الجزائر تكسب رهان الشارع..وتفكك الجماعة الحاكمة

9 مارس 2019
خرج مئات الآلاف من الجزائريين في تظاهرات حاشدة، الجمعة، رغم انتشار وحدات ضخمة من شرطة مكافحة الشغب، مما يمثل أكبر تحد لحكمه المستمر منذ عشرين عاما.
وعلى غير المعتاد لم يدع أحد أكثر الأئمة شعبية للرئيس في خطبة الجمعة كما جرت العادة وقصر الدعاء على ما فيه الخير للجزائر وشعبها، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز”.

وقالت قناة الشروق التلفزيونية الخاصة، إن عدداً من نواب حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر استقالوا من عضوية الحزب للانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وأوقفت السلطات الجزائرية خدمات القطارات والمترو في العاصمة من دون تبرير، قبل احتشاد الجزائريين مجددا في العاصمة ومدن عديدة لمطالبة بوتفليقة بالتنحي.

ويعالج بوتفليقة بمستشفى في جنيف، ونادرا ما ظهر في أي مناسبة علنية منذ إصابته بجلطة دماغية في العام 2013 لكنه قال، الخميس، إن الاضطرابات التي دخلت أسبوعها الثالث قد تزعزع استقرار البلاد.

واحتجزت الشرطة السويسرية مرشح المعارضة الجزائرية رشيد نكاز بسبب دخوله المستشفى التي يعالج فيها بوتفليقة. وسافر نكاز إلى هناك للمطالبة برؤية بوتفليقة بنفسه ليرى إن كان مؤهلا صحيا للرئاسة.

وقال للصحافيين قبل دخول المستشفى إن هناك أربعين مليون جزائري يريدون معرفة مكان الرئيس.

وهذه هي أكبر تظاهرات منذ انتفاضات الربيع العربي في 2011 وتمثل أكبر تحد للرئيس الذي يخوض الانتخابات في 18 أبريل/نيسان سعيا للفوز بولاية خامسة.

ويطالب الجزائريون بتنحي بوتفليقة إذ ضاقوا ذرعا بهيمنة قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962، لكن على الرغم من اعتلال صحته فإنه قدم أوراق ترشحه.

وعرض الرئيس الجزائري تقليص مدة رئاسته بعد الانتخابات، وحتى تغيير النظام الذي يدير البلاد، لكن مواطنين ينتمون لفئات مختلفة من المجتمع بينهم طلاب وأسر شابة ما زالوا في الشوارع.

وعبر حلفاء قدامى للرئيس من بينهم أعضاء في الحزب الحاكم عن دعمهم للاحتجاجات، مما سلط الضوء على انقسامات داخل النخبة الحاكمة التي كانت تعتبر من قبل تكتلاً منيعاً.

وتحمل كبار السن من الجزائريين الذين لديهم ذكريات مؤلمة عن فترة الحرب الأهلية في التسعينيات، التضييق على المعارضة مقابل الاستقرار وتجنب بوتفليقة الانتفاضات التي أطاحت بزعماء عرب آخرين في 2011، بما قد يعود جزئيا لوجود ما يكفي من الاحتياطات الأجنبية لدعم الإنفاق الحكومي.

ووجه حزب مغمور دعوة للجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم “مسيرة العشرين مليون”. وحمل المحتجون لافتات كتب عليها “بوتفليقة.. إرحل”، في حين ردد آخرون هتافات بأن الجزائر جمهورية وليست ملكية وبأن الانتخابات يجب ألا تجرى قبل إسقاط ما وصفوها بالعصابات.