميكا الهوائية.
وتستخدم شركة “هندسايت” عدسات بزاوية من جزأين مع مرايا شبه شفافة لإنتاج النظارات، والتي تكلف نحو 199 جنيهاً إسترلينياً لطراز المستوى الأساسي.
ويأمل المخترعان أن تجعل نظارتهما ركوب الدراجات للهواة أكثر أماناً وأن تمنح الرياضيين الآخرين مثل العدائين والتجديف ميزة في الأداء من خلال عدم الاضطرار إلى إدارة رؤوسهم.
وقال سكينر، الذي فاز بالميدالية الذهبية والفضية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016: “بصفتي دراجاً شغوفاً، فأنا أدرك تماماً أهمية السلامة على الطرق”.
ولكن بعيداً عن تحسينات السلامة على الطرق، وهو الإلهام الأصلي للنظارات، يرى سكينر مستقبلاً تنافسياً للإطارات.
وقال الرياضي: “لقد أدهشتني أيضاً إمكانات نظارات (HindSight) لمساعدة راكبي الدراجات المحترفين على الوصول إلى ذروة أدائهم”.
وتعد إدارة المظهر الديناميكي الهوائي أمراً ضرورياً لأي راكب دراجة من النخبة، ومن خلال الرجوع إلى الخلف للنظر من فوق كتفك، يمكنك بسهولة فقدان الكفاءة في السرعة والأداء.
وأضاف: “أعتقد أن نظارات (هندسايت) توفر الإجابة على ذلك وستغير القاعدة كما نعرفها”، بحسب ما نقلت “ديلي ميل”.
وقال ماكدونالد، المخترع الأوروبي السابق لهذا العام، إن القدرة على النظر خلفك كراكب دراجة يتيح لك اتخاذ قرار أكثر ذكاءً.
وجاء هذا المفهوم من تمريرة واحدة قريبة من ماكدونالد وكاد يخطئ كثيراً مع حركة المرور في لندن، حيث أضاف الفيزيائي أنه “موقف سيشهده أي راكب دراجة، حيث تقترب المرآة الجانبية من كوعك”.
وقال إن المشكلة تكمن في التوازن وصعوبة الحفاظ على السيطرة على الدراجة بين الازدحام المروري من جانب والسيارات المتوقفة من الجانب الآخر.
وكان ينظر إلى مرآة جناح السيارة أثناء ركوب الدراجة التي ألهمت قراره لإنشاء حل “الرؤية الخلفية” لراكبي الدراجات.
وتساءل: “إذا كانت جميع السيارات بحاجة إلى مرايا خلفية لتكون آمنة، فلماذا لا تتوفر لراكبي الدراجات أي خيارات جيدة”.
وأوضح ماكدونالد أن معرفة ما كان يأتي من الخلف -سواء كان ذلك سائقاً عديم الخبرة، أو سيارة أجرة تقود بقوة، أو حافلة كبيرة تتطلب مساحة أكبر- ستسمح لراكبي الدراجات باتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بمزيد من المعلومات.
وأوضح أن “نظارات هندسايت مصممة لضمان الحفاظ على الرؤية الأمامية، مع إضافة القدرة على النظر إلى الخلف”.
وتسمح نظارات الرؤية الخلفية بالحفاظ على الرؤية المحيطية في الاتجاه الأمامي أثناء التحقق من الخلف، مما يوفر بشكل فعال أفضل ما في العالمين.