الرئيسان الروسي والتركي يرفضان «مناطق النفوذ» بـ سوريا

9 أبريل 2019
الرئيسان الروسي والتركي يرفضان «مناطق النفوذ» بـ سوريا

سعت موسكو وأنقرة إلى وضع رؤية مشتركة لآليات التحرك المقبلة في سوريا، على صعيد تسوية الوضع في إدلب، على خلفية تكهنات بإطلاق عملية عسكرية وشيكة، لتنفيذ اتفاق إقامة المنطقة منزوعة السلاح حول المدينة.

وتركزت أمس محادثات الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان حول هذا الملف، مع التطرق إلى القضايا العالقة في سوريا، وبينها الوضع في الشمال، وآليات التعامل مع التحركات الأميركية، والتوجه التركي للقيام بتحرك في المنطقة الحدودية الفاصلة بين سوريا وتركيا.

وأجرى الرئيسان جولة محادثات موسعة أمس، في ثالث لقاء يجمعهما منذ بداية العام الحالي، وسط توقعات بالسعي إلى «ضبط الساعات» على صعيد التحركات المقبلة في سوريا لدى الطرفين، وفقاً لتعليق مصدر دبلوماسي روسي.

واستهل بوتين اللقاء بتأكيد أن بلاده تعمل مع تركيا لإعادة الوضع في سوريا إلى الاستقرار، موضحاً أن موسكو وأنقرة، بصفتهما دولتين ضامنتين لـ«مسار آستانة»، تواصلان «الجهود المكثفة والمنسقة من أجل إعادة الوضع في هذا البلد إلى طبيعته على أساس دائم».

وتابع بأن الطرفين ينسقان خطواتهما في سياق «تفعيل العملية السياسية الداخلية في سوريا، بما في ذلك من أجل تشكيل اللجنة الدستورية في أسرع وقت ممكن».

وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد استبق اللقاء بتأكيد أنه يعتزم مناقشة عملية عسكرية تركية محتملة في سوريا. وزاد بأن الملف السوري سيكون على رأس مباحثاته مع نظيره الروسي. وأوضح أن تركيا «أنهت التحضيرات للعملية العسكرية في سوريا» مؤكداً أن الخطط التركية «ستكون على طاولة المباحثات في موسكو». وقال إن بلاده «مستعدة لكل التداعيات المحتملة بسبب العمليات العسكرية المخطط لها»، مضيفاً: «بإمكاننا أن ندخل في لحظة، ولن يكون بمقدور أي طرف أن يشعر بتحركنا أو يواجهنا».

وفي وقت سابق، قال مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف، بأن الرئيسين بوتين وإردوغان سيوليان اهتماماً خاصاً لمناقشة الوضع في سوريا، وأشار على وجه الخصوص إلى «الخطط الأميركية بعد إعلان واشنطن سحب قواتها من سوريا، وسير تنفيذ الاتفاق الروسي – التركي حول إدلب».

في غضون ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية «على وشك الانتهاء»، مشيراً إلى «اتفاقات محددة» سيتم الإعلان عنها قبل حلول موعد الجولة المقبلة من محادثات آستانة، المقررة يومي 25 و26 أبريل (نيسان).

وكان مصدر مطلع قد قال لوكالة «نوفوستي» الحكومية الروسية، إن الأطراف الضامنة ستوجه الدعوات لحضور هذه الجولة، وهي الأولى بعد تغيير اسم العاصمة الكازاخية إلى «نور سلطان».

وفي وقت سابق، صرح سيرغي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، بأن الجولة المقبل يخطط لعقدها على مستوى نواب وزراء الخارجية، بينما أعلن نائب وزير الخارجية الكازاخي، مختار تليوبيردي، أنه لا يستبعد مشاركة المبعوث الأممي الجديد الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، في مفاوضات آستانة حول سوريا. وزاد بأن «هذا يتوقف على الدول الضامنة؛ لكنني كنت مؤخراً في بروكسل في مؤتمر حول سوريا، نظمته الأمم المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، وقد أعرب المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا عن رغبته في المشاركة في عملية آستانة، وهو أمر ليس مستبعداً بالطبع».

واللافت أن بوغدانوف ربط ملف «الدستورية» بعقد جولة آستانة من المفاوضات، وقال إن «العمل يجري بنشاط لتشكيل اللجنة الدستورية»، وستتم مناقشة هذا الملف في مفاوضات آستانة المقبلة، و«ربما تكون لدينا بعض الاتفاقات قبل ذلك الموعد» وزاد بأن «اليوم (أمس) هنا اجتماع مهم على هذا الصعيد»، في إشارة إلى القمة الروسية التركية. وأعرب بوغدانوف عن قناعة بأن «الوقت قد حان لإنجاز تشكيل اللجنة الدستورية بشكل نهائي».

إلى ذلك، نقلت قناة «آر تي» الروسية عن مصادر دبلوماسية، أن العاصمة الأردنية ستستضيف، قبل نهاية الشهر الجاري، اجتماعاً روسياً أردنياً أميركياً، لبحث مسألة مخيم الركبان للنازحين السوريين.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد جدد موقف بلاده الداعي إلى تفكيك مخيم الركبان، وتأمين عودة النازحين السوريين منه إلى أماكن سكنهم الدائمة.