إيران تبدأ تجنيد سوريين في ميليشياتها قرب مناطق حلفاء أميركا

23 نوفمبر 2018

أفيد أمس برصد قيام إيران بتكثيف جهودها لتجنيد سوريين ضمن الميليشيات الموالية لها في مناطق قرب انتشار «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركا شرق سوريا.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أنه رصد «في مناطق بغرب نهر الفرات، استمرار التوسع الإيراني، على حدود مناطق تواجد التحالف الدولي، وفي مناطق تواجد بقية الميليشيات التابعة للنظام والمتحالفة معه، وسط استمرار عمليات التطوع من قبل مقاتلين سابقين ومن قبل سكان من ريف دير الزور، إلى صفوف الميليشيات الإيرانية من قوات الحرس الثوري الإيراني أو من القوى التابعة لها، حيث التحق عشرات الأشخاص بصفوف هذه القوات عن طريق مكاتب التطويع التي افتتحت في مدينة الميادين ومناطق من غرب الفرات».

كما شوهد في مدينة الميادين، بحسب «المرصد»، قيام رجال دين موالين لإيران محاولة حث المدنيين على التطوع، عبر التجول في مدينة الميادين، والتودد للسكان المتواجدين، وتوزيع الطعام والحلوى على الأطفال، كما رصد انتشار عبارات مكتوبة من قبل القوات الإيرانية والقوى التابعة لها وجاء في العبارات التي كتبت على الجدران في شوارع مدينة الميادين «الموت لأميركا وإسرائيل – يا شباب قرارنا مقاومة».

وتابع «المرصد» أن «عمليات التطويع تأتي بعد وصول عشرات العوائل الآسيوية إلى غرب نهر الفرات، قادمة إلى مناطق سيطرة القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث إن نحو 50 عائلة من عوائل إيرانية وأفغانية، وصلت إلى مدينة الميادين، الواقعة في غرب نهر الفرات، وهي عوائل مقاتلين في الميليشيات الإيرانية والأفغانية من الطائفة الشيعية، إذ تتحدث العوائل هذه باللغة الفارسية واللغات المحكي بها في أفغانستان». وأكدت المصادر: «جرى توطينهم في منطقة ضهر العلوة بمدينة الميادين، في منازل كان تنظيم داعش استولى عليها سابقاً، كما أكدت المصادر الموثوقة أن عملية وصول العوائل هذه، تأتي بعد فتح الحرس الثوري الإيراني باب «التطويع» في صفوف قواته العاملة على الأراضي السورية ضمن محافظة دير الزور، وذلك للمرة الأولى في ريف محافظة دير الزور، للمواطنين السوريين في المحافظة». وأكدت المصادر أن «هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها التطوع ضمن صفوف قوات الحرس الثوري الإيراني، حيث كان التطوع سابقاً يشمل فقط الميليشيات الممولة إيرانياً والمدعومة من القوات الإيرانية، كميليشيات حركة النجباء وأبو الفضل العباس وحزب الله، فيما كانت غالبية المتطوعين السوريين من محافظات دير الزور وحلب وريف دمشق».
وزاد: «تشمل عملية التطوع كلاً من المنشقين السابقين عن قوات النظام والراغبين بتسوية أوضاعهم، بالإضافة لمقاتلين سابقين في صفوف خصوم النظام، ومواطنين آخرين من محافظة دير الزور ذلك أن القسم الأكبر منهم من منطقة القورية بريف مدينة الميادين ذلك أن عملية إغراء المواطنين، والمتطوعين تأتي عبر راتب شهري يبلغ 150 دولارا أميركيا، وتخيير في عملية انتقاء مكان الخدمة بين الذهاب للجبهات أو البقاء في مركز التدريب بغرب نهر الفرات، بالإضافة للحصانة من قوات النظام ومن الاعتقال».
وكانت معلومات أفادت بـ«تعمد القوات الإيرانية المتواجدة على الأراضي السورية والتي تمتلك آلاف العناصر المنتشرين على الأراضي السورية، لتوسيع هذا الانتشار ليس فقط في الجانب العسكري، وإنما في جوانب أخرى تمكنها من التحرك بعيداً عن المراقبة الإقليمية والدولية لها، وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الإيرانية كثفت من تواجدها ومن تواجد المدعومين منها على أساس مذهبي أو مادي أو فكري، في غرب الفرات، وظهر هذا التواجد جلياً في منطقتين رئيسيتين هما البوكمال والميادين، حيث تشكلان مناطق هامة للجانب الإيراني، الذي شارك بقوة في معارك السيطرة عليهما وقاد الجنرال الإيراني قاسم سليماني معارك السيطرة على البوكمال».