صبر بوتين ينفد: علاقته بالأسد بخطر.. وهذا الرئيس “ورقته الرابحة”!

24 مايو 2019
صبر بوتين ينفد: علاقته بالأسد بخطر.. وهذا الرئيس “ورقته الرابحة”!

تساءل المحلل جوناثان براون عن مصير التحالف الروسي-التركي بعد انتهاء النزاع السوري، مشيراً إلى أنّ مساعي الجيش السوري إلى الحسم تكشف عن تصدّعات بين البلديْن.

في مقالته التي نشرتها مجلة “ذا ناشيونال” الإماراتية، تحدّث براون عن معركة إدلب التي انطلقت مطلع الشهر الجاري، والتي تهدف إلى عودة كامل الأراضي السورية تقريباً إلى سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح براون أنّ كلاً من إيران وتركيا وروسيا اتفق على تأجيل معركة إدلب في أيلول الفائت، بعدما حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من “حمام دم”، مستدركاً بأنّ صبر موسكو على أنقرة بدأ ينفذ، وذلك بسبب عجزها عن السيطرة على الإسلاميين في إدلب وبسط سيطرتها على المنطقة الآمنة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة.

ونقل براون عن الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط، ألكسي خليبنيكوف، اعتباره أنّ الكرملين انتظر بقدر ما يستطيع، قائلاً: “دفعت الهجمات المتواصلة على القاعدة العسكرية الروسية وعلى بنية الجيش السوري التحتية، إلى جانب عجز الأتراك عن الفصل بين الإرهابيين والمعارضين المعتدلين في المحافظة، موسكوإلى الشروع بما يشبه العملية المحدودة في إدلب”.

وبيّن براون أنّ قرار تركيا في العام 2017 شراء منظومات دفاعية روسية على الرغم من “غضب واشنطن” زاد العلاقة التركية-الروسية في سوريا تعقيداً، إذ انتقد المسؤولون الأميركيون قرار أنقرة شراء منظومة “أس-400” من روسيا، بحجة أنّها قد تُستخدم لجمع البيانات التكنولوجية عن الطائرات العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، الذي يضم الولايات المتحدة وتركيا.

في هذا الصدد، ذكّر براون بما كتبه مدير برنامج الأبحاث التركية، سونر چاغاپتاي، على حسابه على “تويتر”، عندما بدأت الطائرات الروسية تشن غارات جوية على إدلب دافعة اللاجئين السوريين باتجاه الحدود التركية. ونقل چاغاپتاي براون قوله إنّ أردوغان اتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وأخبره رفض تركيا للعرض الأميركي القاضي بتأجيل عملية شراء المنظومة، وهي الخطوة التي أدت إلى توقّف القصف الروسي لإدلب، بحسب ما كتب.

إلى ذلك، قال براون إنّ المحللين يستبعدون أن تعرّض روسيا علاقتها مع تركياللخطر لاستعادة مساحات إضافية من الأراضي لصالح الأسد، مشيراً إلى أنّ البلدين أسسا مجموعة عمل بشأن إدلب، ناهيك عن أنّ وزيري الدفاع التركي والروسي على تواصل مستمر.

بدوره، قال الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، يوري بارمين: “لا أعتقد أنّ موسكو ستضحي بعلاقاتها مع أردوغان من أجل انتزاع أراضٍ إضافية من أجل الأسد”، خالصاً إلى أنّ “إبقاء الرئيس التركي خاضعاً للضغوط في سوريا يمثل عاملاً أساسياً من شأنه أن يساعد بوتين على التمتع بنفوذ أكبر على تركيا في السياق الأوسع”.