القمة الإسلامية بمكة المكرمة.. لحظة تاريخية في مسيرة أمة المليار

30 مايو 2019آخر تحديث :
القمة الإسلامية بمكة المكرمة.. لحظة تاريخية في مسيرة أمة المليار

بمعايير التوقيت والمكان والحضور، ستكون القمة الإسلامية المقررة في مكة المكرمة نهاية هذا الشهر لحظة استثنائية في تاريخ مليار مسلم يترقبون ما سيصدر عن قادتهم، بعد اجتماعاتهم المنتظرة بجوار بيت الله .

وتنعقد القمة في دورتها العادية تحت شعار «قمة مكة: يدًا بيد نحو المستقبل»، ويحضرها قادة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، من أجل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي.

وتأتي القمة العادية الرابعة عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، في ظل مستجدات هائلة على الساحتين الإسلامية والدولية، لعل أبرزها تغليب بعض الدول الأعضاء، مثل إيران وتركيا وقطر، مصالحها الضيقة على حقوق الأمة، مسببة بذلك أذى كبيرًا لشعوب شقيقة، ومتجاوزة – في الوقت ذاته – مواثيق الأخوة الإسلامية، ناهيك عن قرارات الشرعية الدولية والأعراف الإنسانية والأخلاقية.

ويؤمل المتابعون على القمة الإسلامية لتي تنعقد في رحاب مهبط الرسالة الإسلامية، وخلال أعظم الشهور، في أن تتصدى لهذه التجاوزات، كجزء من مهمتها في الدفاع عن شعوب الأمة، خاصة التي تعاني من مظالم تاريخية وتواجه أوضاعًا سياسية واقتصادية صعبة، جراء الاحتلال و التدخلات الخارجية في شؤونها.

ووفق الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، فإن قمة مكة تعقد في ظرف حرج نظرًا لما تشهده بعض الدول الإسلامية الأعضاء من تدخلات في شؤونها الداخلية، والحوادث الإرهابية، والإسلاموفوبيا التي باتت مقلقة جدًا وتتصاعد.

ولفت العثيمين إلى أن قضية فلسطين والقدس الشريف تأتي في صدارة اهتمامات القمة الإسلامية نظرًا لمكانتها المركزية، في استمرار انغلاق المسار السياسي نتيجة مواصلة حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنكرها لقرارات الشرعية الدولية.

وقال العثيمين، في تصريحات صحفية، إن القمة في دورتها الرابعة عشرة مناسبة مهمة لتأكيد ضرورة تكثيف جهود دفع مسارات التسوية السياسية للأزمات، التي تواجه الأمة الإسلامية، بالنظر لعواقبها الوخيمة على الشعوب وتداعياتها على السلم والأمن في المنطقة.

ورأى العثيمين أن انعقاد القمة في مكة المكرمة بالتزامن مع الأيام العشرة من شهر رمضان، يعطي دلالات روحانية لاجتماعات قادة الأمة، كونها تذكّر بأهمية الالتزام بالقيم الإسلامية السمحة، ودعم قيم التضامن والتكافل والإخاء بين الدول الأعضاء.

واستطرد العثيمين موضحًا أن جدول أعمال القمة سيواكب القضايا الراهنة التي تشغل الأمة الإسلامية، ومنها ظاهرة الإسلاموفوبيا والهجمات الإرهابية الأخيرة التي طالت المسلمين في عدد من الدول، فضلًا عن بحث سبل دعم الأمن والاستقرار ومساعدة الشعوب الإسلامية؛ للخروج من أزماتها الراهنة.

وستعمل قمة مكة، بحسب بيان لمنظمة التعاون الإسلامي صدر الأحد الماضي، على «بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي».

ومن المنتظر أن يصدر عن القمة «إعلان مكة»، إضافة إلى البيان الختامي، الذي سيتطرق إلى العديد من القضايا الراهنة في العالم الإسلامي.

ووفق بيان المنظمة: «من المرتقب أن يبحث القادة موقف الدول الأعضاء في المنظمة من آخر المستجدات الجارية في القضية الفلسطينية، إضافة إلى إعلان موقف موحد إزاء التطورات الأخيرة في عدد من الدول الأعضاء».

كما ستعمل القمة على «اتخاذ مواقف واضحة من الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة، وما يتعلق منها بتنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة، وما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف».

وعولت هيئة كبار العلماء على القمة الإسلامية بمكة المكرمة، وكذلك القمتين العربية والخليجية لتأكيد وحدة الصف ومواجهة التهديدات التي تواجه الأمة .

وقالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء‏، إن انطلاق القمم الإسلامية والعربية والخليجية ‏بجوار بيت الله الحرام، في العشر ‏الأواخر من رمضان، تأكيد لوحدة الصف العربي، كما يُكسب تلك اللقاءات أهمية بالغة، خاصة أن ملايين العرب والمسلمين يتطلعون إليها سعيًّا إلى تعزيز وحدة الصف ‏وجمع الكلمة‏ ووقاية الأمة من الشرور والفتن.

‏وأضافت الأمانة، ‏في بيان صادر عنها الإثنين، أن انعقاد تلك القمم بجوار بيت الله الحرام ‏في هذا الموسم ‏المبارك، يؤكد الدور الريادي ‏التاريخي للمملكة، بلاد الحرمين الشريفين ‏ومقدسات المسلمين، التي لا تتوانى ‏في خدمة ‏قضايا العرب والمسلمين ‏وجمع كلمتهم، ‏بما تمثله من عمق استراتيجي ‏ودينى لدول الخليج والعرب والمسلمين.

وأكدت الأمانة ثقتها في خادم الحرمين الشريفين ‏وولى عهده، ‏وإخوانهما القادة المشاركين في قمم مكة الثلاث، ‏في اتخاذ كل ما من شأنه صالح الإسلام والمسلمين، ‏وحماية الأمن القومي للعرب والمسلمين، متابعة: «نسأل الله تعالى ‏أن يجزى خادم الحرمين الشريفين ‏وسمو ولى عهده الأمين ‏خيرًا، على ما يبذلون من جهود عظيمة، ‏وأن يصلح أحوال الأمة العربية والإسلامية».

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.