أطلقت شركة الصواريخ (سبيس إكس) SpaceX التابعة للملياردير (إيلون ماسك) صباح اليوم الخميس طاقمًا مكونًا من أربعة أفراد، أحدهم رائد الفضاء (سلطان النيادي)، إلى المدار في طريقه إلى محطة الفضاء الدولية.
وانطلقت مركبة الإطلاق (سبيس إكس)، التي تتكون من الصاروخ (فالكون 9) Falcon 9 تعلوه كبسولة (كرو دراجون) Crew Dragon التي تعمل بصورة مستقلة والمسماة (الهِمَّة) Endeavour، في الساعة 9:34 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في (كيب كانافيرال) Cape Canaveral بولاية فلوريدا.
وأظهر بث مباشر عبر الإنترنت من وكالة ناسا، المركبة الفضائية التي يبلغ ارتفاعها 25 طابقًا وهي تصعد من برج الإطلاق، في حين كانت محركاتها التسعة من طراز (مرلين) Merlin تنطلق خلال سُحُب متصاعدة من البخار، وكرة نارية حمراء أضاءت سماء ما قبل الفجر في فلوريدا.
وجاءت الرحلة بعد 72 ساعة من إلغاء محاولة إطلاق أولية في الدقائق الأخيرة من العد التنازلي في وقت مبكر من يوم الاثنين بسبب انسداد في تدفق سائل الاشتعال للمحرك. وقالت ناسا إن المشكلة حُلَّت عن طريق استبدال مرشح مسدود وتطهير النظام.
وبعد نحو 9 دقائق من إطلاقها اليوم الخميس، نقلت المرحلة العليا للصاروخ (كرو دراجون) إلى المدار الأولي حيث انطلق عبر الفضاء بسرعة تزيد عن 20 ضعف سرعة الصوت.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وفي الوقت نفسه، أعاد معزز (فالكون) المسؤول عن المرحلة الدنيا والقابل لإعادة الاستخدام، نفسه إلى الأرض وهبط بأمان على متن سفينة الاسترداد العائمة في المحيط الأطلسي.
وبعد لحظات من وصول الكبسولة إلى المدار، سُمع رائد الفضاء الإماراتي (سلطان النيادي)، وهو يحمد الله ويشكر والديه وعائلته وقيادة الإمارات على منحه الثقة لهذه المهمة، كما شكر شركة (سبيس إكس) ووكالة ناسا.
كما تطرق النيادي إلى الحديث عن المقصود باسم (سهيل)، الذي أُطلق على التميمة الفضائية التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، والتي ترافقه في مهمته الطويلة التي تستغرق 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية.
وكما كان مقصودًا من التميمة، شُوهدت (سهيل) وهي تتحرك داخل الكبسولة لتدل على انعدام الجاذبية خلال المهمة.
وتعد مهمة النيادي أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، وثاني مهمة إماراتية إلى محطة الفضاء الدولية، وأطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء.
والنيادي هو أحد أول رائدَي فضاء إماراتيين كانا ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي نُظم عام 2017 بهدف تدريب وإعداد فريق من الرواد الإماراتيين وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة.
ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية، وهي مختبر يدور على ارتفاع 420 كم فوق الأرض، ما يقرب من 25 ساعة، مع التخطيط للالتقاء في الساعة 10:15 صباح يوم الجمعة بتوقيت الإمارات.
وستشمل المهمة العلمية للطاقم التي تستغرق ستة أشهر زهاء 200 تجربة وعرض تقني، بدءًا من البحث عن نمو الخلايا البشرية في الفضاء، إلى التحكم في المواد القابلة للاحتراق في الجاذبية الصغرى.
وسيُرحِّب بفريق (كرو 6) على متن المحطة الفضائية 7 ركاب حاليين في محطة الفضاء الدولية: ثلاثة من أفراد طاقم ناسا، إلى جانب ثلاثة روس، ورائد فضاء ياباني.
يُذكر أن محطة الفضاء الدولية، التي يبلغ طولها طول ملعب كرة قدم، يُشغِّلها بصورة مستمرة منذ أكثر من عقدين تحالف تقوده الولايات المتحدة وروسيا، ويضم أيضًا كندا واليابان و 11 دولة أوروبية.