تركيا “ستدفن الأكراد” ومخاوف من انتعاش “داعش”.. هذه أسرار قرار ترامب!

20 ديسمبر 2018
تركيا “ستدفن الأكراد” ومخاوف من انتعاش “داعش”.. هذه أسرار قرار ترامب!

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/general.php on line 742

أثار الاعلان الاميركي عن الانسحاب من سوريا موجة عارمة من ردود الفعل.
وفاجأ القرار نواباً أميركيين وحلفاء لواشنطن، إذ يشكل تراجعاً عن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وفق “رويترز”، لكن بالنسبة لتركيا شريك الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، فستكون هذه الأنباء محل ترحيب على الأرجح، اذ أنّ العلاقات بين البلدين متدهورة بسبب خلافاتهما بشأن سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية السورية في محاربة تنظيم داعش بينما تعتبر تركيا الوحدات جماعة إرهابية وامتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور.

تركيا: سندفن الأكراد في خنادقهم
أعلنت تركيا اليوم الخميس أن المسلحين الأكراد شرقي نهر الفرات في سوريا“سيدفنون في خنادقهم في الوقت المناسب”.
ونقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله خلال زيارة إلى القاعدة العسكرية القطرية التركية المشتركة في الدوحة “أمامنا الآن منبج وشرقي الفرات. نعمل بشكل مكثف على هذه المسألة”.

وأضاف “يقال الآن إن بعض الخنادق والأنفاق حُفرت في منبج وإلى الشرق من الفرات. يمكنهم حفر أنفاق أو خنادق إذا أرادوا، يمكنهم الدخول إلى باطن الأرض إذا شاءوا، عندما يكون الوقت والمكان مناسبين سيدفنون في الخنادق التيحفروها. يجب ألا يشك أحد في هذا”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال هذا الأسبوع إن تركيا قد تبدأ عملية عسكرية جديدة في سوريا في أي لحظة، مشيرا إلى تأييد ترامب لهذه الخطوة رغم إصدار وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون تحذيراً صارماً لأنقرة.

هذا وكانت تركيا تدخلت بالفعل خلال العامين الماضيين لطرد وحدات حماية الشعب ومقاتلي داعش من منطقة تقع غربي الفرات. ولم تستهدف بعد أي منطقة شرقي النهر لأسباب من بينها تفادي المواجهة المباشرة مع القوات الأميركية.

هذه أسرار قرار ترامب المفاجئ!
أعلن مسؤول في الإدارة الأميركية أن القادة العسكريين الاميركيين بالمنطقة والمسؤولين عن العمليات ضد “داعش”، أبلغوا بقرار الانسحاب من سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية فقط.
ونقلت CNN عن المسؤول الذي لم تكشف عن هويته: “يعمل القادة العسكريون في الوقت الحالي على مراجعة الخطط الضرورية لأوامر الانسحاب السريع التيأبلغوا بها”.
ولفت المسؤول إلى أن “هذه الخطط من المفترض أن تكون جاهزة نهاية الشهر الجاري”.
وكشف أن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من سوريا قد يستغرق أربعة أشهر، وذلك لأسباب تتعلق بضرورة “التركيز على حماية القوات المتبقية على الأرض عند الانسحاب”.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا وايت، قالت عقب إعلان قرار الانسحاب: “لقد بدأنا عملية إعادة القوات الأميركية إلى الوطن من سوريا، ونحن ننتقل إلى المرحلة التالية من حملتنا”، مشددة على أن التحالف “حرر الأراضي التي يسيطر عليها داعش، لكن الحملة ضده لم تنته بعد”.

فرنسا وبريطانيا تعارضان ترامب
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أمس الأربعاء أنّ “السبب الوحيد لبقاء قوات بلاده في سوريا خلال فترة رئاسته يكمن في ضرورة هزيمة “داعش”، معتبراً أنّ هذا الهدف قد تم تحقيقه.
الا أنّ لندن أكدّت أن تنظيم داعش لم يُهزم بعد في سوريا.
واعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن “التحالف الدولي ضد داعش أحرز تقدماً كبيراً، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل ويجب ألا نغفل عن التهديد الذي يشكله. حتى من دون أرض، لا يزال داعش يشكل تهديداً”.

بدورها،اعتبرت فرنسا أن متشددي داعش ضعفت شوكتهم لكن لم يتم محوهم من على الخريطة في سوريا ولا بدّ أن تستمر المعركة لإلحاق هزيمة حاسمة بهم في جيوبهم المتبقية.

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي اليوم الخميس ردّاً على ترامب: “هزيمة التنظيم داعش باتت أكثر ضعفاً من ذي قبل”، مشددة على “ضرورة مواجهة الجيوب الأخيرة لهذه المنظمة الإرهابية وهزمها هزيمة عسكرية حاسمة”.

الأكراد يحذّرون من انتعاش “داعش”
حذرت قوات سوريا الديموقراطية، التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، اليوم الخميس من أن قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريايعطي تنظيم داعش “زخماً.. للانتعاش مجدداً” وشن هجمات معاكسة، بعد طرده من مساحات واسعة في البلاد.

وأفادت قيادة هذه القوات في بيان بأن القرار “سيؤثر سلباً على حملة مكافحة الإرهاب وسيعطي للإرهاب وداعميه ومؤيديه زخماً سياسياً وميدانياً وعسكرياً للانتعاش مجدداً والقيام بحملة إرهابية معاكسة في المنطقة” مؤكدة بأن “معركة مكافحة الإرهاب لم تنته بعد” .

موسكو متفائلة.. وتل أبيب حذرة!
لقي القرار الأميركي صدى ايجابياً في أروقة السياسة الروسية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ القرار يفتح آفاقا للتسوية السياسية، معربة عن  قناعة موسكو بأنّ القرار الأميركي سيؤثر إيجاباً على تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وإيجاباً أيضاً على الوضع في منطقة التنف.
وأمّا في “اسرائيل”، فيبدو أنّ الحذر سيد الموقف، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو  أن تل أبيب، التي أبلغتها واشنطن مسبقاً بقرار الانسحاب،  ستدرس تداعيات القرار ، لكنها “تعرف كيف تدافع عن نفسها” ضدّ تهديدات محتملة.
يشار الى أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن قرار ترامب الانسحاب الكامل من سوريا، من المتوقع تنفيذه خلال الأشهر  القليلة المقبلة.