الكنيسة الأنطاكية تناصر الروسية.. في وجه تقسيم العالم الارثوذكسي

30 نوفمبر 2018
الكنيسة الأنطاكية تناصر الروسية.. في وجه تقسيم العالم الارثوذكسي

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/general.php on line 742

تخطت الخطوط الحمراء، بطريركية القسطنطينية بموافقتها على انفصال الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عن نظيرتها الروسية التي تعد من أكبر الكنائس في العالم الأرثوذكسي. فشرعنتها الانقسام أثارت جدلاً واسعاً لا سيما أن الانفصال مخالف لقواعد الكنيسة، واتخذ بتأثير سياسي من الولايات المتحدة التي لم تتوقف عن محاولاتها تقسيم العالم الأرثوذكسي وتشكيل كنائس جديدة.
المجلس الارثوذكسي يؤكد: لا انشقاق او انفصال في الطائفة
موسكو… لتخطي العقوبات والإسراع في تأليف الحكومة

في اعتقاد واشنطن وحلف الناتو، أن الكنيسة الروسية تؤدي دوراً فاعلاَ ومؤثراً في المنطقة يتعارض مع سياساتهما. ويؤكد السفير الروسي الكسندر زاسبيكين لـ”لبنان24″ أن “ما تقدم يأتي في سياق المؤامرة الأميركية الكبرى الطويلة الأمد، وجزء من الاستراتيجية الأميركية التي تجسدت في مشاركتها والغرب في تفكيك الاتحاد السوفياتي واشعال الفتن في جمهورياته وفي أوكرانيا بشكل خاص على مدى سنوات، فأميركا تعاني من “فوبيا روسيا” وتصريحات قادتها في ما خص الكنيسة الروسية يهدف إلى إساءة الوضع”.

تعتبر الكنيسة الأوكرانية جزءاً لا يتجزأ من الكنيسة الروسية وتتمتع بصلاحيات واسعة ولديها حقوق واسعة جداً، لكنهما بحسب زاسبيكين، جسم واحد، غير ان “ضرب واشنطن الاسفين في هذا الجسم، هو تجسيد لكل المشاريع التقسيمية بين روسيا واوكرانيا بمشاركة البطريرك القسطنطيني بارثلماوس الذي تربطه علاقة جيدة مع الاميركيين والسلطات الاوكرانية الحالية فضلا عن القوى النازية في كييف، لا سيما أن أوكرانيا باتت رأس حربة الغرب ضد روسيا ورئيسها بترو بوروشنكو الذي وقع وبطريرك القسطنطينيّة في اسطنبول اتفاقًا يتعلّق بالاعتراف بكنيسة أوكرانيّة مستقلّة”، مع تشديد مصادر روسية على أن توقيع الاتّفاق يتجاوز النطاق الكنسي ليصب في المجال السياسي، خصوصاً وأن لا بابا في العالم الأرثوذكسي على غرار بابا الفاتيكان ويجب ان تؤخد القرارات بالاجماع، مع العلم أن السعي لتوحيد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية مع المنشقين الذين اعترفت بهم بطريركية القسطنطينية مني بالفشل في مرحلة اولى وإن كان المنشقون سيستمرون في السعي لانفصال الكنيسة الأوكرانية بأساليب عدة قد تدور في فلك العنف واستملاك أراضي الكنيسة لقطع أية صلة بين روسيا واوكرانيا”.

ولما كان التلاحم بين الكنسية الروسية والدولة، يخدم مصلحة الشعب الذي يؤيد القيادة الروسية، فإن العلاقة التاريخية بين الكنيسة الروسية وبطريركية انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس تصب في خانة المحافظة على سيادة الدول وبقاء الحدود على ما هي عليه لمنع تهديد الاستقرار وسلامة الشعوب، مع تشديد زاسبيكين على ان “من يريد تدمير سوريا يريد تدمير الكنيسة الانطاكية في إشارة للاميركيين، في حين أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المشاركة في الحرب ضد الإرهاب في سوريا، حال دون إبادة الإرهابيين للمسيحيين في هذه الدولة، وها هي موسكو اليوم تجهد لبقاء المسيحيين في قراهم بعد أن استكملت بالتعاون مع الدولة السورية وحلفائها المهمة العسكرية والأمنية لا سيما أن الضغوط الغربية هدفت إلى تهجير المسيحيين أو ابادتهم بهدف تفريغ الشرق من المسيحيين”.

وعليه، تتطلع روسيا في مرحلة لاحقة إلى ترتيب زيارات الوفود الأرثوذكسية من لبنان وسورية إلى روسيا والعكس صحيح. وتسعى الى استعادة مرحلة الامبراطورية القيصرية لجهة بناء المدارس والتعريف على الثقافة الروسية وتعليم الشباب، لا سيما أنها شاركت في نهضة لبنان الثقافية والفنية منذ عام 1921 الى اليوم.

وعلى هذا الأساس، يدعو زاسبيكين إلى “ضرورة تعزيز الوحدة والتلاحم داخل الكنيسة الانطاكية لأن المؤامرة الأميركية تريد ضرب العالم الارثوذكسي”، مبديا فخره على غرار الكنيسة الروسية “بمواقف البطريرك يوحنا العاشر يازجي الجامعة والوطنية وهو الذي يعي وجود مخططات الغرب لتقسيم الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية”.

ويشدد زاسبيكين على علاقته الجيدة بالمطارنة والشخصيات الأرثوذكسية في لبنان ويقول: “نجلس دورياً، وانا مرتاح لمواقفهم الثابتة من المحافظة على العالم الارثوذكسي”، مشيدا باللقاء الارثوذكسي الذي أعد كتابا منذ اكثر من عام حمل عنوان “روسيا في قلب لبنان” ولوجود النائب إيلي الفرزلي في نيابة رئاسة مجلس النواب”.