معارك كرّ وفر بين مقاتلي “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة من أنقرة وعناصر من جيش النظام ببلدة كفرنبودة الواقعة بريف حماة الشمالي

22 مايو 2019آخر تحديث :
معارك كرّ وفر بين مقاتلي “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة من أنقرة وعناصر من جيش النظام ببلدة كفرنبودة الواقعة بريف حماة الشمالي

تمكن مقاتلون من المعارضة السورية المسلّحة في وقتٍ متأخر فجر الأربعاء من الدخول لمواقع سيطرت عليها قوات النظام السوري بدعمٍ روسي قبل أيام في ريف حماة الشمالي، وفق ما أفادت مصادر عسكرية للعربية.نت.

وتدور معارك كرّ وفر بين مقاتلي “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة من أنقرة وعناصر من جيش النظام ببلدة كفر نبودة الواقعة بريف حماة الشمالي رغم إعلان مركز المصالحة الروسي بين أطراف النزاع في سوريا، الأحد الماضي عن وقفٍ لإطلاق النار “من طرف واحد”.

وقال مسؤول من المعارضة المسلحة في وقتٍ متأخر الليلة للعربية.نت “لا نستطيع حتى اللحظة الحديث عن إعادة السيطرة من جديد على هذه المواقع ولكن المعارك تستمر فيها”.

وفقدت المعارضة المسلحة مطلع شهر أيار/مايو الجاري مواقعاً لها في ريف حماة الشمالي منذ بدأ التصعيد العسكري السوري ـ الروسي على منطقة “خفض التصعيد” المتفق عليها وفق الاتفاق الروسي ـ التركي في سوتشي منتصف أيلول/سبتمبر الماضي.

وتمكن عناصر من قوات النظام السوري من الدخول للحدود الإدارية لمدينة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد والتي تخضع لسيطرة “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) إلى جانب الجبهة الوطنية للتحرير التي خسرت أيضاً مواقعاً لها في صراعٍ دموي مع الهيئة منذ أشهر.

ورغم التقدّم الواضح لمقاتلي المعارضة فجر الأربعاء إلا أنها لم تعلن عن ذلك بشكلٍ رسمي بعد. وأشارت مصادر مقرّبة منها إلى أن “المعارك مستمرة إلى الآن بيننا وبين قوات النظام”.

فصائل مسلحة في ريف حماة

وتتلقى الجبهة الوطنية للتحرير التي يبلغ تعداد مقاتليها نحو أكثر من 70 ألفاً، دعماً عسكرياً ولوجستياً من أنقرة، لكن موسكو تقول إن “العمليات العسكرية الأخيرة في هذه المناطق تتم بالتنسيق مع الجانب التركي”.

طلب روسي وضغوطات تركية

وفي غضون ذلك، كشفت مصادر مطّلعة للعربية.نت أن “قوات الأسد ستعيد معظم المناطق التي استولت عليها قبل أيام للمعارضة المسلحة تلبية لمطلب روسي بعد ضغوطاتٍ واجهتها من أنقرة”.

وأضافت المصادر أن “قوات النظام وموسكو تراجعت عن التصعيد العسكري غير المسبوق منذ اتفاق سوتشي تحت ضغوطاتٍ تركيّة بعدما قدّمت أنقرة دعماً عسكرياً للمعارضة المسلحة في ريف حماة”. في حين أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد أكد قبل أيام “وصول رتلٍ تركي لريف إدلب”، على تخوم محافظة حماة ضمّ “عدداً من الآليات العسكرية”.

فصائل مسلحة في ريف حماة

كما رجحت “حصول تفاهمٍ تركي ـ روسي منتصف هذا الشهر حول تقّدم النظام في ريف حماة عدّة كيلومترات فقط، لكن الأخير تجاوز الحدود المتفق عليها بين الطرفين وأراد السيطرة على كامل المنطقة بما فيها إدلب وريفها”، مشيراً إلى أن “هذا الأمر ساهم بتعليق التفاهم التركي ـ الروسي”.

وبحسب المصادر فإن قوات الأسد حاولت إفشال المخطط التركي ـ الروسي الجديد من خلال رفضها لتنفيذ مطلب الطرف الأخير بالتراجع من الأماكن التي سيطر عليها بريف حماة الشمالي، بينما تتمسك فصائل المعارضة باسترجاع كافة المواقع التي خسرتها في المنطقة ذاتها.

وتتهم قوات الأسد فصائل المعارضة بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق سوتشي. كما أنها صعدت مع حليفتها موسكو من حدة غاراتها الجوية على إدلب وريفها ومناطق أخرى بريفي حلب وحماة منذ نهاية نيسان/ابريل الماضي. ونتيجة ذلك حذّرت الأمم المتحدة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الجمعة من خطر حصول “كارثة إنسانيّة” في إدلب، إذا تواصلت فيها أعمال العنف.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.