وانتهى مخيم الباغوز!

20 مارس 2019
وانتهى مخيم الباغوز!

سيطرت “قوات سوريا الديموقراطية” على مخيم الباغوز الذي كان يتحصن فيه مقاتلو”الدولة الإسلامية” من رافضي الاستسلام، في جيبهم الأخير شرقي نهر الفرات. واتسمت المعارك الأخيرة بالشراسة، مع اتباع “التحالف الدولي” سياسة الأرض المحروقة، وسط جولات صعبة من التفاوض مع مقاتلي “داعش”.

وأعلنت “قسد”، ظهر الثلاثاء، في بيان رسمي سيطرتها على المخيم، واستسلام 157 عنصراً من مقاتلي “داعش”، وإجلاء مئات الجرحى منه أثناء تمشيطه. ولا يعني ذلك الانتصار الكامل على “داعش” شرقي الفرات، فعشرات من عناصره تراجعوا إلى سرير نهر الفرات، وتحصنوا هناك رافضين الاستسلام.

المحلل السياسي نورس العرفي أكد لـ”المدن” أن “التحالف الدولي”، نفّذ 43 غارة جوية، الثلاثاء، على منطقة مساحتها أقل من كيلومتر مربع واحد، بالإضافة للقصف المدفعي والصاروخي الذي لم يهدأ. وعلى الرغم من وجود شبكة أنفاق سبق وحفرها مقاتلو التنظيم للاحتماء من الغارات وتأمين سهولة التنقل، إلا أن كشف مخططاته من قبل بعض العناصر المستسلمين، دفعت “التحالف الدولي” لاستهدافها بشكل مركّز، بالصواريخ الارتجاجية، ليتمكن من هدمها.

واستمرت معركة مخيم الباغوز، 30 يوماً منذ إعلان إطلاقها في 9 شباط 2019. وكان “التحالف الدولي” قد فتح ممراً آمناً من المخيم، ليخرج منه عشرات آلاف المدنيين، والمئات من عناصر التنظيم. وتخلل تلك المدة قصف مكثف من “التحالف الدولي” وهجمات متعددة من “قسد”، ومقاومة من “الدواعش” معتمدين على السيارات الملغمة والانغماسيين وتلغيم محيط المخيم وإغراق الأراضي الزراعية المحيطة به بالمياه لمنع تحرك الآليات الثقيلة. كما جرت أكثر من جولة تفاوض لإقناع المتبقين من عناصر التنظيم المتشددين بالاستسلام.

ويُقال إن “داعش” قد تمكن من نقل المُعتقلين المهمين لديه وسبائك الذهب، عبر شبكة أنفاقه من مدينة هجين إلى صحراء الأنبار. وبعد استسلام قادة بارزين في التنظيم، واعترافهم أثناء التحقيق معهم، حصل “التحالف” على صناديق مجهولة المحتوى، من مناطق متفرقة شرقي الفرات ونقلها بالمروحيات إلى قاعدة الشدادي. وتضاربت الأنباء عما بداخلها، إن كان ذهباً أو مالاً أو أسلحة.