إدلب:الأمم المتحدة تحذر من أكبر كارثة بالقرن الحالي

18 مايو 2019
واشنطن وموسكو تبادلتا الاتهامات خلال جلسة طارئة حول إدلب (Getty)
اعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الجمعة، أن “أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين تتكشف الآن أمام العالم في إدلب” شمال غربي سوريا.
وقال لوكوك خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن حول الوضع الحالي في إدلب: “لقد حذرتكم من قبل وفي إفادة سابقة بتاريخ 18 أيلول\سبتمبر، قلت إن أي عملية عسكرية شاملة في إدلب ستؤدي إلى أكبر مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين”. وأضاف: “وعلى الرغم من تحذيراتنا فإن مخاوفنا تتحقق الآن أمامنا”.
ودعا لوكوك مجلس الأمن الدولي إلى التحرك بسرعة من أجل وقف الهجمات الجوية والقصف الذي تشهده محافظة إدلب منذ 25  نيسان\أبريل.
من جهته، طالب نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفير جوناثان كوهين في كلمته، روسيا بتنفيذ 4 خطوات عاجلة بشأن الوضع الحالي في إدلب. وقال: “ندعو روسيا إلى اتخاذ الخطوات الأربع، أولا تهدئة كافة العمليات العسكرية في المنطقة، والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه”.
وأردف: “ثانياً، كفالة تقديم المساعدات الإنسانية، وثالثاً تشجيع دمشق على اتخاذ كافة الإجراءات للوصول إلى المناطق التي تحتاج مواد إغاثية”. وفي ما يتعلق بالخطوة الرابعة، قال السفير الأميركي إنها تتمثل في “ضمان عدم استخدام أسلحة كيماوية في إدلب”.
وحذر كوهين النظام السوري من أن “استخدام السلاح الكيماوي سيتم الرد عليه فوراً وبعنف”. وتابع: “نريد توجيه رسالة إلى هذا النظام.. لا حل عسكرياً للأزمة، والحل الوحيد سياسي، والتسوية السلمية للنزاع يجب أن تبدأ بحماية المدنيين”.
وقال إن “روسيا أبلغت الولايات المتحدة بشكل ثنائي، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب”. واستدرك: “لكنهم الآن يبررون ذلك بأنهم يكافحون الإرهاب.. لقد أدت هذه العملية العسكرية إلى تشريد أكثر من 180 ألف شخص، وهناك موجة جديدة من المشردين تتجاوز قدرة مخيمات المنطقة على استيعابها”. واعتبر كوهين أن “الهجوم على إدلب سيؤدي إلى كارثة لم نشهدها من قبل في هذا الصراع”.
المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا رد على كلمة المندوب الأميركي قائلاً إن “الجانب الروسي يؤكد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، ونحن نواصل التشاور مع تركيا من خلال وزارتي الدفاع بهدف ضمان الاستقرار في منطقة شمال غربي سوريا”.
وخلال اليومين الأخيرين، بحث الاجتماع الأول لمجموعة العمل المشتركة التركية الروسية، الذي عقد في العاصمة أنقرة، قضايا إقليمية، في مقدمتها الوضع بإدلب، بحسب بيان لوزارة الدفاع التركية.
ورفض السفير الروسي بشدة الانتقادات التي وجهها المندوب الأمريكي، لافتاً إلى أن بلاده “لديها تقييمها الخاص بشأن ما يحصل حالياً”. وحذر قائلاً: “من المهم الآن منع التصعيد الحالي في منطقة الخليج، لأنه من دون ذلك ستنزلق المنطقة نحو الفوضى”.
وتوجه السفير الروسي في خطابه إلى أعضاء مجلس الأمن قائلاً: “لماذا هذه الازدواجية في المعايير.. لماذا لم تطلبوا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن قبل عامين بشأن الوضع في الرقة”. وتابع: “لقد قتلت قوات التحالف بقيادة واشنطن أكثر من 15 ألف شخص، وقامت بتهديم أكثر من 11 ألف مبنى، أرجو منكم قراءة تقرير نشرته منظمة العفو الدولية، عن الغارات الجوية والقصف الذي شنه التحالف في الرقة”.
وتابع: “نحن نرفض اتهامنا أو اتهام الجيش السوري بانتهاك القانون الدولي في إدلب، وندعو الأمين العام للأمم المتحدة وهيئات الأمم المتحدة المتخصصة، إلى عدم التعجل بإصدار أرقام حول الضحايا قبل تدقيقها”. وأضاف: “نحن نشعر أنكم تريدون حماية الإرهابيين في إدلب لغرض ما.. لن نفعل ذلك، نحن نكافح الإرهاب، واتفاقات خفض التصعيد لم تنص على حماية الإرهابيين الذي اختطفوا المدنيين هناك”.