استغلت الصحافية الفلبينية الفائزة بجائزة نوبل للسلام ماريا ريسا، شهرتها الجديدة لانتقاد موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي ووصفته بأنه تهديد للديمقراطية، قائلةً إنه يعجز عن منع خطاب الكراهية والمعلومات المغلوطة وإنه “يتحيز ضد الحقائق”.وقالت الصحافية ومديرة موقع “رابلر” الإخباري الفلبيني لوكالة “رويترز” في مقابلة بعد إعلان فوزها بالجائزة، إن خوارزميات فيسبوك “تعطي أولوية لنشر الأكاذيب الممزوجة بالغضب والكراهية أكثر من الحقائق”.وتضيف تصريحاتها إلى الضغوط التي يواجهها فيسبوك، الذي يستخدمه أكثر من ثلاثة مليارات شخص، في الآونة الأخيرة بعدما تحولت موظفة سابقة في الشركة إلى واشية واتهمت الشركة بتغليب تحقيق أرباح على مكافحة خطاب الكراهية وانتشار المعلومات الخاطئة. وينفي فيسبوك ارتكاب أي مخالفات.وقالت ريسا إن فيسبوك أصبح أحد أكبر موزعي الأخبار في العالم “لكنه يتحيز ضد الحقائق وضد الصحافة”.وكانت ريسا هدفاً لحملات كراهية مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي من أنصار الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، الذين قالت إنهم يستهدفون تدمير سمعة موقعها الإخباري.
ريسا في أحد مراكز الشرطة في الفلبين في 2019
يأتي هذا بينما أشاد كثيرون في الفلبين اليوم السبت بفوز مواطنتهم الصحافية بجائزة نوبل للسلام ووصفوه بأنه صفعة للهجمات الرسمية على الإعلام، لكن لم يصدر الرئيس دوتيرتي، الذي دأب على انتقاد الموقع الإخباري الخاص بريسا، أي تعليق على الأمر.وأطلِق سراح ريسا بكفالة بعدما طعنت على الحكم بسجنها ستة أعوام في العام الماضي بتهمة التشهير، وتواجه مجموعة من التهم الأخرى.وكان دوتيرتي وصف موقع “رابلر” الإخباري الذي شاركت ريسا في تأسيسه بأنه “منفذ للأخبار المزيفة” وأداة للمخابرات المركزية الأميركية.
الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي
وتقاسمت جائزة نوبل للسلام مع الصحافي الاستقصائي الروسي دميتري موراتوف.وقال كارلوس إيساجاني ساراتي، عضو البرلمان الفلبيني المنتمي للمعارضة، إن الحكومة في موقف مزعج. وأضاف لـ”رويترز”: “الصمت المطبق من القصر يقول الكثير بشأن كيفية تعاملهم مع ماريا ريسا في الماضي، وكيف باغتهم هذا التقدير لها”. وتابع: “إنها صفعة شخصية لدوتيرتي الذي يهين معارضيه، خاصة النساء”.يذكر أن حكومة دوتيرتي نفت مراراً ملاحقة منتقديها في الإعلام.