(تركيا أمام ثلاثة خيارات للتعامل مع منظومة S400 )

27 أبريل 2019
(تركيا أمام ثلاثة خيارات للتعامل مع منظومة S400 )

تتداول الصحافة والمحللون الأتراك سيناريوهات مختلفة للتعامل مع أزمة استلام منظومة S400 الدفاعية الروسية وذلك في حال قرر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اللجوء إلى حلول أخرى لتفادي الدخول في أزمة كبيرة مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية التي تهدد أنقرة بعقوبات كبيرة في حال استلام وتفعيل المنظومة الروسية.

وقبيل أسابيع من الموعد المقرر لاستلام تركيا منظومة S400 الدفاعية الروسية صعدت واشنطن من تهديداتها ضد تركيا، وأكدت أن ذلك سوف يؤدي لعقوبات مختلفة يأتي على رأسها طرد تركيا من برنامج صناعة طائرات F35 الأحدث في العالم وبالتالي وقف تسليمها هذه الطائرات التي كان مقرراً أن تمتلك تركيا أكثر من 100 واحدة منها.

ومع تصاعد التهديدات في ظل اقتراب موعد التسليم تطرح في الكواليس الكثير من السيناريوهات والخيارات الممكنة للتعامل مع هذه الأزمة في ظل رغبة أنقرة بعدم الدخول في مواجهة حادة مع الولايات المتحدة وهو ما قد يكلف الاقتصاد التركي الذي يواجه مصاعب كبيرة مزايداً من المتاعب.

التصريحات الرسمية وحتى اليوم ما زالت تشدد على أن لا تغيير في الموقف التركي وأن الاستلام سوف يتم في موعده المقرر في شهر تموز/يوليو المقبل، مع التأكيد على حاجة تركيا الملحة لسرعة تفعيل المنظومة لتلبية احتياجاتها الدفاعية.

ولكن هذا الموقف لا يبدو نهائياً بشكل قاطع لا سيما وأن السياسة تفرض في كثير من الأحيان على المسؤولين التراجع ولو قليلاً أو المناورة لتفادي الخسارة، وهو ما يبقي الباب مفتوحاً أمام كافة الاحتمالات مع الاستمرار في ترجيح الخيار الأقوى حتى الآن، وهو رغبة اردوغان في استلام المنظومة في موعدها وتفعيلها في أقرب وقت ممكن.

وفي هذا السياق، شهدت العاصمة أنقرة، الخميس، اجتماعاً لافتاً ضم وزيري الخارجية مولود جاووش أوغلو والدفاع خلوصي أكار مع رئيس الأركان وقادة القوات الجوية والبرية والبحرية وكبار جنرالات الجيش وتركز على بحث آخر التطورات المتعلقة بمنظومة S400 وطائرات F35.

ومن أبرز الخيارات التي طرحت في السابق، أن تلجأ تركيا إلى تأجيل استلام المنظومة الروسية إلى حين التوصل إلى تفاهمات معينة مع واشنطن تمنع تفجر الخلافات بينهما، أي أن تكتمل إجراءات الصفقة وتجري عملية تسليم رسمية إلى الجانب التركي في روسيا، دون نقل المعدات إلى الأراضي التركية، على أن يتم ذلك بعد عدة سنوات وبناء على نتيجة المباحثات مع واشنطن.

لكن هذا الخيار يبدو أنه يتراجع تدريجياً مع اقتراب موعد التسليم، وتأكيد اردوغان وكبار المسؤولين الأتراك على موعد التسليم المحدد تموز/يوليو المقبل، وهو ما جعل إمكانية التراجع عن هذا التاريخ صعبا للغاية عليهم وقد يولد لهم حرجاً كبيراً في الشارع التركي.

وفي سيناريو آخر، جرى بحث إمكانية استلام المنظومة الروسية بشكل رسمي، ونقلها إلى الأراضي التركية، ولكن دون تفعيل المنظومة تقنياً وعدم إدخالها الخدمة رسمياً، وذلك لحين التوصل إلى تفاهمات معينة مع أمريكا والناتو، حيث طرحت أنقرة على الناتو تشكيل لجنة تقنية وعسكرية مختصة للتثبت من مدى الخطر التي يمكن ان تشكله المنظومة الروسية على سرقة تقنيات الطائرة الأمريكية، وهو الخيار الأكثر ترجيحاً في حال قررت تركيا التراجع خطوة إلى الخلف وتجنب المواجهة المبكرة مع واشنطن.

وهذا السيناريو يشبه إلى حد كبير ما جرى مع قبرص واليونان، حيث حصلت أثينا على المنظومة الروسية من قبرص التي اشترتها لكنها لم تستطيع الاحتفاظ بها بسبب الضغوط والتهديدات التركية عام 1998 واستمرت بامتلاكها دون إدخالها الخدمة حتى عام 2013 وهو ما امتص الضغوط الغربية ومكنها من امتلاكها وتفعيلها بون عقوبات.

وفي سيناريو ثالث، تناولته وسائل إعلام تركية عن خبراء قالوا إنه يبقى من ضمن الخيارات المطروحة لدى الحكومة التركية، استلام المنظومة الروسية والاحتفاظ بها في دولة ثالثة حليفة لتركيا إلى حين التوصل إلى تفاهم ما مع واشنطن يمنع اشتعال أزمة بينهما.

وتطرقت هذا المصادر إلى ذكر اسم بلدين هما قطر التي لتركيا علاقات مميزة معها وأعلنت سابقاً أيضاً رغبتها في امتلاك المنظومة الروسية ما يعني إمكانية بيعها لها في حال امتلكت تركيا منظومة باتريوت وتعذر عليها الحصول على المنظومة الروسية.

والدولة الثانية هي أذربيجان الحليف المهم والمجاور لتركيا والتي تبقى خياراً أفضل من حيث القرب الجغرافي. لكن السيناريوهات الثلاثة سوف تطرح في حال قرر اردوغان التراجع قليلاً وبحث البدائل في حين يبقى الخيار الأول حالياً هو استلام المنظومة الروسية وتفعيلها بحسب التأكيدات الرسمية، حتى الآن على الأقل.