إدلب الجنوبي: “حزب الله” يدخل المعركة للمرة الأولى

13 أغسطس 2019

واصل الطيران الحربي الروسي والطيران المروحي التابع للنظام، قصفهما ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، بعدما تمكنت فصائل المعارضة من صد محاولة تقدم جديدة للمليشيات شارك فيها “حزب الله” اللبناني للمرة الأولى، بحسب مراسل “المدن” محمود الشمالي.

واستهدف الطيران الحربي الروسي بغارات جوية بلدة كفرسجنة جنوبي إدلب، وكذلك مناطق ترعي والتمانعة وكفرزيتا واللطامنة. واستهدف الطيران المروحي وحربي الرشاش التابع للنظام بلدات الشيخ مصطفى ومعرة حرمة والركايا وتحتايا وخان شيخون والشيخ دامس وكفرعين ومدايا وبلدة صهيان. وتُشكلُ هذه القرى بالنسبة قوات النظام خطوط امداد وقواعد تمركز وقيادة لقوات المعارضة، وتعمل على ضربها وشل حركتها عن طريق القصف المتواصل.

وتمكنت سرية مضاد الدروع التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” من تدمير جرافة عسكرية كانت تعمل على رفع سواتر ترابية على جبهة بلدة الهبيط، باستخدام صاروخ مضاد للدروع مزود بمنظومة رؤية ليلية. وبعد سيطرتها على بلدة الهبيط تعمل روسيا ومليشيات النظام على تثبيت وتحصين مواقعها في البلدة، وتلجأ إلى الاشغال الناري في المنطقة طوال الوقت. ومن جانبها، ترصد قوات المعارضة تحركات المليشيات في المنطقة وتتعامل مع أي مشاهدة من نقاطها في مناطق كفرعين وحرش عابدين وتل عاس، الكاشفة للبلدة.

وأعلنت قوات المعارضة تمكنها من صد محاولة تقدم لمليشيات النظام مدعومة بمجموعات من “حزب الله” على جبهة بلدة وتل ترعي إلى الغرب من بلدة سكيك وتلتها، بعد أكثر من 5 ساعات من الاشتباكات المستمرة. وتحاول المليشيات السيطرة على جميع التلال الحاكمة في المنطقة ما سيسهل عليها مهمة التقدم الى مدينة خان شيخون من محور الشرق.

ونتج عن هذه الاشتباكات مقتل أكثر من 25 عنصراً لمليشيات النظام و”حزب الله”، بعد تدمير “الجبهة الوطنية للتحرير” سيارة تقل عناصر تابعين لمليشيا الحزب، بالإضافة الى دبابة T-72 وسيارة محملة بالذخيرة، باستخدام صواريخ تاو المضادة للدروع، التي عادت للظهور بكثافة بيد مقاتلي المعارضة.

وبثت “الوطنية للتحرير” مقطعاً مصوراً يظهر استهداف تجمع لمليشيات النظام بصاروخ مضاد للدروع ما أدى لمقتل أكثر من 13 عنصراً. مصدر عسكري في “الوطنية للتحرير”، قال لـ”المدن”، إن صواريخ التاو لها الدور الأكبر في صد محاولات التقدم، نظراً للسرعة في نصب قواعد إطلاقه وتحريكها، وسط صعوبة رصدها من قبل طيران الاستطلاع بسبب طبيعة المنطقة.

مشاركة “حزب الله” في المعركة كانت على شكل مجموعات، لا مشاركة بالثقل العسكري الكامل. وأوضح مصدر “المدن” أن مشاركة هذه المجموعات دليل واضح على الاستنزاف العددي لقوات النظام التي تحاول التقدم تحت أي ظرف كان وبأوامر روسية مباشرة، ما دفعها لوصل الليل بالنهار، وهي تحاول التقدم من اتجاه الشرق وصولاً الى بلدة الهبيط بعمق 25 كيلومتراً لمحاصرة ريف حماة الشمالي.

وتبدو جبهة ريف ادلب الجنوبي الشرقي أكثر تماسكا، بعدما تمكنت المعارضة من صد محاولة تقدم للمليشيات. واستقدمت المعارضة تعزيزات من غرفة عمليات “وحرّض المؤمنين” و”الحزب الإسلامي التركستاني” اللذين تسلما نقاط الرباط على محور تل سكيك، الذي تحاول المليشيات التقدم فيه باتجاه الغرب نحو تل ترعي والمزارع الشرقية لمدينة خان شيخون ومدينة مورك، في محاولة لتجنب الاتجاه إلى بلدة التمانعة شمالاً.

وبدورها استهدفت مدفعية فصائل المعارضة مناطق تمركز قوات النظام في بلدة سكيك وعطشان ومحاور تقدم المليشيات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، كما استهدفت الهبيط والشيخ حديد ومواقع النظام بريف حماة الشمالي، وكذلك استهدفت مناطق العزيزية والرصيف والحاكورة بريف حماة الشمالي الغربي.

بالتوازي مع الاحداث العسكرية التي تدور جنوبي ادلب وشمالي حماة تنقل رتل تركي يضم ضباطاً برتب عالية بين 11 نقطة مراقبة تركية في إدلب بزيارات قصيرة لم تتجاوز 30 دقيقة للنقطة الواحدة، ومن ضمنها نقطة بلدة مورك التي لا تبعد إلا 10 كيلومترات عن محور تقدم قوات النظام في منطقة سكيك.