ترامب يبحث تسليم الاوروبيين المنطقة العازلة في سوريا

16 فبراير 2019
أردوغان: ترامب سيعلن النصر على داعش (Getty)
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن قمة سوتشي، التي عقدت الخميس، كانت “فعالة جدًا ومفيدة للغاية”.
وأضاف في حوار مع قناتين تركيتين ليل الجمعة، أن الجولة الخامسة لقمة سوتشي ستعقد في تركيا. وقال إن القمة بحثت الوضع في مناطق غرب الفرات، وضمنها إدلب ومنبج وجرابلس والباب.
وتطرف الرئيس التركي إلى التصريح المرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول سوريا قائلاً: “من المؤكد أنه سيقول انتصرنا على داعش، أي أنه قد يكون إعلاناً للنصر”. واعتبر أن “إدارة ترامب، غير قادرة على إيجاد وجهة نظر موحدة داخلها حول الانسحاب من سوريا”.
وفي السياق، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن ترامب سيطلب من قادة الدول الأوروبية إرسال قوة عسكرية لأجل إنشاء منطقة عازلة شمالي سوريا. وأوضح أن ترامب سيبحث مع القادة الأوروبيين هذا المقترح، خلال زيارة رسمية سيقوم بها إلى أوروبا لاحقاً.
وأضاف خلال كلمة ألقاها في منتدى ميونخ للأمن، أنه في حالة موافقة الدول الأوروبية على هذا المقترح، سيُبقي ترامب على عدد من الجنود الأميركيين في سوريا للغرض نفسه. وأضاف أن هذا المقترح يأتي في إطار “استراتيجية ما بعد داعش” في سوريا.
من جهة ثانية، أوضح أردوغان أنه “بدأ يتكون انطباع في تركيا حول صورة النظام الذي سيتم تشكيله في سوريا” في المستقبل. وشدد على أن تركيا ستقوم بكل ما يلزم من أجل حماية أمنها القومي.
وقال إن تركيا أقامت العديد من مشاريع البنية التحتية والمدارس والمستشفيات في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون (شمالي سوريا)، وكلفت تلك المشاريع حوالي 35 مليار دولار. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لم يفِ بوعوده في ما يتعلق بالمساعدات للسوريين، حيث وعد بـ 3+3 مليار يورو، لم يقدم منها حتى الآن سوى مليار و750 مليون يورو.
وعن قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، قال أردوغان إن “الاستخبارات الأميركية لم تضع ثقلها بعد، ويتعين على الولايات المتحدة القيام بذلك”. وأشار إلى أن تركيا تنتظر الكثير من واشنطن بهذا الخصوص. وأضاف أنه “على الولايات المتحدة وضع كامل ثقلها بهذه القضية”.
واستغرب الرئيس التركي تجاهل قتل رجل فكر مثل خاشقجي، بسبب العلاقات الثنائية مع السعودية. وتابع: “اليوم ظهرت أمور جديدة من قبيل حرقه في التنور.. هذا شيء لا يمكن تحمّله”.
وأفاد بأن الجانب الأميركي يقول من جهة إنه يمثل الديمقراطية والعدالة في العالم، “أيّ عدالة وأيّ ديمقراطية هذه”. وقال إن الجانب السعودي أيضاً يبدي انزعاجه، “لنكن صادقين وصريحين.. هل يمكن لمسلمٍ أن يفعل مثل هذا الأمر لمواطنه المسلم، أو حتى غير المسلم؟”.
ولفت أردوغان إلى أن الجانب التركي لم يسلّم جميع الوثائق والمعلومات التي حصل عليها في إطار التحقيقات في جريمة قتل خاشقجي. وبيّن أن تركيا أسمعت الأطراف التي جاءت إليها ما دار خلال الجريمة، حيث أن البعض استنتج بعض الأمور والبعض الآخر ما زال ينتظر استنتاجات تركيا.
وقال إن الجانب السعودي لم يعلن حتى الآن عن نتائج المحاكمات، ويكتفي بالقول “نحاكم وسنحاكم”. وتابع: “ما دمتم تحاكمون فأعلنوا عن العقوبات، وليرتاح الجميع، ولكن حتى الآن لا يوجد شيء من هذا، فاستفساراتنا واضحة؛ أين جثة خاشقجي؟ ومن المتعاون المحلي؟ ومن أعطى التعليمات؟ فهل من الممكن أن هؤلاء الـ15 لا يعلمون الجواب؟”.
وأكد أردوغان أن تركيا “ملتزمة بنقل القضية إلى المحكمة الدولية”. وأشار إلى أنه سيتم تسليم معلومات التسلسل الزمني للحادثة والتسجيلات الصوتية، وأنهم أعطوا قِسمًا منها لمن طلبوا ذلك، وأسمعوها للجانب السعودي.