“تحرير الشام” تنافس”الفيلق” لمرافقة الدوريات التركية

20 مارس 2019آخر تحديث :
“تحرير الشام” تنافس”الفيلق” لمرافقة الدوريات التركية

تواصل دوريات الجيش التركي توسعها في المنطقة العازلة في محيط إدلب، وكان آخرها تسيير الدورية الرابعة، في ريف حلب الجنوبي وضواحي حلب الغربية. وانطلق خط سير الدورية من نقطة المراقبة التركية في بلدة العيس وصولاً إلى نقطة المراقبة في الراشدين غربي حلب، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

وكان الجيش التركي قد بدأ تسيير دوريات المراقبة في المنطقة العازلة “منزوعة السلاح”، منذ 8 أذار/مارس، في إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية، وذلك بحسب اتفاق سوتشي الموقع مع روسيا في أيلول/سبتمبر 2018.

دوريات الجيش التركي استؤنفت في الأيام القليلة الماضية بعد توقف لأكثر من أسبوع بعد تسيير الدورية الأولى في ريف ادلب الشرقي. وبحسب مصادر “المدن”، فإن سبب التوقف المؤقت للدوريات التركية يعود إلى خلاف بين “فيلق الشام” و”هيئة تحرير الشام”، حول الأحقية بمرافقة وتأمين الدوريات.

وأوضحت مصادر “المدن” أن الجيش التركي تعمد تجاهل “تحرير الشام”، وحصر التنسيق مع “الفيلق”، ما أزعج “تحرير الشام” ودفعها للسيطرة على نقاط وحواجز لـ”الفيلق” في المنطقة العازلة شرقي ادلب. ووفق مصادر “المدن” فإن بعض النقاط والمواقع المسيطر عليها هي بالقرب من نقاط المراقبة التركية.

ونجحت ضغوط “تحرير الشام” لإشراكها في مرافقة الدوريات التركية، واشترك عناصرها بشكل غير مباشر إلى جانب مقاتلي “الفيلق” الذي يتولى المهمة بشكل رسمي، بحسب مصادر “المدن”.

وعلى الرغم من تسيير أربع دوريات للجيش التركي في المنطقة العازلة، إلا أنها لم تشمل بعد كافة المناطق الواقعة بين نقاط المراقبة التركية في محيط ادلب. ولم تنجح الدوريات بوقف قصف مليشيات النظام، المدفعي والصاروخي. وشهدت منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي خلال اليومين الماضيين قصفاً مكثفاً، بعد مرور الدورية الثالثة للجيش التركي التي شملت المنطقة الواقعة بين نقطتي المراقبة في اشتبرق وشير مغار. وأُعلِنَت بلدة الحويز منكوبة، بعدما تعرضت لأكثر من 300 قذيفة مدفعية وصاروخية في وقت قياسي.

وكانت الدورية الثالثة للجيش التركي قد لاقت ترحيباً واسعاً من الأهالي في منطقة سهل الغاب وريف جسر الشغور غربي ادلب، ورفع الأهالي أعلاماً تركية، ورافق عدد منهم على دراجاتهم النارية الآليات العسكرية التركية أثناء تجوالها في المنطقة. وأطلق عناصر من “تحرير الشام” النار في الهواء لتفريق المتجمعين وإجبارهم على الابتعاد، وجرت صدامات بين العناصر والأهالي في أكثر من موقع.

الدوريات التركية، وطريقة استقبالها والترحيب بها من قبل أهالي القرى والبلدات في المنطقة العازلة، تسببا بجدل واسع بين أنصار التنظيمات السلفية. وقال أنصار “حراس الدين”، إن ما جرى من استقبال حار للدوريات التركية هو نتيجة طبيعية لمخططات روسيا وتركيا في ادلب، وإن “القصف العنيف دفع الناس للتعلق  بالجيش العلماني المرتد ثم سحب بساط الحاضنة من تحت أقدام المجاهدين بموافقة ومرافقة لآساد هيئة تحرير الشام”.

واتهم أنصار “حراس الدين” قيادة “تحرير الشام” و”حكومة الإنقاذ” التابعة لها، بـ”تجهيل الأهالي، والتغافل عن أهم أركان التوحيد؛ الولاء والبراء”. وأضافوا: “قامت الهيئة ممثلة بحكومتهم الكرتونية بحجب الأهالي عن معرفتها وقامت بعزل عدد من الخطباء الذين يتكلمون عن خطر الأتراك المرتدين، وذلك حتى يتسنى لقادة وشرعيي الهيئة أن يقولوا إن مسألة الأتراك من الأمور التي عم فسادها، وبالنهاية لن نستغرب من الأهالي الجهلة استقبالهم للمرتدين”.

وقال قائد “جبهة أنصار الدين” أبو عبدالله الشامي، في “تلغرام”، إن “من أنواع انتحار الثورات القبول بالوصاية الدولية على القرار السياسي والواقع الميداني ومن أبرز مظاهر هذه الوصاية تطبيق الاتفاقات المبرمة تصريحاً أو مناورة”.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.