قضت شركة تسلا قرابة أربع سنوات في محاولة لبناء مركبة البيك أب الكهربائية، وقد نجحت في تطوير المركبة الكهربائية سايبرتراك (Cybertruck) وبدأت عمليات تسليمها إلى العملاء في أواخر العام الماضي، ولكنها كانت بطيئة نوعًا ما.
والآن، قررت تسلا استدعاء جميع هذه المركبات البالغ عددها قرابة 3878 مركبة، إذ إن المشكلة ليست مجرد خلل بسيط في نظام المركبة أو أنها شريحة ذاكرة معطلة، بل تكمن في دواسة الوقود التي يمكن أن تتسبب في انطلاق السيارة بسرعة قصوى دون سابق إنذار.
وصراحة، لم يشكل الاستدعاء مفاجأة للكثيرين، فقد أبلغ مشترو مركبة سايبرتراك – الذين كانوا يتوقعون بدء عمليات التسليم في الأسبوع الماضي – عن تأخر وصول المركبات دون إعلامهم بالأسباب، والآن اتضح السبب وراء ذلك.
ووفقا لإدارة السلامة الوطنية على الطرق السريعة (NHTSA)، يمكن أن يسبب هذا العيب المصنعي تحرر دواسة الوقود بمرور الوقت. تخيل أنك تضغط على دواسة الوقود بقوة في مركبة سايبرتراك لتجاوز سيارة على الطريق السريع، لكن معدل التسارع لا يتغير عندما تخفف الضغط عليها؛ إنه أمر جلل وقد يؤدي إلى حوادث كارثية.
وتلقت تسلا التقرير الأول بخصوص هذه المشكلة في الحادي والثلاثين من مارس، وتبعه تقرير آخر في الثالث من أبريل، ثم استطاع مهندسو الشركة تحديد المشكلة تمامًا في الثاني عشر من أبريل، ونتيجة لذلك، قررت الشركة إصدار استدعاء طوعي لجميع مركبات سايبرتراك.
ويبدو أن العيب في تصميم دواسة الوقود ناجم عن تغيير غير متعمد في تصنيع مركبات سايبرتراك، إذ أُضيف الصابون كمادة تشحيم لتسهيل عملية التجميع، وبقيت بقاياه في الدواسات، مما أدى إلى انفصال المكونات عن بعضها بعضًا وجعلها غير قابلة للعمل كما يجب.
وتلاحظ إدارة السلامة الوطنية على الطرق السريعة أن المكابح لا تزال تعمل حتى مع تعطل دواسة الوقود، ولكن هذا ليس حلًا مثاليًا إذ إن معظم السائقين لن يعرفوا كيفية إيقاف دواسة الوقود المتضررة من دفع السيارة إلى الأمام.
وفي السابع عشر من أبريل، وصلت مركبات سايبرتراك الجديدة بتصميم دواسة وقود مختلف لا يخضع لهذا العيب المصنعي.
وقد حققت تسلا نجاحًا كبيرًا منذ إطلاق سيارة Model 3 سيدان في عام 2017، ولكن إطلاق مركبة سايبرتراك في أوائل عام 2024 جاء بنتائج أدنى بكثير من التوقعات السابقة. كما ألغت الشركة طراز Model 2 الكهربائي ذا الفئة الاقتصادية، وحولته إلى مشروع سيارة أجرة آلية يأمل ماسك الكشف عنه هذا الصيف.
أخيرًا، انخفضت قيمة أسهم تسلا بسبب هذه الأخبار، وارتفعت نسبة الخسارة إلى 40% هذا العام.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط