ايران تستعيد التنسيق مع “الإخوان”.. فأين ستصل مفاعيله؟

20 يونيو 2019
ايران تستعيد التنسيق مع “الإخوان”.. فأين ستصل مفاعيله؟
أثارت حادثة وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي خلال جلسة محاكمته سلسلة من ردود الافعال التي تفاوتت ما بين الايجابية والسلبية، لا سيّما لدى مناصري “حزب الله”، الأمر الذي طرح مجددا التساؤلات حول العلاقة بين إيران والحركات الاسلامية السنية وعلى رأسها “الاخوان المسلمين” والجماعة الاسلامية أحد اهم تياراته في لبنان.

مما لا شك فيه بأن طهران تنظر الى العلاقة مع “الاخوان المسلمين” على انها حلف استراتيجي لا بديل عنه في الساحة السنية، بل ربما تعتبره نظيرها السني في الحركات الاسلامية، وقد تبدو علاقة ايران المتينة بالمقاومة الاسلامية الفلسطينية “حماس” الإخوانية، خير دليل، والتي ميزتها ايران عن سائر الحركات الاخرى كالناصرية واليسارية او سواها من فصائل المقاومة.

ومن المعلوم بأنّ حلف الاخوان مع ايران قد تعرّض الى انتكاسة كبيرة خلال احداث سوريا، الا انه ورغم التناقض بينهما في وجهات النظر حول واقع الازمة، بقيت إيران تدعم الرئيس السابق الراحل محمد مرسي حيث ندّدت أكثر من مرة بالتطورات الداخلية التي أدّت الى الاطاحة به. ووفق مصادر مطّلعة فإنه ورغم الخلاف حول القضايا العربية المرتبطة بالربيع العربي لكنّ غزّة كانت “شعرة معاوية” التي حمت العلاقة بين الطرفين، حيث كان مرسي آنذاك المسهّل الرئيسي لحركة “حماس” بعكس ما أشيع في بعض الاحيان، وأضافت المصادر بأن الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، حين أشار في احد خطاباته مع بدايات الازمة السورية الى وساطة بين النظام واطراف المعارضة قصد بها تحديدا الاخوان المسلمين.

ولعلّ العلاقة بين طهران والاخوان المسلمين تمددت بشكل ملحوظ نحو دولتي قطر وتركيا على اعتبارهما الدولتين اللتين ترعيان تنظيم “الاخوان المسلمين” وذلك رغم الخلافات الكبيرة حول الملف السوري والتي ظن البعض انه من شأنها أن تقطع حبال الوصل فيما بينهم، الا أن ايران لم تتوان عن اثبات رغبتها في الاستمرار بالمحافظة على توازن العلاقة خصوصا بعد دعمها لدولة قطر خلال الحصار الذي فرضته دول الخليج.

وبعد هدوء العاصفة في الداخل السوري، عاد التنسيق الطبيعي بين “حزب الله” وتنظيم “الاخوان المسلمين” الأمر الذي انعكس أيضا في لبنان على علاقة الحزب بالجماعة الاسلامية وبحركة “حماس” الجناح السياسي، إذ أن علاقته بالجناح العسكري لم تتأثر ابدا بالواقع السوري، وعادت الامور الى سابق عهودها.

لم يحسم الاخوان المسلمين موقفهم بعد من التحالف النهائي مع طهران، لكن صراعات المنطقة حسمت عنهم خلافهم الكبير مع السعودية، مدعومين من تركيا وقطر، وهذا ما ينطبق على احداث ليبيا والسودان وربما الجزائر، فهل يعود الصراع إلى مصر من بوابة الاحتجاج على وفاة مرسي؟ إذ تردد في بعض الاوساط العربية عن قلق من تحرّكات شعبية يوم غد عقب صلاة الجمعة، فهل تستغل حركة “الاخوان المسلمين” جميع الظروف لإنعاش النبض في الشارع المصري من جديد؟

اسئلة تطرح، لكنها تبقى مرتبطة ايضاً بموقع ايران ورغبتها في استعادة دور ولو بسيط في مصر، بالمقابل لا تبدو السعودية بوارد التخلي عن مصر، خاصرتها القوية عند البحر الاحمر فهي تحاول استمالة السودان ايضاً في اطار صراعها الكبير مع ايران وتركيا وقطر.