استخدم مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، بالتعاون مع شركة (كايروس) Kayrros الفرنسية الرائدة في تحليل البيانات، تقنية الأقمار الصناعية على مدار السنوات القليلة الماضية لرصد تقديرات انبعاثات الغازات الدفيئة في المملكة العربية السعودية. ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه في المملكة ويمثل إنجازًا فريدًا في هذا المجال. تمكّن هذا المشروع، الذي يجمع بين خبرة كابسارك في قطاع الطاقة السعودي، وقدرات شركة كايروس في التحليل الجغرافي، من تقدير انبعاثات غاز الميثان الناجمة عن قطاع النفط والغاز السعودي لعام 2022 بنحو 780 كيلو طن، ممثلًا ربع الكمية التي رصدتها الوكالة الدولية للطاقة وقاعدة بيانات الانبعاثات لبحوث الغلاف الجوي العالمية (إدغار) للعام نفسه. وقد أُعلنت نتائج هذا المشروع خلال مشاركة مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، وشركة كايروس في فعاليات مؤتمر الأطراف للمناخ (COP28)، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة حتى يوم 12 من ديسمبر الجاري، Join us tomorrow at #COP82UAE to learn about #KAPSARC’s satellite project. We’ll delve into the sophisticated methodology employed to measure greenhouse gas emissions from Saudi Arabia’s oil and gas sector. This project is a collaborative effort with @Kayrros, utilizing… pic.twitter.com/UeiJZ91CNi — KAPSARC | كابسارك (@KAPSARC) December 9, 2023 كما أصدر مركز كابسارك آخرًا ورقة نقاش مهمة بعنوان: “استخدام تقنية الأقمار الصناعية لقياس انبعاثات الغازات الدفيئة في المملكة العربية السعودية”، التي أعدها الخبراء أنور قاسم، ووليد مطر، وعبد الرحمن محسن، والتي ألقت الضوء على طريقة استخدام الأقمار الصناعية الحديثة التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ووكالة الفضاء الأوروبية في تقدير انبعاثات الميثان الناجمة عن قطاع النفط والغاز السعودي في عام 2022 التي بلغت قرابة 780 كيلو طن. وتضع هذه البيانات الجديدة المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بعد النرويج من حيث معدلات كثافة غاز الميثان على مستوى الدول المُنتجة للنفط. وتبرز أهمية هذا المشروع نظرًا إلى محدودية المصادر العالمية التي تُعنى بتحديد مخزونات الميثان في المملكة العربية السعودية، والاختلاف الكبير في التقديرات المتاحة. ويُلاحظ أن تقديرات الانبعاثات التي أجراها كابسارك مع كايروس تُظهر انخفاضًا بمعدل قدره 73% مقارنةً بالأرقام المُقدمة من الوكالة الدولية للطاقة وقاعدة بيانات (إدغار) للعام نفسه. من جانبه، أوضح فهد العجلان رئيس كابسارك، قائلًا: “تُبرز الفجوة الواسعة في التقديرات طبيعة النتائج التي توصلنا إليها، وهو ما يشكل تحديًا للمعايير الحالية ويؤكد أهمية نهجنا المبتكر في إعادة تعريف فهمنا للانبعاثات في المملكة العربية السعودية”. وتُظهر تقديرات المشروع أن انبعاثات الميثان الناجمة عن صناعة النفط والغاز السعودية تُشكل فقط ثلث إجمالي انبعاثات الميثان، بما يتوافق مع أحدث إحصائيات المخزونات الوطنية للغازات الدفيئة التي صدرت عن الهيئة السعودية الوطنية لآلية التنمية النظيفة في عام 2022. وتركز تقديرات الأقمار الصناعية على حقول النفط والغاز السعودية، متضمنة انبعاثات الإنتاج، والتحليل الجزئي لنقل الهيدروكربونات، ومعالجة الغاز التي تحدث في محيط الحقول، بينما لا تشمل هذه التحليلات المراحل النهائية للعمليات. وتعكس النتائج التي توصل إليها المشروع دلالات سياسية بالغة الأهمية لصناع القرار السعوديين؛ لأن المملكة العربية السعودية هي إحدى الدول التي وقّعت التعهد العالمي للميثان الذي يهدف إلى خفض انبعاثات الميثان على الصعيد العالمي بنسبة قدرها 30% بحلول عام 2030. لذلك من الممكن أن تُسهم المعلومات الدقيقة والموثوقة عن انبعاثات الغازات الدفيئة في المملكة في الدفع نحو إجراءات مناخية كثيرة الفاعلية. ومن ثم تُظهر نتائج التقديرات المستخلصة من الأقمار الصناعية ضرورة التصدي لانبعاثات الميثان الناتجة عن النفايات.