غزة والضفة: التحدي..لقرار نتنياهو التفجير قبل الانتخابات

9 مارس 2019
اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في غزة والضفة (Getty)
اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في غزة والضفة (Getty)
استشهد شاب فلسطيني وأصيب 26 متظاهراً، الجمعة، برصاص الجيش الإسرائيلي وقنابل الغاز، خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرة “العودة” الأسبوعية، قرب السياج الحدودي الفاصل على حدود قطاع غزة.
واستنكرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة “تعمد استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي للطواقم الطبية خلال عملها شرق قطاع غزة”. ودعت “المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته الكاملة في حماية الطواقم الطبية، وتمكينها من القيام بواجبها الإنساني”.
وتوافد مئات المتظاهرين نحو الحدود الشرقية للقطاع عصر الجمعة، حاملين الأعلام الفلسطينية. وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار على الجمعة الـ50 للتظاهرات السلمية اسم ” المرأة الفلسطينية” بمناسبة يوم المرأة العالمي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال فلسطينيين اثنين، بدعوى اجتيازهما السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، بالتزامن مع انطلاق مسيرات “العودة وكسر الحصار”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن “قوات من الجيش اعتقلت فلسطينيين مشتبه فيهما اجتازا السياج الأمني شمال غزة وتسللا إلى داخل إسرائيل”.
وفي الضفة الغربية أصيب سبعة فلسطينيين بجراح الجمعة، والعشرات بحالات اختناق خلال مواجهات متفرقة مع الجيش الإسرائيلي.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن خمسة مواطنين أصيبوا بالرصاص المطاطي أحدهم في الرأس، خلال المواجهات الدائرة في بلدة بيت سيرا غربي رام الله. وأوضحت أن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، تمت معالجتهم ميدانياً.
وفرق الجيش الإسرائيلي مسيرة خرجت من وسط بلدة بيت سيرا، مطالبة بتسليم جثماني فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي الإثنين، قرب بلدة كفر نعمة، بدعوى تنفيذ عملية دهس أسفرت عن إصابة جنديين بجراح.
وفي بلدة كفر قدوم غربي نابلس، أصيب فلسطينيان بجراح والعشرات بحالات اختناق، خلال تفريق الجيش الإسرائيلي مسيرة أسبوعية منددة بالاستيطان والجدار الفاصل.
وفي القدس، شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وسط  تواجد مشدد لقوات الاحتلال التي دفعت بتعزيزات عسكرية وشُرطية واسعة إلى مدينة القدس، خاصة وسطها ومحيط بلدتها القديمة لمواجهة “جمعة كسر المنع” من دخول المسجد الأقصى التي دعا إليها المقدسيون.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن أكثر من 40 ألف فلسطيني تمكنوا من أداء صلاة الجمعة داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك. فيما قام المئات، بأداء صلاة الجمعة، عند باب الأسباط لتأكيدِ رفضِهم قراراتِ الاحتلال بحق القيادات الدينية والسياسية وحراس الأقصى.
وفي السياق، تشير توقعات إسرائيلية إلى تصعيد أمني في أربعة مواقع في الساحة الفلسطينية: القدس، الضفة الغربية، السجون وقطاع غزة.
وقال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل الجمعة، إنه “من محادثات مع عدد من رجال الأمن، نشأ الانطباع بأن اعتبارات سياسية لفترة الانتخابات تشجع المستوى السياسي على القيام بخطوات ذات رسالة سياسية للناخبين الإسرائيليين”.
وأضاف أن “تراكم هذه الخطوات يصعد خطر الانفجار بشكل كبير، لكن القدرة على إقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن يلين تتضاءل فيما الاهتمام يتركز على الانتخابات والتحقيقات”. وتابع أنه “عندما يرى قادة الأذرع الأمنية رئيس الحكومة متفلتاً بشكل شخصي بكبار المدعين العامين، بعد نشر لائحة الشبهات ضده، فعلى الأرجح أن لا تدب بهم الشجاعة كي يصروا على مواقفهم المهنية”.
من جهته، لفت محلل الشؤون الأمنية في صحيفة “معاريف” يوسي ميلمان إلى أنه “فيما ما زالت قابلية اشتعال الوضع في غزة على حالها، فإنها ارتفعت في الضفة مؤخراً. وحدث هذا بسبب قرار الحكومة تقليص قرابة نصف مليار شيكل من تحويلات الأموال إلى السلطة الفلسطينية”.
وأضاف ميلمان في مقال ترجمه موقع “عرب 48″، أنه “ينبغي القول بوضوح إن هذا المال ليس لإسرائيل… وإسرائيل حوّلته إلى السلطة طوال ربع قرن، حتى المصادقة على هذا القانون قبل الانتخابات خلافاً لموقف جهاز الأمن”.
وتابع أن “هذه الخطوات كلها تمس وستمس بمستوى الحياة في غزة والضفة. وسيشعر موظفو السلطة ابتداء من الشهر الحالي بهذا المس في جيوبهم. كما أن محفزات أجهزة الأمن، التي تواصل التعاون مع الشاباك والجيش الإسرائيلي وتعمل من أجل إحباط عمليات، قد تتراجع”.
وحذر من أن حكومة إسرائيل تلحق بأفعالها هذه ضرراً بمصلحتها. وبغياب رغبة في دفع مفاوضات ومنح أفق سياسي للفلسطينيين، يتحدث الإسرائيليون عن المصلحة في السماح لهم بالعيش حياة عادية برفاهية نسبية. ووفقا لميلمان، فإن “حكومة نتنياهو معنية بشق الشعب الفلسطيني إلى كيانين والحفاظ على الانقسام بين حماس في غزة والسلطة في الضفة”.