ادعى إيلون ماسك الأسبوع الماضي في تغريدة له أن “انطباعات خطاب الكراهية ” على تويتر انخفضت بمقدار الثلث منذ توليه إدارة الشركة أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ولكن بحثًا أجرته منظمة، مركز مواجهة الكراهية الرقمية Centre for Countering Digital Hate، كشف أن مقدار خطاب الكراهية على المنصة ارتفع خلال المدة ذاتها.
وبحسب المنظمة البريطانية غير الربحية، فإن متوسط التغريدات التي تحوي إهانات ضد السود كان 1,282 تغريدة يوميًا قبل تولي ماسك إدارة تويتر، ولكن الرقم ارتفع إلى 3,876 بعد إتمام صفقة الاستحواذ في 28 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وخلال الأسبوع الذي نشر فيه ماسك تغريدته، زاد الرقم ليصل إلى 4,650 تغريدة يوميًا.
يُشار إلى أن مركز مواجهة الكراهية الرقمية، الذي تأسس عام 2018، جمع البيانات باستخدام Brandwatch، وهي أداة لتحليل شبكات التواصل الاجتماعي، وتتضمن التغريدات التي نُشرت باللغة الإنجليزية من جميع أنحاء العالم.
وفي تغريدة نُشرت منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال ماسك إن التغريدات المفعمة بالكراهية ستُقلل إلى أقصى درجة وستُمنع من كسب المال، ولن يراها المستخدمون إلا إن هم بحثوا عنها.
وحتى مع وعود تويتر بتقليل رؤية تلك التغريدات، إلا أن مركز مواجهة الكراهية الرقمية وجد أن التفاعل مع خطاب الكراهية في ارتفاع منذ تولي ماسك إدارة الشركة، فقال إن متوسط عدد الإعجابات، والردود، وإعادة التغريد للمنشورات التي تحوي إهانات كان بحدود 13.3 قبل إتمام الصفقة، وبعدئذ ارتفع التفاعل مع تلك التغريدات إلى 49.5.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز مواجهة الكراهية الرقمية، عمران أحمد: “أرسل إيلون ماسك إشارة استدعاء إلى كل نوع من أنواع العنصرية، وكراهية النساء، وكراهية الشذوذ الجنسي بأن تويتر أصبح متاحًا لهم، وقد استجابوا وفقًا لذلك”.
ومنذ إتمام صفقة استحواذ ماسك على تويتر البالغة 44 مليار دولار أمريكي، أجرى الملياردير، الذي يرأس أيضًا شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا وشركة صناعات الفضاء سبيس إكس، تغييرات جذرية وسريعة على المنصة.
ومن التغييرات أنه أقال موظفي فرق الثقة والسلامة المسؤولين عن اعتدال المحتوى، وذلك حتى مع المخاوف التي أبداها دعاة الحقوق المدنية والجماعات بشأن كيفية تفشي المحتوى المفعم بالكراهية على تويتر.
كما أنه تخلى عن فكرة إنشاء مجلس لاعتدال المحتوى ليقرر بعدئذ استطلاع أراء متابعيه، الذين يبلغ عددهم الآن 119.7 مليون متابع، عن إصدار “عفو عام” عن الحسابات المعلقة جميعها، كما نشر تغريدة رحّب فيها بعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنصة بعد أن حُظر مطلع عام 2021 حظرًا دائمًا بسبب تحريضه على العنف.
ولكن يبدو أن التساهل لا يشمل الجميع، إذ علّقت تويتر يوم الجمعة حساب مغني الراب الأمريكي كانييه ويست بتهمة “التحريض على العنف”، بعد نشره صورة لصليب معقوف متشابك مع نجمة داود وإبداء إعجابه بالزعيم النازي أدولف هتلر.
وقال ماسك تعليقًا على الصورة التي نشرها ويست وتجمع شعاري النازية واليهودية “فقط للتوضيح عُلِّق حسابه بسبب تحريضه على العنف”. مع الإشارة إلى أن ماسك رفع حظرًا سابقًا عن حساب ويست.