حرب الانترنت كما لم تعرفوها: جبهة إيرانية-صينية ضد أميركا.. شكل الصراع سيتبدل!

8 يوليو 2019
حرب الانترنت كما لم تعرفوها: جبهة إيرانية-صينية ضد أميركا.. شكل الصراع سيتبدل!

نشرت مجلة “فوربس” الأميركية تقريراً نسبت فيه إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، قوله الأسبوع الماضي إن طهران والصين تقفان في خط جبهة موحدة لمواجهة الهيمنة الأميركية في مجال تكنولوجيا المعلومات.

وفي التقرير الذي أعده، لفت الكاتب زاك دوفمان في تقريره إلى أنّ تصريح الوزير الإيراني يأتي بعد تصريحات أخرى مماثلة له في بكين بعد لقائه نظيره الصيني مياو وي.

وبيّن دوفمان أنّ الوزير الإيراني اتهم الولايات المتحدة بفرض هيمنتها على التكنولوجيات الإستراتيجية الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، وانتقد تصرفات واشنطن ضد شركات مثل هواوي وزد تي إي، في حين شدد الوزير الصيني على أن التعاون بين البلدين سيساعد على معالجة مثل هذه التهديدات والضغوطات.

في السياق نفسه، ذكّر التقرير بأنّه سبق لوزير الخارجية الصيني وانغ يي أن أكّد في أيار الفائت أن بلاده تعارض العقوبات الأميركية الأحادية الجانب وأحكامها المسبقة بشدة، وأن بكين تتفهم ظروف إيران واهتماماتها وتعمل على حماية مصالحها المشروعة.
وفي تحليله، اعتبر دوفمان أنّ التصريحات الصينية ترتبط بشكل تام بالأمن السيبراني، وأنها تأتي مع تزايد التوتر واكتساب الإنترنت أهمية أكبر، لافتاً إلى أن الصين وإيران -إضافة إلى كوريا الشمالية- تشكلان تهديدا كبيرا للولايات المتحدة وحلفائها في هذا السياق.
كما نبّه دوفمان من أنّ الدمج بين الحرب السيبرانية والتقليدية بات يتصدر العناوين، موضحاً أنّ إسرائيل شنت ضربة صاروخية للرد على هجوم سيبراني، في حين عمدت الولايات المتحدة إلى القيام بالعكس تماما عن طريق الرد على إسقاططهران طائرة استطلاع مسيرة بشن هجوم إلكتروني على أنظمة التحكم الإلكتروني بالصواريخ في البلاد.

وفي هذا الصدد، قارن دوفمان بين الهجمات الحقيقية والسيبرانية وتأثيرها، شارحاً أن المعارك الحقيقية تمتد من ساحة المعركة إلى العالم الحقيقي على شكل إرهاب وتمرد، فيكون التخطيط لها صعبا للغاية وعادة ما تلاقي الفشل. في المقابل، أوضح دوفمان أنّه يسهل شن الهجمات الإلكترونية على أي هدف بالعالم في إطار الحرب السيبرانية، وهو ما يبدو أن إيران تتعلمه بسرعة، على حدّ تعبيره.

ولفت دوفمان إلى قيام القيادة الإلكترونية الأميركية عقب الهجوم الأخير على إيران بتوجيه تحذير إلى مستخدمي خدمات “آوت لوك” التابعة لشركة مايكروسوفت، وأنه ورد في هذا التحذير أن هناك اختراقا إيرانيا محتملا لحساباتهم غير المحمية جيدا.

إلى ذلك، قال دوفمان إنّ وكالة الأمن السيبراني من جهة، وأمن البنية التحتية التابع لوزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة من جهة ثانية، أصدرا الشهر الماضي تحذيرا شاملا بشأن الارتفاع الأخير في مستوى النشاط السيبراني المضر الموجه من إيران نحو صناعات الولايات المتحدة ووكالاتها الحكومية.

ويستند هذا الهجوم إلى استخدام البرمجيات الخبيثة والمدمرة التي تهدف إلى إحداث ضرر يتجاوز مجرد سرقة البيانات والأموال، بحسب الكاتب.
وحذّر دوفمان من أنّ القدرات السيبرانية الهجومية لطالما مثلت أكثر الأنشطة الحكومية حساسية، حيث يمكن إخفاؤها عن طريق الإنكار والتستر عليها.

ختاماً، قال دوفمان إنّه في حال وجدت طهران أن بكين مستعدة للقيام بشراكات تجارية، فإنه يمكنها الاستفادة من الخبرات الصينية لتصبح الوكيل السيبراني النهائي في مواجهة الأميركيين، مما سيجعل آليات هذا الصراع تتغير بشكل كبير.

المصدر: الجزيرة – فوربس