السويداء: توحّدٌ بـ”شريان الكرامة”.. وعصابات “الجوية” تتكشف

27 ديسمبر 2018آخر تحديث :
السويداء: توحّدٌ بـ”شريان الكرامة”.. وعصابات “الجوية” تتكشف

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/general.php on line 742

توحد 14 فصيلاً عسكرياً في السويداء، ضمن تشكيل واحد، لم يعلن عن اسمه بعد، خلال اجتماع في بلدة المزرعة أمام منزل مؤسس “حركة رجال الكرامة” الشيخ وحيد البلعوس. وأعلنت الفصائل المتوحدة أن من أهم أهدافها “منع أجهزة النظام من تنفيذ الاعتقالات داخل المحافظة” بحق المطلوبين للخدمة العسكرية.

ولم تتجاوز أعداد الملتحقين بقوات النظام، من السويداء، منذ “العفو الرئاسي” وحتى اليوم، 1800 من أصل عشرات الآلاف، تزامناً مع ورود قوائم جديدة تضم اسماء أكثر من 2000 شخص مطلوب للخدمة الاحتياطية.

وجاء الاجتماع بعد توارد أنباء عن نية النظام نصب حواجز في السويداء، وتنفيذ حملة اعتقالات بحق المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وفق ما أكده مصدر من تشكيلات فصائل “الكرامة” لـ”المدن”. وأوضح المصدر “أنهم قرروا من خلال الاجتماع القيام بخطوة استباقية لتحذير النظام من أي استفزاز”، و”لفت أنظار المجتمع الدولي إلى أن قضية الخدمة الإلزامية لأبناء السويداء مرفوضة، وأي محاولة من النظام لسوق الشبان للخدمة في قواته، ستؤدي لصدامات مسلحة”.

ويبلغ عدد عناصر الفصائل المحلية المتوحدة قرابة 250 عنصراً، مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وبعض أنواع مضادات الدروع ومدافع الهاون. وأغلب هذه الفصائل منشقة عن “حركة رجال الكرامة”، ومن أبرزها “قوات الفهد” و”قوات شيخ الكرامة” و”سرايا الكرامة”، ويتركز انتشارها في مدن شهبا وصلخد والسويداء، وبلدات قنوات وعتيل ومفعلة والمزرعة والمجدل وغيها. ويتمتع بعض قادتها بنفوذ اجتماعي في مناطق تواجدهم، لكن الحاضنة الشعبية لهذه الفصائل محدودة. وتطال بعض أفراد هذه الفصائل، اتهامات بالمسؤولية عن حوادث الخطف.

“حركة رجال الكرامة” بزعامة الشيخ يحيى الحجار، التي تعتبر أكبر فصائل السويداء ويبلغ عدد أفرادها قرابة 800 عنصر، لا تزال غائبة عن التطورات الأخيرة في المحافظة. وأكدت مصادر “المدن” أن “الحركة” تحاول التوصل لاتفاق مع مسؤولي النظام من خلال مباحثات سرية بتنسيق مع مشيخة العقل، يضمن عدم اعتراض النظام لعناصرها، وحصولهم على امتيازات خاصة، مقابل كف يدها عن حماية المطلوبين للخدمة العسكرية، وتبني خطاب أقرب للنظام من “الحياد الإيجابي” الذي كانت تقول إنه أبرز ثوابتها. وأشارت المصادر أن “الحركة” تعمل في الآونة الأخيرة على التنظيم الداخلي لعناصرها، عبر جمع بياناتهم ضمن سجلات خاصة.

أهداف اجتماع المزرعة تلاها الشيخ مروان المعاز، القيادي السابق في “حركة رجال الكرامة”، والمفصول منها في العام الماضي على خلفية تبنيه لقضية الناشط المعارض جبران مراد، الذي اعتقلته أجهزة المخابرات وأفرجت عنه لاحقاً. وعرّف المعاز عن المجتمعين، بأنهم “مجموعات وبيارق وشرفاء السويداء؛ أسلحتهم من مالهم الخاص، ويسيرون على نهج الشيخ وحيد البلعوس”، مضيفاً أن التطورات الأخيرة في المحافظة، والمخططات التي ستنفذها بعض فروع الأمن بنشر حواجز داخل المحافظة، ومداهمة المنازل لاعتقال المطلوبين، دفعتهم لـ”التوحد في شريان واحد”، و”الإجماع في ما بينهم على الدفاع عن كرامة أهالي محافظة السويداء بمختلف طوائفهم”، مندداً بوصف النظام لهم بـ”الإرهاب والتعصب الطائفي”. وأكد المعاز رفضهم “المساومة على سلاحهم الذي يحفظ أمنهم”، ونيتهم التصدي بالقوة لأي اعتقالات، خصوصاً التي تهدف لزج أبناء السويداء في “المحرقة الطائفية”. واعتبر أن وجود بعض الأخطاء ليس مبرراً للنظام لدخول المحافظة.

ليث البلعوس، الأبن الأوسط للشيخ وحيد البلعوس، ذكّر في الاجتماع بمقولة والده “أي اعتداء على أهالي السويداء سيكون المسمار الأخير في نعش النظام”، وأكد أنها ستكون “ثورة حتى النصر” في حال تطلب الأمر. فيما أكد قيادي أخر أن “من يريد الخدمة في جيش النظام من تلقاء نفسه له حرية الأمر”، معتبراً أن “تمثيليات النظام لن تمر علينا هذه المرة، وأي اغتيالات قد تطال أفراداً من التشكيلات سيكون الغريم الوحيد لنا فرع المخابرات العسكرية”، لافتاً إلى وجود خطط منظمة لديهم للرد على أي اعتداء من النظام.

بعد نهاية الاجتماع أمام منزل الشيخ وحيد البلعوس، انتقلت الفصائل باتجاه النصب التذكاري لشهداء معركة المزرعة، في موكب مؤلف من عشرات سيارات الدفع الرباعي، ثم تجول اعضاؤها في بلدات المجدل وسليم وعتيل وقنوات ومدينة السويداء، رافعين رايات الطائفة الدرزية، وأطلقوا مئات العيارات النارية خلال تنقلهم، تزامناً مع ورود تهديدات بتصفية قائد “قوات الفهد” سليم حميد، بعد وصول الموكب إلى بلدة قنوات.

شبكات إعلامية موالية للنظام حاولت تشويه أهداف الاجتماع، ونشرت أخباراً كاذبة من بينها أن مناصري البلعوس يتجمعون في بلدة المزرعة للهجوم على عائلة الغجري، لتحرير أحد المتورطين بعمليات الخطف احتجزته “الغجري” قبل أيام. ودفع ذلك بعشرات المسلحين من آل الغجري للاستنفار، لساعات قرب مفرق كناكر. كما زعمت الشبكات الموالية أن فصائل “الكرامة” ستتصدى لوفد من دروز جبل الشيخ عند وصوله إلى السويداء للبحث عن مأمون النبواني، الذي فُقِدَ في ظروف غامضة أثناء قدومه إلى السويداء، واعتقدت عائلته أنه تعرض للخطف. وتبين لاحقاً أن حاجز “المخابرات العسكرية” في المسمية، قام باعتقال النبواني برفقة شخص من السويداء كان يحاول تهريبه إلى لبنان. الشائعات دفعت “قوات الفهد” لإصدار بيان رسمي أعلنت فيه تضامنها مع عائلة الغجري، ودروز جبل الشيخ، في أي قرارات يتخذونها لمكافحة العصابات، وحذرت من الانسياق وراء أخبار كاذبة تهدف لتفرقة أبناء المحافظة بعد توحد الفصائل.

وتتصدر حوادث الخطف المشهد الأمني في السويداء، وهي الثغرة التي يحاول النظام من خلالها كسب تأييد اجتماعي للدخول إلى المحافظة، و”مكافحة العصابات فيها”، في ظل تحركات “خجولة” من فصائل السويداء ضد العصابات.

ويتزامن ذلك مع بدء تكشف شبكات وعصابات تابعة للنظام، تمتهن الخطف. فقد هرب قائد أبرز مجموعات “المخابرات الجوية” في السويداء ص.ع، إلى لبنان، مطلع الأسبوع، وبحوزته أكثر من 40 مليون ليرة سورية تعود لقادة مليشيات موالية للنظام ومتعهدي عقارات ورجال أعمال وشبان مطلوبين للنظام.

وتربط ص.ع علاقات متينة بالنظام سمحت له تشكيل مجموعة مسلحة تابعة لـ”المخابرات الجوية” في السويداء، بعد عام من انطلاق الثورة، واستقطب حوالي 200 شاب مقابل وعود لهم باحتساب فترة تواجدهم ضمن المجموعة من خدمتهم الإلزامية، ومنحهم بطاقات أمنية وأسلحة فردية، ورواتب شهرية قدرها 20 ألف ليرة للراغبين بالبقاء ضمن المحافظة، و50 ألف ليرة للمهمات العسكرية ضمن درعا والقنيطرة. وشاركت مجموعته في قمع مظاهرات سلمية داخل السويداء، واعتقلت ناشطين معارضين للنظام.

وقُتل قرابة 35 عنصراً من مجموعة ص.ع في السنوات الماضية، خلال مواجهات مع فصائل المعارضة، ولم يحصل ذووهم على أي تعويضات من النظام باعتبارهم متعاقدين مدنيين. ولم تُحتسب مدة تواجد بقية عناصر المجموعة من الخدمة الإلزامية.

وكان ص.ع يدير عمليات تهريب واسعة بين درعا والبادية السورية عبر السويداء، بين العاميين 2014 و2017، بما فيها تهريب الأسلحة إلى مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” سابقاً، ونقل “النفط الداعشي” إلى درعا والسويداء، إضافة الى نشر حواجز مؤقتة فرضت الآتاوة على المهربين الذين لا يتبعون لمجموعته. كما كان مسؤولاً عن اختطاف مدنيين من عشائر المحافظة، وإطلاق سراحهم مقابل مبالغ مالية.

“الجوية” انتجت شخصيات مشابهة، من ضمنهم العقيد م.ب، الذي كان مسؤولاً عن تسهيل أعمال عصابة خطف في مدينة شهبا، في العام 2016، وتوفير غطاء أمني لأفرادها، واستدراج مواطنين من خارج السويداء وخطفهم أو سلب سياراتهم. ف.س، الذي كان تابعاً لمجموعة ص.ع، أيضاً كان قد شكل مجموعة مسلحة تحمل اسم “جيش الموحدين الدروز” وظهر ملثماً في مقطع فيديو على طريقة “التنظيمات الإرهابية” برفقة مجموعة مسلحين، أعلن فيه “النية للتصدي لأي اعتداء على محافظة السويداء”. وتبين أن ف.س هو المسؤول عن الهجوم على حي المقوس، الذي تقطنه عشائر البدو في السويداء، قبل يومين، وإطلاق النار بشكل عشوائي على المسجد ومنازل المدنيين، في محاولة لإثارة فتنة طائفية. ويتهم الأهالي ف.س بالمسؤولية عن عشرات عمليات الخطف في الآونة الأخيرة.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.