أشار تقرير نشرته وكالة رويترز في الثاني من فبراير إلى أن روبوت الدردشة ChatGPT الذي أصدرته شركة OpenAI أصبح الأسرع نموًا في تاريخ تطبيقات الويب الموجهة للمستهلكين. وجاء هذا التقرير استنادًا إلى البحث الذي أجرته شركة UBS، والذي أشار إلى أن ChatGPT حقق أكثر من 100 مليون مستخدم نشط شهريًا بعد مرور شهرين ونصف فقط من إطلاقه. بينما استغرق تطبيق تيك توك نحو 9 أشهر بعد إطلاقه العالمي ليبلغ 100 مليون مستخدم، واستغرق إنستجرام من عام إلى عامين.
فما هي الأسباب التي جعلت ChatGPT أسرع تطبيقات الويب نموًا؟
1- روبوت ChatGPT مفيد ومتعدد الاستخدامات:
اثنان من أهم العوامل وراء النمو الكبير لروبوت ChatGPT هما: فائدته وتعدد استخداماته. فقد ابتكرت شركة OpenAI روبوت يمكن لأي شخص تقريبًا استخدامه والاستفادة منه منذ صدوره على عكس بعض التطبيقات الأخرى.
على سبيل المثال: عندما صدر فيسبوك لأول مرة، كان يستهدف في الأساس طلاب الجامعات، وخاصة أولئك الذين أرادوا التعرف على بعضهم البعض، وهذا يعني وجود قاعدة مستخدمين محدودة وفائدة محدودة في ذلك الوقت.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وبالمثل، عندما صدر تطبيق Spotify، استهدف الأشخاص الذين أرادوا الاستماع إلى الموسيقى عبر الإنترنت، والجميع بالطبع لا يريد ذلك.
بالمقابل لا يستهدف روبوت ChatGPT فئة معينة بشكل خاص بل يستهدف الجميع. لذلك بغض النظر عن عملك ودراستك، ستجد استخدامات مختلفة لروبوت ChatGPT في حياتك اليومية. فالمعلمون والطلاب والمهندسون والمبرمجون والكُتّاب ومعظم الأشخاص من مُختلف الفئات وجدوا طريقة معينة للاستفادة من هذا الروبوت. وكونه أصبح مفيدًا للجميع فهذه ميزة يتمتع بها عدد قليل من التطبيقات وهي ما جعلته متصدرًا في عالم الإنترنت والذكاء الاصطناعي.
2- روبوت ChatGPT مجاني وسهل الاستخدام:
إن الأشياء الأساسية التي تمنع الناس من استخدام أي خدمة عبر الإنترنت هي: مدى سهولة استخدامها وتكلفتها. ولا يواجه ChatGPT مشاكل في أي من هذه المجالات.
في حين أن الكثير من الناس قد لا يكونون على دراية بأن ChatGPT ليس الأول من نوعه ولا مولد النصوص الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً، فهناك أدوات ذكاء اصطناعي أخرى أصدرتها شركة OpenAI، مثل GPT-3 Playground، الأكثر قوة من ChatGPT والذي صدر قبله بوقت طويل.
ومع ذلك، فإن ما يجعل ChatGPT مختلفًا عن باقي أدوات الذكاء الاصطناعي هو سهولة استخدامه وإمكانية الوصول إليه، وأنه مجاني. وعلى الرغم من إصدار ChatGPT Plus، وهي النسخة المدفوع من ChatGPT، حافظت شركة OpenAI على الإصدار المجاني وأكّدت استمرار عمله وإتاحته للجميع.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأي شخص التسجيل للحصول على حساب في الموقع الرسمي للروبوت من متصفح الإنترنت، باستخدام رقم هاتف أو بريد إلكتروني، وهذا كل ما يحتاجه لبدء استخدام ChatGPT، بينما أدوات الذكاء الاصطناعي المماثلة من الشركات الأخرى إما متاحة لجمهور محدد، أو تتطلب الانضمام إلى قائمة انتظار طويلة لاستخدامها.
3- مشاركة مستخدمي ChatGPT تجاربهم مع مجتمعاتهم:
يُعزى نمو معظم تطبيقات الويب الشهيرة في الوقت الحالي إلى الحملات الإعلانية المكثفة. بينما كان سبب نمو ChatGPT حديث الناس عنه ومشاركة مستخدميه تجاربهم مع مجتمعاتهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي، مثل: توتير وفيسبوك، و Reddit بالإضافة إلى الأشخاص الذين يشاركون تجربة استخدامهم لروبوت ChatGPT في المدونات الشخصية، وبهذا انتشر ChatGPT بشكل أساسي من خلال شهادات الأشخاص الذين استخدموا هذا الروبوت.
هل لدى ChatGPT فرصة للمزيد من النمو السريع ؟
لا يزال لدى ChatGPT إمكانات هائلة لمزيد من النمو بعد النمو السريع الذي حققه في غضون وقت قصير، نظرًا لأن شركة OpenAI تواصل تحسين ChatGPT، سيصبح أداة مرغوبة أكثر بين الناس، ومن المرجح أن يحافظ على نموه وانتشاره.
