«حماس» ثم «الجهاد» في القاهرة لمراجعة ترتيبات التهدئة

28 أغسطس 2019آخر تحديث :
«حماس» ثم «الجهاد» في القاهرة لمراجعة ترتيبات التهدئة

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن القاهرة تسعى إلى تثبيت اتفاق التهدئة في قطاع غزة، عبر مراجعة الترتيبات الأمنية مع حركة حماس، لضمان استمرار الهدوء ومنع أي تدهور محتمل.

وأكدت المصادر أن وفد «حماس» الذي وصل العاصمة المصرية القاهرة للتباحث مع المسؤولين المصريين، جاء بدعوة مصرية. وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حماس، في تغريدة إن «وفداً برئاسة روحي مشتهى عضو القيادة السياسية للحركة، وصل القاهرة». وأضاف أن «الوفد سيبحث عدة ملفات مع الجانب المصري، من بينها العلاقات الثنائية، والملفات المتعلقة بالشأن الفلسطيني، والجهود المبذولة لإنهاء معاناة غزة، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني ومقدساته».

ورافق مشتهى الذي يعد ممثل «حماس» في القاهرة، توفيق أبو نعيم قائد قوى الأمن الداخلي في القطاع. وقالت المصادر إن مصر تريد إجراء مراجعة دقيقة لما يحدث في القطاع. وأضافت: «يريد المصريون تفسيرات أكثر دقة حول إطلاق الصواريخ الأخيرة ومدى سيطرة حماس على الوضع، وكيف يمكن احتواء هذا التصعيد».

ويدور الحديث عن هجمات بالصواريخ نفذت من غزة خلال الأسبوعين الحالي والماضي، يعتقد أن حركة الجهاد الإسلامي تقف خلفها، ما يجعل السيطرة على هذا الأمر معقدة بعض الشيء.

وكانت إسرائيل اتهمت حركة الجهاد الإسلامي بتصعيد التوتر على جبهة قطاع غزة خدمة لإيران. وتقول إسرائيل إن «الجهاد» تقف خلف كل الصواريخ التي أطلقت في أسبوع واحد من قطاع غزة، وإن الهجمات الأخيرة جاءت إرضاء لإيران. ولا تخفي «الجهاد» علاقتها بإيران لكنها تقول إنها لا تعمل لديها.

وأدان عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يوسُف الحساينة الاعتداء «الإسرائيلي» الأخير، الذي تعرّضت له ضاحية بيروت الجنوبية والأراضي السورية. وقال إن «هذا العدوان يُشكّل انتهاكاً سافراً لسيادتي لبنان وسوريا، كما أنه خرق واضح للقانون الدولي». وأضاف أن العدوان الأخير على محور المقاومة في المنطقة، لن يمر دون عقاب، وعندها سيدفع الكيان الصهيوني الثمن باهظاً بسبب مغامرات نتنياهو. وفي حين تم تفسير التصريحات على أنها تتضامن كاملا مع إيران وحزب الله واستعداد لمواجهة مشتركة، قال قياديون في الجهاد إن حركتهم لا تعمل لدى إيران وإن كانت تتلقى منها دعماً.

وجاءت مغادرة الوفد إلى القاهرة بعدما نقلت إسرائيل رسالة تهديد لحركة حماس عبر المخابرات المصرية. وقالت قناة «ريشت كان» العبرية، إن مصر نقلت رسالة تحذير لحماس، مفادها أن إسرائيل لن تتردد في مهاجمة غزة رغم الأحداث في الجبهة الشمالية.

وأكدت إسرائيل أنها لن تمتنع عن مهاجمة غزة بسبب الأحداث في الشمال أو حتى بسبب الانتخابات.

وقالت القناة، إن «حماس» أبلغت مصر أن إطلاق الصواريخ مخالف لمصلحتها. وبحسب القناة فإن وفدا من «الجهاد» سيصل القاهرة بعد وفد «حماس».

وتريد مصر استكشاف ما الذي يجعل «الجهاد» تطلق صواريخ بشكل متواصل، علما بأن «الجهاد» تنفي ذلك.

وثمة خشية من أن تؤدي مواصلة إطلاق الصواريخ من غزة إلى مواجهة جديدة قد تتدحرج إلى حرب. وأطلق فلسطينيون أمس قذائف هاون من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم تفعيل الإنذار في منطقة مفتوحة فقط، وإنه سقطت قذائف أخرى داخل قطاع غزة. وأكدت مصادر فلسطينية أنه تم إطلاق 4 قذائف هاون باتجاه التجمعات السكنية الإسرائيلية في النقب الغرب، إلا أن بعضها سقطت قرب السياج الأمني المحيط بالقطاع.

وأغارت طائرات من سلاح الجو على أهداف تابعة لحماس في شمال القطاع رداً على القصف بالهاون، وأفيد بأن دبابة تابعة للجيش ألقت قذيفة صوب موقع لحماس. ولا تريد إسرائيل حرباً مع القطاع، وهو ما أكدته حركته حماس للوسطاء المصريين.

والجهاد الإسلامي هي ثاني أكبر قوة في قطاع غزة، بعد حماس. وأكدت مصادر فلسطينية أن «حماس» على قناعة تامة بأن «الجهاد» هي التي تقف خلف إطلاق الصواريخ، وقد توجهت الحركة للجهاد من أجل التوقف عن خرق الهدنة خشية تقويض الاتفاقيات. لكن في «الجهاد» غير راضيين عن سير هذه الاتفاقات، ويقولون إنه لا يوجد تقدم، وإنهم رغم ذلك لا يطلقون الصواريخ (أي ينفون ذلك).

والتقى مسؤولون من «حماس» و«الجهاد» بغزة من أجل نقاش حول التهدئة، وأعقب ذلك مغادرة وفد «حماس» إلى القاهرة.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.