“بدنا نعيش”:حراك غزّة تهدده “فتح” وحماس”

17 مارس 2019آخر تحديث :
“بدنا نعيش”:حراك غزّة تهدده “فتح” وحماس”

[author title=”أدهم مناصرة” image=”http://”][/author]

يتواصل حراك “بدنا نعيش” في قطاع غزة، الأحد، لليوم الرابع على التوالي، للتعبير عن الإحتجاج ضد الأوضاع المعيشية والإقتصادية المتردية، وسط مطالبات من مؤسسات حقوقية وفصائلية لـ”حماس” بوقف قمع أجهزتها الأمنية للمتظاهرين السلميين.

وعلى خلفية حراك “بدنا نعيش”، اعتقلت الأجهزة الامنية التي تديرها حركة “حماس”، مدير عام تلفزيون فلسطين في غزة رأفت القدرة من منزله مساء السبت، حسب ما ذكر التلفزيون ومقربون من القدرة.

وأكدت الفصائل التي تتبع “منظمة التحرير” رفضها المطلق لكل أشكال القمع والتعدي على الحريات والحقوق سواء بالملاحقة أو الاعتقال أو التخوين، داعية “حماس” والمسؤولين في غزة إلى سحب الأجهزة الأمنية والمسلحين من الشوارع، وإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية الحراك الاجتماعي الأخير.

ودعا الحراك الشبابي السلمي “بدنا نعيش” إلى الإستمرار في النزول إلى الشوارع والمشاركة في المسيرات السلمية، لتحقيق المطالب المشروعة بالعيش الكريم والحرية، فيما أبقت أجهزة الأمن في غزة على قبضتها الحديدية في التعامل مع التجمعات الشبابية.

وصعّد الحراك وقمع أمن حماس للمتظاهرين، جو المناكفة بين “فتح” و”حماس” بالترافق مع دخول السلطة في رام الله على خط الدفاع عن الحراك، وإعلانها عن اتصالات تُجريها مع العديد من الأطراف للضغط على “حماس” بغية وقف القمع، حسبما قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.

وتحدثت “المدن” مع جهات محايدة وحتى ممن هم في حركة “الجهاد الإسلامي”، إذ أكدوا أن مَن خرج في هذا الحراك هم مجموعة من الشباب العاطل عن العمل والبائس، حيث يعاني ظروفاً اقتصادية صعبة من دون أن يكون هناك أي تبعية لجهة سياسية ما.

ولذلك، فإن احتكار السوق والجابية التي تفرضها “حماس” وعدم ضبط أسعار السلع ليست الأساس في الإحتجاج؛ بل عدم وجود عمل ومال لدى المحتجين لشرائها. لكن هذه المصادر تشدد على أن المعضلة كانت بعدما دخلت السلطة وحركة “فتح” على خط الدفاع عن الحراك وتخصيص موجات مفتوحة على شاشة تلفزيون فلسطين الرسمي، ومروراً بصفحات “ممولة” على “الفايسبوك” لنشر فيديوهات ذات صلة، للحديث عن اعمال القمع التي تنفذها أجهزة “حماس”. وتقول المصادر إن هذا الدفاع من “فتح” والسلطة عن المتظاهرين شكل خطراً على قوة الحراك الإجتماعي “النوعي” وهدده بالإفساد.

والحق أن هذا ما تريده “حماس” نفسها، فقد بدأت باستغلال هذا الأمر لتقول إن “فتح” وقادة أجهزة أمنية في رام الله يدعمون ويديرون هذا الحراك.

وحاولت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تدق أسفينا بين الفلسطينيين، وتظهر الحراك وكأنه “فتحاوي” ضد حكم “حماس” في غزة، وذلك عبر عنوان رئيسي على الموقع الإلكتروني للإذاعة الإسرائيلية الرسمية “مكان”، وهو “غزة: حماس تعتقل عشرات المتظاهرين من حركة فتح”، فيما تراقب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مآلات هذه التظاهرات في غزة، لكنها تعتبر أن “حماس” لا تزال تتعامل معها بقبضة حديدية.

ولعل حركة “حماس” اتخذت خطوتين رئيسيتين في التعامل مع الحراك وتعزيز سيطرتها على الأمر: الأول، عبر الترويج في الإعلام بأن السلطة و”فتح” تدعمان الحراك. وأما الخطوة الثانية، فقد أطلقت “حماس” المحسوبين عليها للنزول إلى الشارع ورفع رايات ولافتات تحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية الحصار على غزة، من قبيل “ارحل يا عباس”، وذلك في المفترقات نفسها التي خرج فيها متظاهرو الحراك.

في المقابل، حاولت صحف إسرائيلية أن تربط بين إطلاق الصاروخين على تل أبيب، الخميس، وبين انطلاق الحراك الإجتماعي الغاضب ضد الأوضاع الإقتصادية الصعبة في غزة. وكأنها تريد أن تقول إنها لا تصدق أن اطلاق الصاروخين كان بالخطأ وإنما في سياق محاولة من “حماس” لتفريغ الضغط الشعبي على الأوضاع في وجه إسرائيل.

وفي السياق نشرت القناة “12” الإسرائيلية، صوراً جوية لحجم الدمار في غزة بعد القصف، بالتوازي مع صور لقمع “حماس” للمتظاهرين في غزة.

ويبدو أن دخول السلطة وفتح على خط “المناكفة الإعلامية” في موضوع حراك غزة قد بدأ بالتسبب بأذى له، بالرغم من أن الجبهة الشعبية والتي تنتقد السلطة في عديد من الإجراءات والخطوات، تتصدر بيانات الفصائل في انتقاد سلوك “حماس” تجاه المتظاهرين وفي دعم الحراك، هذا إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني والحقوقية الأخرى.

من ناحية ثانية، ظهرت طريقة تعاطي “حماس” مع الحراك السلمي في غزة بأنها مبالغ بها وغير منطقية، حتى أن تساؤلات برزت حول سبب إقحام كتائب “القسام” في هذا الموضوع، ذلك أن الكتائب نظمت عرضاً عسكرياً في غزة بالتزامن مع الحراك في خطوة سياسية واضحة الاهداف .

المدن

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.