“داعش” يعتمد إستراتيجية جديدة.. البغدادي بلا قيمة؟

2 أبريل 2019آخر تحديث :
“داعش” يعتمد إستراتيجية جديدة.. البغدادي بلا قيمة؟

بعد الهزيمة الاخيرة التي مني بها في الباغوز السورية، دخل تنظيم داعش مرحلة جديدة، وتسعى قيادته للتأقلم مع الوضع الجديد. لكن مع زوال دولته، يبقى السؤال: أين هو” خليفة داعش؟”.

إن المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة داعش جيمس جيفري يقول لصحافيين: “لا ندري أين هو”، وعندما سئل عما إذا كان العثور عليه أولوية، أجاب جيفري بأن “الوصول إلى زعيم داعش، أو أي تنظيمات إرهابية أخرى، يمثل دوماً أولوية بالنسبة لنا”.

وتقول كاتبة لدى موقع “ذا أتلانتيك”، تغطي الأمن القومي الأميركي والشؤون الدولية، تدعى كاثي غياسينهان إن “البغدادي زعيم فخري لداعش آثر، طوال أربع سنوات ونصف، التواري عن الأنظار باستثناء ظهوره، في الموصل، لإعلان “خلافته”، ونجح في الإفلات من الاعتقال”.

وخلال تلك الفترة أعلنت واشنطن مكافأة بـ25 مليون دولار لمن يسلمه. وأشيع مراراً عن مقتله أو قطع رأسه، كم قيل إنه ما زال طليقاً. وفي الصيف الماضي نشِر تسجيل صوتي قال خبراء إنه للبغدادي دعا فيه أتباعه لشن هجمات بشكل مستقل، ليختفي مجدداً.

البغدادي بلا قيمة

إلى ذلك تسأل كاتبة المقال: “ما أهمية القبض على البغدادي؟”. وتُشير إلى ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس”، قبل عامين، عن المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش، “منذ وقت طويل لم تعد للبغدادي أهمية”.

وقبل أسبوع، كتب المتحدث باسم التحالف، في رسالة إلكترونية بعث بها إلى الكاتبة “تجدر الإشارة إلى أنه لا تأثير لوجوده أو غيابه عن داعش، على وضعه الراهن”.

وتلفت الكاتبة لجهود بذلتها اميركا طيلة عشرة أعوام لاصطياد زعيم القاعدة أسامة بن لادن، إلى أن قُتل في ربيع 2011. ويومها أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن موته “أكبر إنجاز حققناه حتى تاريخه في جهودنا لإلحاق الهزيمة بالقاعدة”.

ورغم ذلك، قال أوباما: “لا شك في أن القاعدة ستواصل شن هجماتها ضدنا”.

وترى كاتبة المقال أن تلك التجربة تدل على أن اعتقال البغدادي قد يستغرق وقتاً، وأن التنظيم يستطيع البقاء.

أربعة عوامل

وتشير أودري كورث كرونين، مؤلفة كتاب “كيف ينتهي الإرهاب” إلى أنه تاريخياً، ساعدت أربعة عوامل في حسم ما إذا كان قتل زعيم ما يؤدي للقضاء على التنظيم.

فقد نشأت تنظيمات وفق ترتيب هرمي، واعتمدت على شخصية زعيمها. كما كانت تلك التنظيمات أحدث من سواها، فضلاً عن افتقارها لشخصية أخرى ترث زعامتها”.

وتورد كرونين أمثلة عدة حول نجاح هذا النهج مع تنظيمات مثل الدرب المضيء في بيرو، وأوم شينريكيو في اليابان، والألوية الحمراء في إيطاليا.

ولكن من الصعب تطبيقه على تنظيمات إسلامية، لأن القضية تتعلق بصعوبة تحديد مكان شخص ما. كما أثبتت القاعدة وداعش، ومجموعات مرتبطة بها، أنها أكثر تعقيداً من سواها.

وتقول ندى واكوس، محللة سابقة لدى “سي آي أي”، شاركت في تعقب القاعدة: “في إطار محاربة القاعدة، كان أسامة بن لادن دوماً محط مراقبة”. وبعد مقتله، كشفت وثائق وجدت في مقره، أنه، ورغم اختبائه، واصل توجيه ونصيحة التنظيم.

ورغم أن مقتل بن لادن، عُد ضربة رمزية للقاعدة، إلا أن التنظيم انتشر ووصل إلى بلدان عدة، وكان من أبرزها فرع القاعدة في العراق، الذي خط لنفسه مساراً مستقلاً، وتحول لاحقاً إلى ما عرف باسم داعش.

لكن، تشير الكاتبة إلى احتمال فشل البغدادي في تنظيم عمليات وإلهام آخرين، بسبب تخفيه، وتنقله بين مقار آمنة، وتجنبه استخدام معدات اتصال حديثة، لتفادي التعرف على مكانه.

استيراتيجية جديدة.. جهاد بلا قائد

ولكن، وحسب كاتبة المقال، من السمات الأساسية في تنظيم داعش التزامه باستراتيجية “الجهاد بلا قائد”، في تكتيك يسمح لأتباع لا تربطهم علاقات وثيقة بشن هجمات مستقلة. لكن ذلك لا يعني أنه لا قيمة للعثور على البغدادي، وأنه لا يفترض أن يكون على رأس أولويات الصراع، بعد سقوط تنظيمه.

وبغض النظر عن ذلك، قالت باكوس: “يبقى السؤال الأهم: من الذي يأمر بإطلاق النار من المنظور العملي؟ إذا كان البغدادي، فلا بد من البحث عنه. وإذا لم يكن، فيفترض تصويب الأنظار حيث تقتضي الحاجة”.

ويقر مسؤولون أميركيون بهذه الحقيقة رغم إعلان نهاية الخلافة، وسياسة سحب معظم القوات الأميركية من سوريا.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.