واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران وطهران تندد «بالتنمر» الأميركي

6 نوفمبر 2018

فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشددة تستهدف قطاعات النفط والبنوك والصناعة في إيران امس وهددت باتخاذ إجراءات إضافية لمنع طهران من اتباع سياسات «خارجة عن القانون»، بالمقابل أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده «ستفتخر بالالتفاف» على العقوبات الاميركية، وحضت طهران الأمم المتحدة على الرد على قرار واشنطن بإعادة فرض العقوبات عليها.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس إنه يريد فرض عقوبات على النفط الإيراني تدريجيا، مشيرا إلى مخاوف من صدمة في أسواق الطاقة وزيادة الأسعار العالمية.
وقال ترامب للصحفيين «في ما يتعلق بالنفط، الأمر مهم جدا. فرضنا أشد عقوبات على الإطلاق، لكن بالنسبة للنفط نريد أن نسير بوتيرة أبطأ قليلا لأني لا أريد أن أرفع أسعار النفط في العالم».
وأضاف «هذا لا علاقة له بإيران… بإمكاني أن أخفض (صادرات) النفط الإيراني إلى صفر على الفور، لكن هذا سيسبب صدمة في السوق. لا أريد أن أرفع أسعار النفط».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو امس أن بلاده ستعفي ثماني دول بينها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وايطاليا من الالتزام بالعقوبات على قطاع النفط الإيراني.
واوضح بومبيو ان الدول الاخرى التي يشملها هذا الاستثناء لستة اشهر هي اليونان وتركيا وتايوان، مؤكدا ان بلاده ستواصل الضغط على النظام الايراني «من دون هوادة» حتى يغير سلوكه «المزعزع للاستقرار» في الشرق الاوسط.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان «فرض الخزانة لضغوط مالية غير مسبوقة على إيران ينبغي أن يوضح للنظام الإيراني أنه سيواجه عزلة مالية متزايدة وركودا اقتصاديا حتى يغير أنشطته المزعزعة للاستقرار بشكل جذري».
وذكر البيان أن العقوبات تشمل 50 بنكا وكيانات تابعة لها وأكثر من 200 شخص وسفينة في قطاع الشحن كما تستهدف الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) وأكثر من 65 من طائراتها.
وتأتي الدفعة الجديدة من العقوبات الأميركية التي وصفتها واشنطن بأنها «الأقوى التي تفرض حتى الان» على إيران، بعد ستة اشهر من اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرارا مثيرا للجدل بالتخلي عن الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى في 2015.
وقالت سويسرا إنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة وإيران بشأن فتح قناة مدفوعات لأغراض إنسانية بهدف المساعدة في مواصلة تدفق المواد الغذائية والأدوية إلى إيران.
وأعلن المزود الدولي لخدمات التراسل المالي المؤمن (سويفت) الاثنين قراره «تعليق» وصول بعض البنوك الايرانية الى شبكته وذلك التزاما بالرزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران الموجهة ضد قطاعي النفط والمال.
وأوضحت شركة سويفت التي تتخذ مقرا لها في بروكسل في بيان «ان هذا الاجراء، رغم أنه مؤسف، اتخذ من اجل مصلحة واستقرار ونزاهة النظام المالي العالمي في مجمله».
ويعني القرار الأميركي منع كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية في حال قرّرت المضي قدماً بشراء النفط الإيراني أو مواصلة التعامل مع المصارف الإيرانية.
وتريد الإدارة الأميركية إبرام اتفاق جديد مع طهران يكبح تدخلاتها في الشرق الأوسط وبرنامجها الصاروخي وهو ما ترفضه إيران قطعا.
وردا على الإجراءات الأميركية، قال مسؤول إيراني طلب عدم الكشف عن اسمه إن طهران ليست قلقة من العقوبات ولن تذعن للضغوط الأميركية عليها لتغيير سياساتها.
وقبل بضع ساعات قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الجمهورية الإسلامية ستواصل بيع النفط على الرغم من «الحرب الاقتصادية» الأميركية.
وقال وزير خارجيته محمد جواد ظريف إن العقوبات الأميركية الجديدة ترتد على واشنطن، لا على الجمهورية الإسلامية، وتجعلها أكثر عزلة مشيرا إلى معارضة قوى عالمية أخرى للخطوة.
وكتب ظريف على تويتر يقول «تنمر أميركا يرتد عليها.. أميركا وليست إيران هي المعزولة».
وقالت القوى الأوروبية التي لا تزال تدعم الاتفاق النووي، إنها تعارض إعادة فرض العقوبات بينما عبرت الصين، وهي مشتر كبير للنفط، عن أسفها لهذا التحرك.
وطلبت إيران في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن «تقاوم المنظمة الدولية طبقا لشرعتها والقانون الدولي هذه التدابير غير الشرعية وتحمل الولايات المتحدة مسؤولية هذه الأعمال».
وقال جون بولتون مستشار ترامب للأمن القومي في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس إن الولايات المتحدة ستفرض المزيد من العقوبات على إيران دون أن يكشف عن تفاصيل.
وقال الرئيس روحاني «اليوم يستهدف العدو (الولايات المتحدة) الاقتصاد… الهدف الأساسي للعقوبات هو شعبنا».
العقوبات «غير مشروعة ومجحفة»
وأضاف روحاني «أرادت أميركا أن تخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى الصفر… لكننا سنواصل بيع نفطنا… وخرق العقوبات».
وارتفعت أسعار النفط مع بدء سريان العقوبات، إذ زاد خام القياس العالمي مزيج برنت أكثر من دولار مسجلا أعلى مستوى خلال الجلسة عند 73.92 دولارا للبرميل.
وصعد الخام الأميركي بنحو واحد في المئة إلى 63.85 دولارا للبرميل.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن روحاني قوله إن إيران ستتمكن من بيع نفطها حتى من دون الإعفاءات.
وتأتي معاودة فرض العقوبات فيما ينصب تركيز الولايات المتحدة على انتخابات الكونغرس وحكام الولايات اليوم.
(ا.ف.ب – رويترز)