غزة: الاحتلال في مرحلة اختبار؟

31 مارس 2019
غزة: الاحتلال في مرحلة اختبار؟
انطلقت ظهر السبت فعاليات “مليونية الأرض والعودة”، في الذكرى السنوية الأولى لمسيرة “العودة وكسر الحصار”، الموافقة لذكرى “يوم الأرض”.

وإستشهد فلسطينيان، وأصيب عشرات بنيران القوات الإسرائيلية قرب الحدود بين غزة وإسرائيل حيث احتشد عشرات آلاف الفلسطينيين على طول السياج الحدودي. وأطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين، إضافة إلى الرصاص الحي على من يقترب من السياج الحدودي، في حين إلتزم المتظاهرون بوقف “الفعاليات الخشنة” والبالونات الحارقة.

ووصل مئات الفلسطينيين إلى 5 نقاط قرب الحدود الشرقية للقطاع مع إسرائيل. وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات تطالب برفع الحصار عن القطاع، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، ورحيل الاحتلال.

وشوهد مئات الفلسطينيين يقتربون من السياج الحدودي مع اسرائيل رغم هطول الأمطار بحلول الظهر شرق مدينة غزة قبل أن يتراجعوا لدى إطلاق القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع. وقام المتظاهرون بإلقاء الحجارة وحرق الإطارات.

وحاول نشطاء فلسطينيون يرتدون سترات بلون برتقالي فاقع، إبقاء المتظاهرين بعيدا عن السياج الحدودي لكن بعضهم نجح في الوصول إليه.

في حين عزز الجيش الإسرائيلي من قواته على طول الحدود، ونشر عشرات من القناصة على تلال رملية تقابل مناطق تجمع المتظاهرين، حسب ما قالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة “الأناضول”. وذكر شهود عيان أن جيبات وآليات عسكرية إسرائيلية تتجول بكثافة على طول الحدود مع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” في غزة أشرف القدرة، في مؤتمر صحافي: “استشهد أدهم نضال عمارة، 17 عاماً، بعيار ناري بالرأس من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب اليوم في جميع أنحاء القطاع 138 شخصا إصابات مختلفة”.

وفي ساعة مبكرة من صباح السبت، سقط محمد جهاد سعد، 20 عاماً، جراء “إصابته بشظايا بالرأس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق غزة” وفق بيان لوزارة الصحة في القطاع.

وزار وفد أمني مصري مخيم العودة شرقي مدينة غزة وتفقد الأوضاع قبل مغادرته المكان، بحسب ما أفاد مراسل “فرانس برس” الذي شاهد رئيس المكتب السياسي لـ”حركة حماس” إسماعيل هنية، لدى وصوله إلى المخيم الواقع في منطقة ملكة شرقي غزة.

وقال عضو المكتب السياسي لـ”حماس” خليل الحية، في كلمة امام الاف الفلسطينيين إن “رسالة شعبنا أنه مصمم على استمرار مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها”، لافتاً إلى أن “مسيرات العودة حققت خلال عام بعضاً من أهدافها، وستحقق المزيد من الأهداف”.

وشدد الحية على “أن الاحتلال في مرحلة اختبار، وشعبنا ومقاومتنا سيواصلان الضغط على الاحتلال حتى يذعن لمطالبنا المشروعة”. واكد ان “الوفد المصري أبلغنا بردود إيجابية”.

الجيش الإسرائيلي قال قرابة الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي: “هناك نحو 5500 من مثيري الشغب تجمعوا في مواقع عدة على طول السياج”. وأضاف أن “بعضهم يلقي الحجارة ويضرم النار في الإطارات”، مشيرا إلى أن الجنود يردون “باستخدام وسائل مواجهة أعمال الشغب”.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لـ”حماس” إياد البزم إن الوزارة “تنشر 8000 عنصر من كافة الأجهزة الأمنية (…) والخدماتية في محافظات قطاع غزة” في إطار دعمها لإحياء فعاليات “مليونية الأرض والعودة”.

المحلل المتخصص في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات، أشار إلى أن “حماس تحاول استغلال التظاهرات لانتزاع تنازلات من إسرائيل”.

وقال “يبدو أن حماس تعتقد أن اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية ورغبة نتنياهو في المحافظة على الهدوء في غزة، يشكلان ورقة ضغط إضافية”. لكنه اعتبر أن “هذه قد تكون استراتيجية تحمل مخاطر” بالنظر إلى التعزيزات العسكرية الإسرائيلية عند الحدود مع القطاع.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، قد أعلنت صباح السبت، انتهاء استعداداتها بالمستشفيات والنقاط الطبية وسيارات الإسعاف لمواكبة المسيرات الشعبية في نقاط قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل.

وقالت الوزارة، في بيان، إنها والمؤسسات الصحية الشريكة في غزة أنهت كامل استعداداتها في المستشفيات والنقاط الطبية وسيارات الإسعاف لمواكبة انطلاق المسيرات، شرقي غزة. وأشارت إلى أنها عززت أطقمها الطبية المتواجدة في النقاط الطبية قرب مناطق تجمع المتظاهرين شرقي القطاع.