ظهرت على العديد من مراهقات تيك توك في جميع أنحاء العالم تشنجات لاإرادية وحركات اهتزاز جسدية ونوبات لفظية.واحتار الأطباء بشأن تلك الاضطرابات في الحركة في بداية الأمر، لكن بعد أشهر من دراسة المرضى والتشاور معهم عرفوا السبب، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال”.
فقد اكتشف الخبراء في أفضل مستشفيات الأطفال في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة أن معظم هؤلاء الفتيات لديهن شيء مشترك وهو “تيك توك”.وقال الأطباء إن الفتيات كن يشاهدن مقاطع فيديو للمؤثرين في “تيك توك” الذين قالوا إنهم مصابون بمتلازمة توريت (Tourette)، وهي اضطراب في الجهاز العصبي يتسبب في قيام الناس بحركات أو أصوات متكررة لا إرادية.ازدياد الحالات مع بداية كورونابدروه، أكد دونالد جيلبرت، طبيب الأعصاب في المركز الطبي لمستشفى الأطفال في سينسيناتي، أنه حوالي 10 مراهقين جدد يعانون من التشنجات اللاإرادية يزورون عيادته شهرياً منذ مارس 2020.وأضاف أن أعراض المراهقين قد تمثل اضطرابات عصبية وظيفية، وهي فئة من الآلام التي تشمل بعض التشنجات اللاإرادية الصوتية وحركات الجسم غير الطبيعية التي لا ترتبط بالعنف.
تيك توك
وللتخلص من هذه التشنجات اللاإرادية، أوصى الأطباء بالعلاج السلوكي المعرفي، مطالبين المرضى بالابتعاد عن “تيك توك” لعدة أسابيع.من جانبها، وجدت الدكتورة أولفيرا، التي درست 3000 مقطع فيديو من “تيك توك” كجزء من بحثها، أن 19 من 28 مؤثراً الأكثر متابعة على التطبيق أفادوا بتطوير حركات جديدة لاإرادية نتيجة مشاهدة مقاطع فيديو.وأفاد متخصصون في مؤسسات كبرى أخرى بحدوث طفرات مماثلة، فمنذ آذار (مارس) 2020، أبلغ مستشفى تكساس للأطفال عن رؤية ما يقرب من 60 مراهقاً يعانون من هذه التشنجات اللاإرادية، في حين رأى الأطباء هناك حالة أو حالتين سنويًا قبل الوباء.
أكثر من مليار مشاهدةوهناك الكثير من السلوكيات التي تشبه التشنج يمكن مشاهدتها على تيك توك. وعندما بدأ الأطباء في المملكة المتحدة في دراسة هذه الظاهرة في يناير/كانون الثاني الماضي، حصلت مقاطع الفيديو التي تحتوي على علامة التصنيف #tourettes على حوالي 1.25 مليار مشاهدة.من جهتها، قالت متحدثة باسم التطبيق إن “سلامة ورفاهية مجتمعنا هي أولويتنا، ونحن نتشاور مع خبراء الصناعة لفهم هذه التجربة المحددة بشكل أفضل”.في المقابل، لا يسارع بعض الأطباء في إلقاء اللوم على “تيك توك”، ويقولون إنه في حين أن عدد المرضى الذين يعاينونهم أعلى بكثير من ذي قبل، فإنه ليس وباء.